أردوغان يتحدث عن "مفترق طرق" غداة تظاهرات "عنيفة" في الذكرى الثانية لـ"احتجاجات تقسيم"

إسطنبول - الوكالات

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن بلاده تقف على مفترق طرق وعليها أن تنتقل من تركيا القديمة إلى الحديثة.. مضيفا بأنَّ القميص الحالي لم يعد يتسع لتركيا الجديدة.

ونوه أردوغان -في كلمة خلال احتفال بجامعة وقف الغرف والبورصات التركية بالعاصمة أنقرة- إلى أن مؤسسات تركيا القديمة بجميع عاداتها وتطبيقاتها أنهت مدة صلاحيتها.. مشددا "علينا أن نعى كلمتين ساحرتين، هما الاستقرار والثقة، فإن لم يوجد ثقة لا يمكن أن نجد الاستقرار، وبدون استقرار لا يمكن أن نحقق نهضة في البلاد، ونحتاج إلى إمكانيات جديدة، والطريق يمر من خلال دستور جديد للبلاد". وأوضح أردوغان أن البعض منزعج من النظام الرئاسي، ولا يرغبون في نهضة البلاد، وما زالوا يجرون حملات انتخابية بنظام أعوام 1970 و1990، وليس لديهم رؤية مستقبلية.

وانتقد الرئيس التركي حزب الشعب الجمهوري المعارض.. مضيفا بأنَّ الحزب يقدم وعودا انتخابية كبيرة في حملته التي يجريها استعدادا لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في السابع من يونيو المقبل. وأشار أردوغان إلى أن "حزب الشعب الجمهوري يقدم وعودا بتخصيص راتب شهري بحد أدنى 1500 ليرة تركية وآخر يقول 1800 ليرة، ولكن الحزب لا يملك أي رؤية مستقبلية".

إلى ذلك، لجأت الشرطة التركية أمس الأول إلى الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفرقة تظاهرة بمناسبة عيد العمال في إسطنبول، فيما يجوب مئات آلاف الناشطين مدن العالم للدفاع عن حقوق الطبقة العاملة. وأغلقت الشرطة الشوارع المؤدية إلى ساحة تقسيم في وسط اسطنبول ومنعت السيارات كما عطلت وسائل النقل العام لمنع الوصول إلى مركز التظاهرات في أكبر مدن تركيا.

واندفعت الشرطة تجاه المتظاهرين في منطقة بيشيكتاش على ضفاف البوسفور أثناء محاولتهم التوجه إلى ساحة تقسيم. واستخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.. وتعيش اسطنبول حالة من التوتر مع رفض الناشطين الحظر الذي فرضته السلطات على التظاهرات في تقسيم. وأعلن رئيس شرطة إسطنبول سلامي التينوك اعتقال 136 شخصا في مناطق عدة من المدينة خلال النهار.

وفي خطاب في قصره الرئاسي في أنقرة، قال أردوغان: "أرى أن هذا الإصرار على تقسيم (التظاهر في الساحة) خطأ وله أهداف".. مضيفا بأن "الاجتماع في تقسيم يعني أساسا شل الحركة في كافة إسطنبول".

وقد اسفرت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين في عيد العمال العام 2014 قرب ساحة تقسيم عن 90 جريحا وتوقيف 142 شخصا، بحسب حصيلة رسمية. ونقلت وسائل إعلام تركية أن 20 ألف شرطي انتشروا في المدينة معهم 62 شاحنة مياه لاستخدامها في حال حصول اشتباكات.

واضطر سكان اسطنبول إلى قضاء حاجياتهم مشيا على الأقدام بسبب إغلاق الطرقات أمام السيارات، فيما وجد المسافرون أنفسهم محاصرين بانتظار إن يجدوا طريقة للتوجه إلى المطار. وفي محاولة لمنع التظاهر، كانت السلطات قد أغلقت خط المترو قبل أن يصل إلى تقسيم، كما أن خطوط الترامواي عملت بشكل جزئي.

تعليق عبر الفيس بوك