تسليط الضوء على التسامح الديني والأدب العماني ضمن فعاليات معرض طهران الدولي للكتاب

◄ وزير الثقافة الإيراني: القواسم المشتركة وراء اختيار السلطنة ضيف شرف لمعرض طهران

طهران - العُمانيَّة

أقيمت على هامش الفعاليات المصاحبة لمشاركة السلطنة في معرض طهران الدولي للكتاب، في نسخته الثامنة والعشرين، عددٌ من المحاضرات تنوعت بين الدينية والأدبية، إضافة إلى أمسية شعرية عمانية إيرانية، بحضور معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام رئيس الوفد المشارك في المعرض.

وألقى المحاضرة الأولى الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وبحضور الدكتور حجة الإسلام زائري أستاذ في الفقه بجامعة طهران، بعنوان "التسامح الديني"؛ تطرق فيها إلى التعريف بالسلطنة في مجال التسامح والتعايش والتفاهم بين الأمم والحضارات والأديان والشعوب والمنطلقات التي تنطلق منها السلطنة في هذا التوجه. كما تطرَّق إلى علاقات السلطنة العريقة بالدول المحيطة بها والتواصل الحضاري الذي تم بينها بين الدول العالمية الأخرى.

وتحدَّث المعمري أيضا عن إسلام أهل عمان الذي أضاف لهم بعدا كبيرا في تواصلهم الحضاري، إضافة إلى التطرق لأهم المرتكزات التي ترتكز عليها رسالة التعايش والتسامح في السلطنة؛ وهي: المعرفة، والتعارف، والاعتراف.

وبعد ذلك، ألقى الدكتور محسن بن حمود الكندي من كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس، وبحضور الدكتورة بتول مشكين فام أستاذة بجامعة الزهراء، محاضرة بعنوان "الأدب العربي في عمان"؛ تحدث فيها عن التعانق بين الأدب العربي وبين الأدب العماني في المبنى والمعنى.. مشيرا إلى أنَّ الأدب العماني جزءٌ من الأدب العربي في مرجعياته ومعانيه ومبانيه.

وأوضح الكندي أنَّ الأدب الذي وجد على مر العصور له ارتدادات ومؤثرات في القالب اللغوي وفي قالب المعنى.. كما ألقى الضوء على الارتدادات التي أثرت في الأدب العربي عموما وفي الأدب العماني خصوصا من كافة الحضارات المختلفة كالحضارة الفارسية واليونانية والهندية...وغيرها من الحضارات.

كما قدَّم عزان بن قاسم البوسعيدي مدير عام البحوث والدراسات والخدمة الآلية بالهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات "إثراء"، وبحضور الدكتور عادل بيغامي أستاذ في جامعة الإمام الصادق، ورقة عمل حول "الفرص الاستثمارية في عمان"؛ تحدث فيها عن السياسات التي تنتهجها السلطنة في التعايش السلمي مع جيرانها وأهمية هذه العوامل في التنمية الاقتصادية المستدامة؛ كونها أحد عوامل جذب الاستثمارات، ومن العوامل المساعدة لتنمية التبادل التجاري بين السلطنة ودول المنطقة بشكل عام وإيران بشكل خاص.

كما تحدَّث البوسعيدي عن التنمية الاقتصادية وركائزها في السلطنة والاستثمار في الموارد البشرية والبنية الأساسية وفرص الاستثمارات السياحية في الفنادق والمنتجعات وخدمات السائحين المتخصصة...وغيرها.

وبعد ذلك، أقيمت أمسية شعرية عُمانية-إيرانية ألقاها الشاعر العماني محمد بن قراطاس المهري والشاعرة العمانية الدكتورة فاطمة بنت علي الشيدية، والشاعر الإيراني الدكتور موسى بيدج، والشاعر عبدالملكيان شيراز؛ حيث تنوعت قصائدهم بين القصائد الوطنية والغزلية، ووصف الطبيعة باللغتين العربية والفارسية.

ومن جانب آخر، زار معالي علي جنتي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية جناح السلطنة المشارك كضيف شرف في معرض طهران الدولي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين، وبحضور معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام رئيس الوفد المشارك في المعرض.

وتجوَّل معالي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني -يرافقه معالي الدكتور وزير الإعلام- في جناح السلطنة، واطلعا على أهم الكتب والمطبوعات والمعروضات التراثية والتقليدية العمانية، إضافة إلى أهم الصناعات الفضية العمانية التراثية.

وقال معالي علي جنتي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني -في تصريح لوسائل الإعلام، أثناء زيارته لجناح السلطنة في المعرض- إنَّ سببَ اختيار السلطنة كضيف شرف في معرض طهران الدولي للكتاب في دورته الحالية وجود القواسم الثقافية والدينية والاجتماعية المشتركة بين البلدين، إضافة إلى وجود عدد من الاتفاقيات الثقافية والنشاط الثقافي بين سفارتي البلدين. وذكر جنتي أنه اطلع في جناح السلطنة على العديد من الكتب الحضارية والثقافية والتاريخية التي عززت له فكرة النشاط العماني في طباعة ونشر الكتب في مختلف المجالات.

والجدير بالذكر أن السلطنة تشارك كضيف شرف في معرض طهران الدولي للكتاب -ممثلة في وزارات الإعلام والتراث والثقافة والأوقاف والشؤون الدينية- والذي يستمر حتى 16 من مايو الجاري.

تعليق عبر الفيس بوك