تربويون: مشاركة "تعليمية البريمي" بمشروع الآيباد التعليمي في "كومكس 2015" تبرز الحاجة إلى نشر التطبيق بشتى مدارس السلطنة

البريمي- سيف المعمري

أجمع تربويون على أن مشاركة المديرية العامة للتربية والتعليم في البريمي، بمشروع الآيباد التعليمي في معرض كومكس 2015، تبرز الحاجة الماسة إلى نشر مثل هذه التطبيقات في شتى مدارس السلطنة، في إطار التحول إلى مجتمع عمان الرقمي.

ويمثل مشروع الآيباد التعليمي واحدا من مشاريع الجهود الذاتية لأولياء الأمور، الذي تم تفعيله في مدرسة الخطوة للتعليم الأساسي بولاية محضة التابعة للمديرية العامة للتربية والتعليم في محافظة البريمي، وشاركت به مدرسة الخطوة للتعليم الأساسي مؤخرا في معرض كومكس 2015، بجناح وزارة التربية والتعليم، ولاقى استحسان الزوار من مختلف الفئات التربوية.

ونبعت فكرة المشروع من الحاجة الماسة إلى بث الثقافة التقنية بين الطلاب وتفعيلها، نتيجة لتزايد الاستخدام اليومي لها، وما توفره من اختصار للوقت والجهد مقارنة باستخدام الكتاب، علاوة على التخفيف من عبء حمل الكتب المدرسية وزيادة عنصري التشويق والمتعة في الدراسة، وبالتالي زيادة القابلية للتعلم؛ حيث خصصت هذه الوسيلة لطلاب الصفوف من (1-4). ويأتي الهدف من التطبيق في تكامل العملية التعليمية، بحيث يبقى الطلاب على تواصل مع المعلمين حتى خارج الدوام الرسمي وتواصل أولياء الأمور مع المعلمين.

والمشروع هو الأول من نوعه على مستوى محافظة البريمي، ويتضمن العديد من الخدمات التي تسهم في استغناء الطالب عن استخدام الكتاب الورقي ومنها تحويل الكتاب المدرسي إلى كتاب إلكتروني ضمن المنهج الإلكتروني الذي يضم دروسا تعليمية وأنشطة إثرائية واختبارات والمكتبة الإلكترونية التي تضم مقاطع الفيديو التعليمي والصور التعليمية ومكتبة الأصوات لجميع المواد الدراسية، وآلية قياس مستوى الطلاب ومدى تحسنهم قبل وبعد استخدام الآيباد في الحصة التعليمية، والاستبيانات واستمارات تقييم المشروع والموقع الخاص بالمشروع على الإنترنت والمزود بجميع أقسام المشروع والمنهج الإلكتروني في الموقع نفسه.

وتم ربط الآيباد بالأسرة من خلال برنامج "أسرتي والآيباد"؛ حيث يتم إعطاء أولياء الأمور نسخة إلكترونية من البرامج الموجودة في الآيباد لتثبيتها في آيباد أبنائهم، ويستطيع الطالب في المنزل التدرب على الأنشطة وحلها. ومن مكونات المشروع الفصل الافتراضي الذي يتيح استخدامه رصد درجات الطالب ومعرفة سلوكه وإرسال المعلومات إلى ولي الأمر عن طريق الإيميل، واستخدام الباركورد بواسطة الآيباد ليستطيع الطالب معرفة الإجابة من خلاله، في جهد رائع وتفاعل حثيث يُعزز من قدرة المدارس على تنفيذ مشروعاتها بكل فاعلية.

مشروع رائد

وحول المشروع، قال سالم بن علي العريمي مدير مساعد لشؤون تقنيات التعليم بدائرة تقنية المعلومات بتعليمية البريمي إن الآيباد التعليمي من المشاريع المهمة التي تبنتها مدرسة الخطوة بدعم ومساندة من دائرة تقنية المعلومات بتعليمية المحافظة، وذلك لتفعيل التقنية فيما يخدم العملية التعليمية تماشياً مع المستجدات العالمية. وأضاف العريمي أن دور تعليمية المحافظة يتمثل في دعم المشروع من خلال متابعته منذ بدايته عن طريق مشرفي الدائرة وتوجيه القائمين عليه والإشراف على مراحل تطوره وتقييمه. وتابع أن تعليمية المحافظة ساندت المدرسة ماديا ومعنويا، وذللت التحديات حتى وصل المشروع إلى هذه المرحلة؛ حيث يعد مشروع الآيباد من المشاريع الرائدة، كونه ينقل تعلم الطلاب إلى مراحل متقدمة من خلال توسيع معارفهم وتعويدهم على البحث والاستقصاء عن المعلومات والإسهام في رفع مستواهم التحصيلي.

وقال قيس بن سعيد الزيدي مدير مساعد لشؤون الدعم الفني والشبكات بدائرة تقنية المعلومات بتعليمية البريمي إن الإدارة التعليمية بالمحافظة ممثلة في دائرة تقنية المعلومات، قامت بالتواصل المباشر والزيارات الدورية والاطلاع على مراحل المشروع أولاً بأول، والتنسيق مع المشرفين بقسم تقنيات التعليم بتعليمية المحافظة. وأضاف الزيدي أن مشاركة المدرسة في مشروع الآيباد التعليمي في معرض كومكس، جاءت لإظهار هذا الركن بمستوى لائق ليظهر المشروع بالشكل المطلوب لجميع الشرائح بالمجتمع وتوزيع الأعمال والأدوار وبأن البرامج التي يحتويها الآيباد متنوعة ومختلفة تهدف إلى الارتقاء بمستويات الطلبة إلى الأفضل وتخدم جميع المواد الدراسية للصفوف من الأول إلی الرابع.

