مجلس الأمن يفشل في التوصل لهدنة إنسانية في اليمن.. وحديث متنام عن اتفاق لـ"تقاسم السلطة"

عواصم - الوكالات

فشل مجلس الأمن الدولي -خلال جلسته الطارئة، التي انتهتْ في ساعة مُتأخرة من مساء أمس الأول- في التوافق على إصدار بيان اقترحته روسيا يطالب بهُدنات إنسانية في اليمن مع تزايد المخاوف بشأن توقف عمليات الإغاثة بسبب نقص الوقود بالبلاد.

وأعْرَب المندوب الروسي في المجلس فيتالي تشوركين عن "خيبة أمله" لعدم تمكن أعضاء المجلس من إصدار بيان حول الأزمة، والذي اقترحتْ موسكو أن يدعو لوقف إطلاق النار فورا أو على أقل تقدير التوصل إلى فترات هدنة إنسانية عادية. وقال إنه طلب عقد الجلسة نظرا لقلق موسكو من تصاعد أعداد الضحايا، واستغرب ما وصفه بحظر على إدخال الوقود والمساعدات إلى اليمن رغم أن الحظر المفروض دوليا لا يتعلق إلا بالأسلحة. وقال تشوركين بعد مشاورات مغلقة بشأن اليمن "إذا لم تستطيعوا الاتفاق على بيان بديهي ومرتب.. ما الذي يمكن أن تتفقوا عليه؟". وتابع: إنهم يؤيدون بالكلام فقط، ويقولون إن الأمور سيئة للغاية، ولكن ما الذي نستطيع أن نفعله حيال ذلك". وقالت الولايات المتحدة إنها تؤيد بشكل كامل تسليم المساعدات لليمن دون أي عائق بما في ذلك من خلال فترات توقف للقتال لأسباب إنسانية.

وفي السياق، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس، إن إيران تحتفظ بمصالح أمنية مشتركة مع اليمن ولن تسمح للاعبين إقليميين آخرين بالمساس بها. وأضاف عبد اللهيان: "لن يسمح لآخرين بتعريض أمننا المشترك للخطر بمغامرات عسكرية"؛ في إشارة إلى حملة عسكرية تقودها السعودية وتشارك فيها دول عربية أخرى.

إلى ذلك، بدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، أمس، جولة إقليمية يُجرى خلالها مباحثات تتناول سبل إحياء عملية السلام في اليمن. وأبلغ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جيفري فيلتمان أعضاء مجلس الأمن الدولي بهذه الجولة خلال جلسة مشاورات عقدها المجلس حول الوضع الإنساني في اليمن. وقال فيلتمان -بحسب ما نقل عنه دبلوماسي حضر الجلسة- إنه في ظل "استمرار الحرب الأهلية" في اليمن فإنَّ الحل الوحيد يكمن في التوصل إلى "اتفاق نهائي لتقاسم السلطة يتم التفاوض عليه مع جميع الأطراف". كما لفت فيلتمان إلى أنَّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "يدرس بجدية فكرة عقد مؤتمر دولي حول اليمن لاستئناف العملية السياسية".

وميدانيا، تجدَّدت أمس المعارك بين الحوثيين ولجان المقاومة الشعبية في محيط مطار عدن، جنوبي اليمن، في حين اندلعت اشتباكات في مدينة تعز جنوبي البلاد. وأفادت مصادر محلية يمنية بأن اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح السبت في محيط مطار عدن، أسفرت عن سقوط عدد من قتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

وفي مدينة تعز، تجدَّدت الاشتباكات، أمس، بعد هدوء حذر الجمعة، سبقته معارك ومواجهات عنيفة وقصف بالدبابات وقذائف الهاون، استهدف الأحياء السكنية، خاصة حي الثورة بالمدينة. وسقط ضحايا مدنيون، أمس الأول، جراء قصف عشوائي شنه الحوثيون ومليشيات صالح على الأحياء السكنية في تعز، حيث طال القصف مستشفى الثورة، كما لحقت أضرار ببعض المباني والممتلكات العامة والخاصة.

وفي غضون ذلك، شنَّ طيران التحالف العربي غارات استهدفت ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، إثر معلومات عن ترتيبات تقوم بها جماعة الحوثي وأنصار صالح لتحويل مدرجه لهبوط الطائرات، بعد قصف مطار صنعاء و تدمير مدرجه. وذكرت مصادر محلية في صنعاء أن طيران التحالف شن غارتين على ميدان السبعين، الذي يقع بالقرب من القصر الرئاسي، وكان يستخدم لإقامة الاحتفالات الكبرى. وكان طيران التحالف دمر مدرج مطار صنعاء بعد ترميمه من تدمير سابق قبل أيام، إثر محاولة طائرة إيرانية كسر الحظر الجوي المفروض على اليمن من التحالف العربي بالتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية.

إلى ذلك، أكدت الرياض على لسان العميد ركن أحمد عسيرى مستشار مكتب وزير الدفاع السعودي، أنَّ العمل يجرى لتعزيز قدرات المقاومة الشعبية اليمنية، ولإمدادها بالسلاح النوعي الذي سيغير المعادلة العسكرية على الأرض. وقال عسيرى إنَّ الأيام القادمة ستحقق المقاومة تفوقا على الأرض على ميليشيات الحوثيين التي سوف تدحر في نهاية المطاف.

تعليق عبر الفيس بوك