ماذا لو لعب "ميسي ورونالدو" في المريخ؟!

حسين بن علي الغافري

يحدث في كل مكان بالعالم أن تكون الأهداف هي أساس متعة كرة القدم عند الكثيرين من محبي التشويق والفرجة؛ بحثاً في الابتعاد عن مشاغل الحياة والتنفيس عن همومها ومتاعبها المتجددة، بينما هُناك من يقول أن المتعة هي في التكتيك المنضبط "دفاعياً" حيث إن الدفاع هو مصدر الفوز في اللقاءات، وينظر إليها بأنها المتعة الفعلية في المستديرة، فعندما تدافع جيداً ستكون بوضع مريح كي تقتنص إرتداد هجومي منتج من بوابة التماسك في المجموعة والسعي في إنهاء المُباراة بهدف يعطي النقاط الكاملة "بتكتيك مدروس كلعبة الشطرنج" كما كان يفعل المدرب الأرجنتيني هيلينو هيريرا مع إنتر ميلان وقد حقق النتائج وقتها بفكره المنضبط. وقد يذهب البعض في أن امتلاك الكرة هو أساس السيطرة على المباراة والفوز، ويرى أن المتعة هي كهذه، كما يحدث في التكتيك الهولندي الشامل الذي أحدثه الهولندي "يوهان كرويف" في برشلونة وحقق خليط من الكرة الشاملة ولقب لدوري أبطال أوروبا وسُمّي حينها بـ "الدريم تيم". وجاء بعد كرويف الإسباني جوارديولا الذي طور الشكل وأضاف عليه بعض اللمسات كي يسيطر على أوروبا في ثلاث أعوام منذ عام 2009م وحتى صيف عام 2011م.

الحديث عن المتعة، والأهداف، والدفاع يقودنا هذا اليوم إلى دوريات أوروبا الكبرى بصفة مباشرة. حيث يفسر بعض محبي الدوري الإيطالي أن إيطاليا هي "جنة كرة القدم" واللاعب إذا ما أراد أن يثبت علو كعبه عليه أن يتجاوز اختبار الجودة الحقيقية لقدراته وإمكانياته بأن يخوض التجربة في "السيريا آي" وينجح! صحيح أن الدوري الإيطالي دوري منضبط وفكر المدربين فيه يتسم بشيء من التأني والبناء التأسيسي من الخط الخلفي، لكن تبدو أن هذه الأفكار تطورت على عكس السابق في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وهو ما يفسر نجاح لاعبين في إيطاليا وإخفاقهم خارجها وهو أمر كذلك يعلل بدرجة أولى أن نجاح اللاعب من عدمه لا يمكن ربطه بالتجارب الاحترافية في الدوريات الأخرى كما حدث على سبيل المثال مع البرازيلي كاكا نجم ميلان السابق وإخفاقه مع ريال مدريد ونجاح الإسباني "كاليخون" في نابولي بعد أن كان أسير دكة البدلاء في النادي الملكي، أيضاً برشلونة استقدم السويدي إبراهيموفيتش بمبلغ ضخم ولكن بعد عام تخلص منه إلى ميلان بما يقارب ربع المبلغ الذي كان قد جلبه من إنتر ميلان!.

.. الدوري الإنجليزي الممتاز هو الآخر يمتاز بأسلوب معين وشكل معين. النسق السريع والكرات الطويلة والسرعة أبرز ميزات الإنجليز و"البريمر ليغ". ومقارنة النجاح والفشل تبدو أمر غير منطقي من خلال ربطها بدوري معين. على سبيل المثال، الألماني أوزيل والأرجنتيني دي ماريا دفع فيهما آرسنال ومانشستر يونايتد مبالغ خيالية ولكن أين هما الآن عن "العز" الذي كانا عليه في قلعة الملوك ريال مدريد، هل هذا يعني أن الدوري الإسباني أقوى من الإنجليزي؟! طبعاً لا، أو إن الإيطالي أفضل من بقية الدوريات. أين الإسباني "فابريغاس" عندما كان كل شيء في آرسنال وببرشلونة أصبح ملازم لدكة البدلاء، والعكس صحيح في التشيلي "سانشيز" الذي لم يجد نفسه ببرشلونة وهو الآن نجم النجوم في المدفعجية!.

ما أود التعليق عليه، الحديث عن أهداف ميسي ورونالدو والأخبار اليومية عن الأرقام الفلكية في الليغا أو البطولة الأوروبية وإنتقاد البعض .. وأن الدوري الإسباني هو دوري "توم وجيري" فقط .. القائمة ستطول إذا ما نظرنا إليها من هذه الزاوية الضيقة، مما يعني أن كل التكهنات بنجاح ميسي ورونالدو في الدوري الإيطالي أو الدوري الألماني أو الإنجليزي أو غيره تبدو غير منصفة ولا تقلل من نجومية اللاعبين حالياً ولا تنقصهما شأناً من أرقامهما الكبيرة في الليغا. وعلى محبي الكرة في كل مكان الإستمتاع بهؤلاء النجمين الآن، فقد لا نشاهد لاعبين آخرين يتجاوزون أرقامهما الكبيرة في الأمد القريب .. ودعوا عنكم التعصب جانباً.. فلا الدوري الإسباني في الأسفل، ولا دوري آخر نضعه في الأعلى كيفما نشاء .. جميعها بأفكار مختلفة وبرؤى مغايرة عن بعضها.. وفرضنا أن كان ميسي أو رونالدو قد تألقا في إيطاليا، هل سنقول بأن عليهما إثبات قدراتهما في المريخ أم سنكتفي بالكرة الأرضية؟!.

تعليق عبر الفيس بوك