وقالت لطيفة بنت خليفة الكعبية معلمة مادة تقنيات التعليم ومشرفة على مشروع الآيباد التعليمي ومعلمة بمدرسة الخطوة للتعليم الأساسي، إن مشروع الآيباد التعليمي عالم من المتعة والتشويق في التعليم بأحدث التقنيات، وقد بدأ في عام 2012، ويهدف إلى الارتقاء بمستويات الطلبة للوصول إلى مزيد من التفوق والإبداع، ويسهم في رفع المستوى التحصيلي للطلاب. وأوضحت أن المشروع حاصل على المركز الأول في التحصيل الدراسي على مستوى السلطنة، لافتة إلى ان مشاركتها في معرض كومكس يعزز من فخرها بالإنجاز الكبير للمشروع. وتأمل الكعبية تحويل المنهج الكتابي إلى منهج الكتروني تفاعلي، وأن يتم تطبيقه على كافة مدارس السلطنة، علاوة على أملها في أن يجد المشروع الدعم الكافي لتحويل المنهج إلى تطبيق على أجهزة الأندرويد حتى يستفيد منه الجميع.

فيما أشادت أمينة الحبشية مديرة مدرسة الخطوة سابقا والمنتدبة بقسم ضبط الجودة بتعليمية جنوب الباطنة، بمشاركة المشروع في معرض كومكس، مشيرة إلى أن هذه المشاركة تدل على نجاح المشروع وأنه يسير بخطى واثقة نحو المستقبل، وسوف يرفع المستوى التعليمي للأجيال القادمة، بفضل ما يحمله في محتواه من مناهج وأنشطة وألعاب هادفة تناسب مستوى الطالب وعمره. ووجهت الحبشية الشكر إلى المعلمتين المشرفتين على المشروع لطيفة بنت خليفة الكعبية وسناء بنت زايد العامرية، على تطبيق هذه التجربة الرائدة وتطبيقها في مدرسة الخطوة ولأول مرة يعتبر حدثا جديدا له آفاق بعيدة.

الحقل التربوي

وقال أحمد بن سليمان المكتومي مشرف أنظمة في التعليم الإلكتروني بدائرة تقنية المعلومات بتعليمية البريمي إن مشاركة مشروع الآيباد التعليمي في معرض كومكس، جاءت نتيجة لأهمية استخدامات الآيباد بشكل خاص في حياة العاملين في الحقل التربوي. وأوضح أن فكرة المشروع تمثل بداية مهمة في نشر وتوضيح طريقة استخدام الآيباد في العملية التعليمية، لافتا إلى أن المشاركة في كومكس بمثابة تشريف وتقدير لجهود المحافظة في الارتقاء بالمستوى التعليمي للطلاب، علاوة على أن المشاركة في هذا المعرض الدولي تمثل دعما وتحفيزا نفسيا يساعد على التقدم والتطوير في هذا المجال؛ حيث تعد محافظة البريمي هي أول محافظة تطبق هذا المشروع في جميع المناهج الدراسية للحلقة الأولى.

فيما قالت فريدة شكري جلال معلمة مهارات موسيقية وعضوة في مشروع الآيباد التعليمي، إنّ المشروع شهد إقبالا جيدا في معرض كومكس، ونال إعجاب كثير من الزائرين، ونأمل في المستقبل أن ينفذ المشروع في جميع محافظات السلطنة، ويتم الاستغناء عن الكتب الدراسية من خلال المنهج الإلكتروني الموجود في جهاز الآيباد. وترى جلال أن المشروع يحتاج إلى دعم مادي لتنفيذ تطبيق المنهج الإلكتروني على متجر "google play" حتى يسهل للجميع تحميله والاستفادة منه.

وشددت حمدة بنت علي العيسائية مشرفة أنظمة بالتعليم الإلكتروني بدائرة تقنية المعلومات على أهمية التقنية وضرورة انتشارها، وقالت: "في الوقت الراهن ومع انتشار التقنية والمعلومات بشكل كبير بين طلابنا، أصبحنا أمام جيل يمكن أن نطلق عليه لقب الجيل الذكي، كونه من دون شك جيلا واعيا بالتقنية الحديثة، بحكم استخدامه للتكنولوجيا في أبسط مواقف حياته، لذا كلما زادت فرصة استخدام ما يحبه الطلاب، زادت فرصة شغفهم بحضور الحصص الدراسية وتوسيع دائرة الاستيعاب، ومن هنا جاءت فكرة مشروع الآيباد التعليمي بمدرسة الخطوة للتعليم الأساسي".

وتابعت قائلة إن مشاركة محافظة البريمي في معرض كومكس 2015، هي الأولى من نوعها، وهي محل فخر وحافز لمشروع الآيباد التعليمي، لاسيما وأن كومكس من أقوى المعارض الدولية في عالم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة.

تعليق عبر الفيس بوك