الخليلي أمام مؤتمر دولي: سيرة المصطفى حافلة بالخير.. والمسلم مطالب بالثبات في مواجهة الفتن

مسقط - أحمد المويتي

زار فضيلة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، جمهورية باكستان.. وعقد خلال الزيارة مؤتمرا دوليا بعنوان "الحوار في السيرة النبوية وأثره في التعايش السلمي"؛ وذلك بمقر الجامعة الإسلامية العالمية.

وبدأ المؤتمر بالافتتاحية القرآنية والترحيب بالحضور، ثم جاء دور سماحة الشيخ الخليلي في إلقاء كلمته. وتضمَّنت الكلمة عدَّة نقاط؛ من أبرزها: أنه من فضل الله تعالى أن جمعنا في (باكستان) التي تعني ترجمتها بالعربية: "الأرض الطيبة" وفي (إسلام أباد) وترجمتها: "مدينة الإسلام"، ولا ريب أن كل شيءٍ لقبه يُوحي بما يشتمل عليه؛ فالأرض الطيبة تفرز الطيب، والمدينة التي تنسب إلى الإسلام إنما هي في الحقيقة قلعة للإسلام، والشكر للرحمن الذي جمعنا في قلعة الإسلام وفي هذه الأرض الطيبة". وأضاف سماحته بأنَّ رسالة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كانت رحمة للعالمين، والعالمون جمع عالم: وهو كل ما كان دليلاً على وجود الله تعالى. وتابع: إنَّ ميزة هذه الأمة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ". كما أكد أنَّ الله تعالى أمرنا بحسن أدب الحوار حتى مع الآخرين: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ". وزاد بأن النبي كان خلقه القرآن كما وصفته السيدة عائشة -رضي الله عنها- ونبه بأنه يتعيَّن على المؤمن أن يعتزَّ بدينه وإسلامه، ويكون رائدًا بين الناس في الأخلاق الحسنة، كما يقول أحد الفلاسفة العظام من هذا البلد: "إنَّ المسلمَ لم يخلقْ ليندفعَ مع التيار، ويسايرَ الركبَ البشري حيث اتجه وسار، بل خُلقَ ليوجّه العالم والمجتمع والمدينة، ويفرض على البشرية اتجاهه، ويملي عليها إرادته؛ لأنه صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين، ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه، فليس مقامه مقام التقليد والاتباع، إن مقامه مقام الإمامة والقيادة ومقام الإرشاد والتوجيه، ومقام الآمر الناهي، وإذا تنكر له الزمان، وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة، لم يكن له أن يستسلم ويخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر، بل عليه أن يثور عليه وينازله، ويظل في صراع معه وعراك، حتى يقضي الله في أمره".

وشدَّد الخليلي على أنَّ الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة، والاعتذار بالقضاء والقدر، كل ذلك من شأن الضعفاء والأقزام. أما المؤمن القوي، فهو بنفسه قضاء الله الغالب وقدرهُ الذي لا يرد. وختم بالقول إن هذه الكلمات يجب أن تقدح في نفس كل مسلم حتى يشعر باعتزازه لتصل الرسالة إلى العالم أجمع".

وشهد المؤتمر تفاعلا كبيرا من الحاضرين مع كلمة سماحة المفتي، وأشاد بها منظمو الحدث.

تعليق عبر الفيس بوك