طوكيو - العمانية
تواصلت في العاصمة اليابانية طوكيو صباح أمس فعاليات أيام مجلس التعاون بمشاركة السلطنة حيث أقيمت ندوة حول " تعزيز العلاقات والتفاهم بين دول المجلس واليابان" .
ويرأس وفد السلطنة المشارك في الفعاليات سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام .
وأكد سعادة خالد بن سالم الغساني الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون في كلمة نيابة عن معالي الدكتور الأمين العام لمجلس التعاون أن الغاية التي ترمي إليها أيام مجلس التعاون هي توفير البيئة المناسبة لحوار تفاعلي، تستعرض خلاله قضايا ثقافية واقتصادية وإعلامية، تعزز من مد جسور التفاهم بين دول مجلس التعاون وبين البلدان الصديقة في مختلف المجالات الثقافية والحضارية.
وأوضح أن التجانس بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون قد أسهم في تمكينه من تبني مواقف موحدة تجـاه العديد من القضايا، وسياسـات ترتكز على مبـادئ حسـن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سـيادة كل دولة على أراضيها ومواردها، واعتماد مبدأ الحوار السلمي وسيلة لفض المنازعات، الأمر الذي أعطى مجلس التعاون قدراً كبيراً من المصداقية، كمنظمة دولية فاعلة في هذه المنطقة الحيوية للعالم بأسره.
وأضاف الغساني أن لدول مجلس التعاون مواقف ثابتة ومعلنة من كافة القضايا التي تهم السلم العالمي، وتساهم في استقرار ورخاء الإنسانية أجمع.. مؤكداً التزام دول المجلس بمحاربة الفكر الذي تقوم عليه الجماعات الإرهابية وتتغذى منه وأن الإسلام بريء من هذا الفكر المنحرف، والتسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أسس سياسة دول المجلس الداخلية والخارجية .
وقال الغساني إن دول المجلس قد رحبت بقرار مجلس الأمن رقم 2199 (فبراير 2015م)، الذي صدر بالإجماع تحت الفصل السابع، القاضي بتجفيف منابع تمويل الإرهاب وتشديد الرقابة على المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين، ودان المجلس بشدة كافة الأعمال الإجرامية الوحشية والبشعة التي ترتكبها كافة التنظيمات الإرهابية، بمختلف أطيافها ، لأن تصاعد العنف والجرائم الإرهابية يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وفي الجانب الاقتصادي أوضح سعادته أن دول مجلس التعاون الخليجي حققت الكثير مما تصبو إليه، دون التخلي عن فلسفة التدرج والتوافق ، كأساس ومنهج، مشيراً الى أن مجلس التعاون قد تبنى في البداية المدخل التجاري التقليدي للتهيئة لعملية التكامل، ثم في مرحلة لاحقة تبنى آليات متعددة لتعميق التعاون وزيادة وتيرة التبادل التجاري الإنمائي بين الدول الأعضاء.
وقال الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية أن مجلس التعاون يولي العلاقات مع اليابان اهتماماً خاصاً، انعكس من خلال الاجتماعات المتواصلة بين الجانبين، تفعيلاً للاتفاق الذي وقعه الجانبان في يناير 2012م، بشأن الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون واليابان، وتأسيساً لشراكة استراتيجية متميزة بين الجانبين في كافة المجالات، وتعبيراً عن الأهمية الكبيرة التي يوليها المجلس للعلاقات الاستراتيجية مع اليابان، التي تُعتبر أحد أهم الشركاء التجاريين لدول المجلس، حيث يتجاوز التبادل التجاري بينهما 170 مليار دولار سنوياً.
وأكد سعادته أن مذكرة التعاون والحوار الاستراتيجي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين مجلس التعاون واليابان في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليم والبحث العلمي، والطاقة، والثقافة، والصحة، والبيئة، والزراعة، والنقل، والاتصالات وتقنية المعلومات، والسياحة.
من جانب آخر أعرب سعادة السفير شينجرو اندو مساعد وزير الشؤون الخارجية الياباني وسفير اليابان لدى دول مجلس التعاون في كلمة له عن شكره على المساعدات التي قدمتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إثر الكارثة الطبيعية في اليابان عام 2011 .. مثمنا الدور الذي تقوم به دول المجلس على المستويين الإقليمي والدولي .
وتطرق سعادته إلى الزيارات التي قام بها كبار المسؤولين في دول مجلس التعاون واليابان وأثرها في دفع تعزيز العلاقات بين الجانبين في المجالات المختلفة مثل الطاقة وموارد المياه والتكنولوجيا .
وأوضح سعادته أن بلاده تشاطر دول مجلس التعاون ضرورة توطيد الأمن وتحقيق الاستقرار في العالم.. داعيا الى تعزيز الشراكة بين دول المجلس واليابان في مختلف المجالات.
بدأت الندوة بورقة عمل قدمها الدكتور محمد طاهر القطان مدير الشؤون الدينية في وزارة العدل بمملكة البحرين بعنوان:" جهود مجلس التعاون في مجال حوار الحضارات (دول المجلس واليابان) " اوضح من خلالها جهود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجال الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان وإسهامات دول المجلس الرائدة في مجال الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والمتمثلة في المرجعية الدستورية والقانونية التي تعزز المبادرات الإقليمية والدولية في مجال الحوار والعيش المشترك والانفتاح والتعاون مع الدول والمجموعات الصديقة والجهود الفردية في هذه المجالات. واستعرض في الجلسة الثانية ورقة عمل بعنوان " التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي ونقل التقنية " قدمها الدكتور عصام بخاري الملحق الثقافي السعودي في اليابان أكد خلالها أهمية العلاقات بين دول مجلس التعاون واليابان في المجالات التعليمية والبحثية والعلمية والتكنولوجية.
وقال سعادة السفير يوسف بلال سفير دولة قطر المعتمد لدى اليابان في ورقته أن العلاقات الخليجية- اليابانية شهدت مؤخراً دفعة قوية بفضل الرغبة والإدارة السياسية القوية لدى القيادات السياسية في الجانبين ، مشيراً إلى أن الزيارات المتبادلة بين دول المجلس واليابان على أرفع المستويات خلال السنوات الماضية ساهمت في ترسيخ هذه العلاقات ووفرت فرصا جيدة لإعادة تأكيد الصداقة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون.
وأوضح سعادة السفير أن العلاقات الخليجية اليابانية تكتسب أهميتها ليس فقط من الروابط الاقتصادية الضخمة ولكن أيضا من المصالح المشتركة على الأصعدة السياسية والأمنية والثقافية، مؤكداً على أهمية الحوار الاستراتيجي القائم بين دول مجلس التعاون واليابان منذ عام 2012م.
وأشار إلى أن دول المجلس تمتلك رؤية مستقبلية لتحقيق مزيد من التقدم والتطور على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالتعاون الوثيق مع كافة الشركاء والحلفاء من بينها اليابان لما لها من دور فاعل في هذا المجال، داعيا الى الاستفادة من تجارب وقدرات وإنجازات اليابان في مجالات تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتقدم التكنولوجي والتطور العلمي والبحثي .
وتختتم اليوم الجمعة فعاليات أيام مجلس التعاون باليابان بندوة حول "التعاون الإعلامي بين دول المجلس واليابان " تشارك السلطنة فيها بورقة يقدمها حسين بن رضا اللواتي مدير منتدب بدائرة الدراسات والتوثيق الإعلامي بوزارة الإعلام .