مسؤول في الميدان..!

طالعنا الإعلام الجديد بصور تركت صدى كبيرا ومتميزا لعدة مسؤولين برتبة وزير ووكيل وزارة بزي العمال والفنيين في الميدان، ولقي ذلك استحسان الكثير من مطالعي وسائل التواصل الاجتماعي الذين رأوا في هذه الصور أنّ هناك نقلة نوعية جديدة ومسارا محمودا في ميادين العمل لكثير من كبار المسؤولين بالدولة.

لعل الاختلاف في بعض الأشياء هو خروج الوزير أو الوكيل بملابس العامل "الأفرول" والذي يعطي تشجيعا ودافعًا للعامل وأيضًا يضع المسؤول في موضع العامل بما يحسه وما يشعر به في ظروف ومستويات وبيئات عمل مختلفة ومتفاوتة.

ولعل بعض وظائف المسؤولين تختلف بما لا يستدعي تغيير الزي بل بما يحتاج تكثيف الزيارات الميدانية التي يتلمس فيها ظروف واحتياجات المواطنين وجهات العمل المختلفة في الدوائر والمؤسسات التابعة للوزارة بمختلف أنواعها وتخصصاتها.

إنّ الأفكار الشابة في مناصب المؤسسات ومسايرة العالم الخارجي والحداثة مع وجود ركائز الخبرة بين المسؤولين يضيف للعطاء والخطط والإنتاج مفهوما جديدا ومتقدما يعطي الكثير من النتائج المبشرة على المجتمع والوطن.

وبعيدا عن ذلك فإنّ تغيير مفهوم العمل الإداري ليمتد إلى العمل الميداني بالتوازي مع سرعة ودقة الإنجاز وتلبية احتياجات المواطنين هو أمر ملح ومطلوب خاصة في مثل هذه الظروف التي لا تتيح للكثير من المواطنين المقدرة على الوصول إلى مؤسسات الدولة أو إلى مراكز هذه المؤسسات في مسقط، حيث تجد الكثير من المواطنين لا يتمكنون من الوصول للخدمات ومراكز تقديمها رغم حاجتهم الماسة لها إلا بعناء ومشقة فبالتالي فإن بوادر مثل هذه الزيارات تعزز ثقة المواطن بالمؤسسات وتفتح جوانب كثيرة نحو وضع مفهوم جديد للإدارة الحديثة بعيدا عن الهالة الإعلامية وغيرها.

فإنّ في مثل خروج وزيارات معالي وزير التجارة والصناعة وسعادة وكيل وزارة النفط والغاز للشركات والمؤسسات نموذج جديد بمفهوم حديث تسعى لتطبيقه كثير من الدول وبدأت كثير من الدول الخليجية بتعيين الوزراء الشباب لخلق قاعدة إنتاجية فعالة تؤتي ثمارها على المجتمع وعلى حياة ورفاهية المواطن .

إن البلد بحاجة ماسة أكثر من ذي قبل إلى تكثيف الزيارات المجتمعية من قبل المسؤولين وأيضا تفعيل أدوار المحافظين لتنمية الولايات بما يحسن من مستوى التطور والنماء فيها.

ولما كانت هذه المسؤوليات ترتبط ارتباطا وثيقا بالمواطن وتنمية المجتمع وتحسين مستوى معيشته وهي التي ترجمتها توجيهات واهتمامات مولانا جلالة السلطان الله -حفظه الله- بأن من الضروريات الوقوف على كل مظاهر الحياة وجوانب قطاعات العمل ميدانيا وهي العادة التي قام بها مولانا منذ مطلع عصر النهضة بزيارة الولايات والمحافظات والوقوف شخصياً على احتياجات المواطن وسماعه وهي التي يجب أن تكون نموذجًا ومنهجًا لكل مسؤول، والله الموفق.

يوسف علي البلوشي

yousuf@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك