"بي. بي عمان" تحتفل بحصاد "الاستثمار الاجتماعي".. وأكثر من 4000 شاب وشابة استفادوا من البرنامج

◄ العوفي: مبادرة "بي. بي عمان" تتميز بتغطيتها لجانبي المحلية والانتشار

◄ العجيلي: 25% من إجمالي الإنفاق على حقل خزان لشركات محلية

◄ الجفيلي: "شراكة" أدارت البرنامج المتعلق بريادة الأعمال

احتفلتْ "بي.بي-عمان"، أمس، بالذكرى السنوية الأولى لبرنامج الشركة للاستثمار الاجتماعي؛ وذلك في نادي الموج للجولف بمسقط، برعاية صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد، وبحضور عدد من الوزراء والوكلاء والمسؤولين وممثلي الجهات الرسمية، إضافة إلى المستفيدين من البرنامج.

ودشَّنت "بي.بي-عمان" برنامجها للاستثمار الاجتماعي في العام 2013، وفي العام التالي استفاد منه بصفة مباشرة ما يزيد على 4000 مشارك، ويهدفُ البرنامج إلى الارتقاء بأفراد المجتمع من خلال المشاريع والمبادرات التي تصبُّ في تمكين قدرات الأفراد، وحثهم على التركيز في خططهم وأعمالهم. وركَّزت على ترسيخ مبدأ الاستدامة والاكتفاء الذاتي من خلال فرعيه الرئيسيين؛ الأول: برنامج خزان للاستثمار الاجتماعي، والذي يستهدف منطقة الامتياز 61 والمناطق المحلية المجاورة له. والثاني: برنامج عمان للتنمية المستدامة؛ وهي مساهمة من "بي.بي-عمان" بهدف تنمية وتطوير الإنسان العماني على المستوى الوطني، وهي جميعها تساهم في دعم الأولويات الوطنية التي تقوم بها حكومة السلطنة ضمن الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020 تجاه تطوير قدرات المواطن العماني وتعزيز التنوع الاقتصادي، إضافة إلى الاستمرار في خلق فرص عمل جديدة.

الرُّؤية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ راشد الكندي

وعلى هامش الحفل، صرَّح راعي الحفل صاحبُ السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد قائلاً: "نفخر بإنجازات "بي.بي-عمان" الوطنية التي حقَّقتها من خلال برنامجها للاستثمار الاجتماعي".. مضيفا بأنَّها تجربة يجب أن يُحتذى بها؛ كونها أُسِّست إلى واقع متصل بتوجهات ومتطلبات المجتمع.

ومن جانبه -وفي تصريحات لـ"الرؤية" حول تأثيرات تراجع أسعار النفط على برامج التنمية الاجتماعية للشركات العاملة في القطاع- قال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز: إنَّ المبادرات الاجتماعية للشركات تُعدُّ من الأعمال التطوعية، ولكل شركة لها برامجها الخاصة في هذا الجانب. وأضاف: لكنَّ الملاحظ أنَّ جميع الشركات تقوم باختيار برامج اجتماعية، وتنفذها بدوافع ذاتية؛ حيث ليس هناك نسبة مُحدَّدة يمكن أن تفرضها وزارة النفط والغاز عليها، مثلما هي الحال في النسبة الملزمة بها في عقود الأعمال.

وتابع سعادته: إن مبادرة "بي.بي" للمسؤولية المجتمعية من المبادرات المميزة؛ لأنها تنقسم إلى برنامجين؛ أحدهما يُعنى بالمناطق القريبة والمحيطة بمناطق الاستكشاف التي تعمل بها الشركة، وهذا ضروري جدًّا ومطلوب، والبرنامج الثاني موزَّع على جميع مناطق السلطنة ويشمل تطوير قدرات الشباب وتأهيل أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة...وغيرها، وأكد أنَّ هذا التصنيف يُعطي مبادرة الشركة تميزها في إعطاء نوع من التوازن؛ فهي لا تنحاز إلى برامج تنمية المجتمع المحلي فقط، والذي في الغالب ما تكون مُتطلباته قليلة ومختلفة، كما أنها لا تنحاز أيضا لمناطق السلطنة والانتشار على حساب الاهتمام بالمجتمعات في مناطق الامتياز؛ لأن الشركة لها مسؤوليات مباشرة في هذه المناطق.. مشيرا إلى أنَّ الفترة الزمنية منذ توقيع العقد مع شركة "بي.بي-عمان" في 2013 وحتى الآن، نجد دليلًا على جدية الشركة وإيمانها الصادق بأهمية تنمية المجتمع.. مُبديا استعداد الوزارة لدعم هذا التوجه بكل السبل الممكنة.

عقود للشركات المحلية

وصرَّح يوسف العجيلي الرئيس التنفيذي لشركة "بي.بي-عمان" بأنَّ مشروع خزان حاليا في مرحلة التطوير، وخلال هذه المرحلة التمهيدية للإنتاج أسندت الشركة عقودا لشركات محلية في الموقع بنسبة تصل إلى 23% من إجمالي قيمة عقود الأعمال التي تم إسنادها، ونأمل أن يزيد هذا المبلغ خلال المراحل المقبلة من العمل من مجموع تكلفة المشروع المقدرة بنحو 16 مليار دولار.. وأضاف بأنَّ هذه العقود أسندت خلال العام الماضي وحده، وما زال هناك 14% من العمل في الحقل؛ سواء مع بَدْء إنتاجه تجاريا في عام 2017، أو على مدار سنوات الامتياز فيما بعد.

وأوضح أن الأعمال حاليا تجري في تطوير الجزء الجنوبي من حقل خزان، وهي ما تمثل المرحلة الأولى من تطوير مشروع خزان.. وقال: نأمل أن يكون هناك اتفاق قريبا مع الحكومة على تطوير بقية المناطق في الحقل.. وشرح أن تطوير الحقل يعني إنتاج الغاز الموجود في الحقل وسيكون بدء إنتاج المرحلة الأولى في العام 2017، ونأمل أن يكون إنتاج المناطق الأخرى بالاتفاق مع الحكومة متواليا.

وقال العجيلي إنَّ برنامج بي.بي-عمان للاستثمار الاجتماعي ما زال في طور التكوين؛ حيث لم يمر سوى عام واحد فقط على بدايته، ورغم ذلك فإنَّ هناك مستفيدين من كافة قطاعات المجتمع، خاصة تنمية القيادات والمهارات الحرفية من جميع مناطق السلطنة. وبالفعل، استطاع البرنامج إحراز نتائج ممتازة، وتم الإعلان عن البرنامج للعام المقبل بالفعل، ويجري العمل عليه؛ حيث نستقبل طلبات الاستفادة منه؛ سواء من الأفراد أو الشركات قريبا، ومن خلال التقييم، ووفقا لتوافقها مع المعايير الموضوعة يجري اختيار المستفيدين.. وأكد أنَّ تبني المسؤولية الاجتماعية يُعد أحد أهم مبادئ شركة بي.بي العالمية، وبي.بي عمان كجزء منها.

وبدأت الفعالية بجولة لصاحب السمو والحضور في المعرض المصاحب للاحتفال؛ للتعرف عن قرب على المشاركين والمستفيدين في البرنامج وعن تجربتهم. وتشجع شركة بي.بي-عمان موظفيها على المشاركة في المبادرات المجتمعية؛ إذ تطوع العديد من موظفي الشركة في الأنشطة والمشاريع التابعة لبرنامج الاستثمار الاجتماعي بالمشاركة المباشرة وتبادل الخبرات.

وكان يوسف العجيلي -رئيس شركة بي.بي-عمان قد ألقى كلمة خلال الافتتاح؛ قال فيها: إنَّ برنامج الشركة للاستثمار الاجتماعي في عامه الأول، وهو برنامج طموح يهدف إلى تحقيق القيمة الاجتماعية الاقتصادية؛ وذلك من خلال التعليم، والتدريب، وتطوير القدرات، وصقل مهارات الشباب العماني لتأهيلهم لسوق العمل، وتمكينهم لمستقبل باهر.. مضيفا بأن الرؤية الحكيمة التي اتبعها مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -يحفظه الله ويرعاه- والتي ركزت على التنمية البشرية كأحد الروافد المهمة لتحقيق التنمية المستدامة لوطننا الحبيب، أدت لتهيئة الكفاءات والقيادات الوطنية التي تساهم في بناء عُمان.

وبالنظر إلى المستقبل، أكَّد أنه لا يزال هناك مزيد من الطموح والسعي الدؤوب لإثراء المجتمع العماني من خلال التواصل الفاعل بين الشركة والمجتمع.. وقال: "منذ بداية فترة تقييمنا لمشروع خزان، أدركنا الحاجة للكثير من الكفاءات للتعامل مع مكامن الغاز الضيقة، فبدأنا بجلب الخبرات العالمية المتوفرة في شركة بي.بي، كما عملنا على استقطاب وتطوير الكوادر العمانية، ومنذ العام 2007 تم توظيف أكثر من 40 خريجا في برنامج بي.بي لتطوير الخريجين، وابتعاث أكثر من 50 موظفاً عمانياً في مهام عمل دولية، واستقطاب أكثر من 70 متدربا تقنيا في برنامج التطوير الفني، وبدأنا من شركة يعمل بها 6 موظفين عمانيين في العام 2007 إلى شركة يشكل فيها العمانيون اليوم ما يقارب 70% من القوى العاملة البالغ عددها 322 موظفا، ولدينا الآن أربعة عمانيين من ضمن الفريق القيادي للشركة، ونحن مستمرون في بناء القدرات الوطنية على المدى الطويل". وأشار إلى أنَّ شركة بي بي-عمان وضعت نصب أعينها تنفيذ التوجيهات السامية من لدن صاحب الجلالة وكبادرة منها سعت إلى تحقيق ذلك من خلال رعاية النشء العماني وإعداده ليكون كادرا فاعلا في المجتمع، علاوة على إيمانها بضرورة دعم عجلة التطوير المجتمعي بتوفير الفرص التدريبية اللازمة لتحقيق ذلك. وبالفعل، تم وضع خطة لبرنامج الاستثمار الاجتماعي؛ بحيث يدعم هذا البرنامج الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني تجاه تطوير المواطن العماني؛ وذلك بالاستثمار في تنمية ريادة ورواد الأعمال من خلال إثراء مهاراتهم في شتى المجالات.

ريادة الأعمال

ومن جانبه، قال عبدالله الجفيلي مدير عام صندوق مشروعات الشباب "شراكة": إن دور شراكة كان إدارة البرنامج المتعلق بريادة الأعمال من خلال تنفيذ 4 برامج مختلفة؛ أولها: تدريب 220 فردا من أسر الضمان الاجتماعي على برامج متعلقة بالحرف التقليدية، وأيضا لإيجاد مصدر دخل لهم من خلال إنشاء مشاريع في مجال الحرف التقليدية؛ وذلك بالتعاون مع وزارة الخدمة الاجتماعية والهيئة العامة للصناعات الحرفية، وكذلك في برنامج آخر يتعلق بتدريب 30 صاحبَ مشروع قائم على كيفية وضع خطط عمل وخطط مالية للمشاريع، ومن ثم تم منحهم نحو 5 آلاف ريال كمنح من قبل شركة بي.بي، وبذلك استفادوا تعلم كيفية عمل خطط عمل متكاملة، ومن ناحية أخرى الاستفادة من الحصول على المنحة المالية. أما البرنامج الثالث، فيتعلق بإجراء بحث للتعرف على القدرات الريادية لدى الشباب من أصحاب المشاريع والتعرف على الفجوة الموجودة لدى الشباب في إدارة المشاريع.. وقال: "قامت شراكة بعمل استقصاء لعدد 1100 شاب وشابة غالبيتهم من أصحاب المشاريع في مختلف مناطق السلطنة، وسيتم الإعلان قريبا عن نتائج هذا الاستقصاء. أما البرنامج الآخر، فهو برنامج "شركتي" وهو معني بتصوير حلقات برنامج وعرضها على قناة على اليوتيوب.. وأضاف بأنَّ التعاون مع بي.بي بدأ قبل نحو 6 أشهر، لكنها كانت برامج مكثفة ومنتجة بشكل كبير. وهناك استمرار للتعاون مع الشركة.

أما ديفيد جراهام الرئيس التنفيذي لعمان للإبحار، فقال: إنَّ هذه البرامج تهدف لتلبية بعض احتياجات سوق العمل؛ وذلك بتمكين وتأهيل الشباب العماني بمهارات قيِّمة تفيدهم في مجالات أخرى في حياتهم المهنية والشخصية، خاصة وأنها برامج واعدة؛ نظرا للتقدم الملحوظ الذي شهدناه من خلال النتائج التي حققتها.

استفادة كبيرة

والتقت "الرؤية" بعضَ المستفيدين من البرامج؛ حيث قال شيبان بن محمد الشيباني من مؤسسة نقطة تألق للطباعة والتصميم: إنَّ المؤسسة شاركت في مشروع خزان لتطوير المشاريع، في دورة لمدة شهرين؛ تعلمنا خلالها آلية عمل دراسات الجدوى والدراسة المالية وكامل الخطوات التي يُمكننا من خلالها إدارة أعمالنا بشكل احترافي. وهذا أفاد عملنا؛ حيث أصبح العمل يتم وفقا لدراسة وإعداد وتخطيط لكل خطوة.

وقال هلال بن حمد الشريقي من مؤسسة أطياف الهلال للتجارة من ولاية بهلا، إنَّ مؤسسته متخصصة في صناعة المنتجات الخشبية ومنتجات الألمنيوم، وإنه استفاد من مشروع خزان في تعلم كيفية التعامل مع الزبائن وإعداد الحسابات الشهرية والسنوية للمؤسسة، وخلال نحو 25 جلسة تدريبية بالفعل أصبح هناك تأثير واضح؛ سواء على مستوى تنويع المنتجات أو آلية التسويق أو إدارة العمل.

وفي ختام الحفل، عرضتْ شركة بي.بي-عمان خطتها القادمة لبرنامج المسؤولية الاجتماعية للعام 2015 لدعم المشاريع التعليمية وريادة الأعمال. وتعتبر بي.بي إحدى أكبر شركات النفط والغاز في العالم. وقد سجَّلت بي.بي حضورًا ملحوظًا في سلطنة عُمان منذ العام 2007 عبر تأديتها لأنشطة الشق العلوي المتعارف عليها في مجال النفط والغاز. وتعد بي.بي أحد أكبر المستثمرين في السلطنة، وهي شركة رائدة في إنتاج الغاز غير التقليدي. وهي هنا تأتي بخبرة وتقنية حديثة لتطوير، وأحد من أكبر حقول الغاز غير التقليدية في الشرق الأوسط، جنبا إلى جنب مع التزامها في تطوير قدرات الشباب العماني من الخريجين وأصحاب الخبرة عبر التدريب والتوظيف لدعم تأدية أنشطتها على الأمد البعيد، وكانت الشركة قد وقعت في نهاية العام 2013 اتفاقية بيع الغاز ومشاركة الإنتاج مع وزارة النفط والغاز، تقوم بموجبها الشركة بتطوير حقل خزان (منطقة الامتياز 61)، وتم التصديق على الاتفاقية بمرسوم سلطاني في فبراير من عام 2014، وبناءً على الاتفاقية تقوم بي.بي عمان بإدارة العمليات في منطقة الامتياز61 بنسبة 60% بشراكة مع شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج التي تمثل نسبة 40%، وتشمل مرحلة التطوير الكامل لمشروع حقل خزان حفر حوالي 300 بئرا خلال الـ15 عاما المقبلة لرفع مستوى الإنتاج إلى نحو مليار قدم مكعب من الغاز يوميا، و25 ألف برميل يوميا من الغاز المكثف، وبتكلفة إجمالية تقدَّر بحوالي 16 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع تسليم أول شحنة من الغاز في نهاية العام 2017؛ وبذلك ستصبح هناك زيادة في الإنتاج المحلي من الغاز بحوالي الثلث، إضافة إلى تعزيز مخزون السلطنة من الخام.

تعليق عبر الفيس بوك