اليمن بعد "عاصفة الحزم": طائرات التحالف تواصل قصف صنعاء.. ومواجهات "عنيفة" بين الحوثيين والقبائل في تعز

◄ الحوثيون يطلقون سراح وزير الدفاع وشقيق هادي ووكيل جهاز المخابرات

الرؤية - هيثم صلاح

حظي إعلان قيادة التحالف العربي بانتهاء "عاصفة الحزم"، وبدء عملية "إعادة الأمل"، بترحيب دولي واسع؛ حيث رحب البيت الأبيض بالإعلان.. مؤكدًا دعم العملية السياسية في اليمن وفق قرارات مجلس الأمن.. مشدداً على ضرورة تسهيل المساعدات الإنسانية في اليمن.

كما عبرت وزارة الخارجية الإيرانية عن ترحيبها بوقف الضربات الجوية في اليمن.. ونقلت وكالة أنباء "الطلبة" -الوكالة شبه الرسمية- عن مرضية أفخم المتحدثة باسم الوزارة قولها: "قلنا من قبل إن الأزمة في اليمن ليس لها حل عسكري، ووقف قتل الأبرياء العزل خطوة للأمام بالتأكيد".

وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف ترحيب بلاده بقرار التحالف العربي، الذى تقوده السعودية، بوقف عمليته العسكرية "عاصفة الحزم" في اليمن.

كما رحبت دولة قطر بإعلان قيادة التحالف العربي، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين التي جاءت استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية اليمنية، وانطلاق عملية "إعادة الأمل" في اليمن.

وبدورها، دعت جمهورية مصر العربية الأطراف اليمنية إلى "التعجيل بوقف العنف وتسوية الخلافات عن طريق الحوار والامتناع عن الأعمال الاستفزازية"، في أول تعليق رسمي على إعلان انتهاء عملية "عاصفة الحزم".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سعيد بأن الضربات الجوية التي قادتها السعودية على الحوثيين باليمن حققت أهدافها واكتملت. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم "سعداء بانتهاء العمليات الجوية التي نفذتها السعودية باليمن. تحققت الأهداف العسكرية فيما يبدو"، وأضاف: "سنستمر في الوقوف إلى جانب اليمن سواء على الصعيد الإنساني أو بأي سبل أخرى".

هذا.. وقد شكر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السعودية والتحالف العسكري العربي على دعم "شرعيته" في كلمة بثها التليفزيون في وقت مبكر اليوم من صباح أمس.. وقال هادي الذي كان يتحدث في العاصمة السعودية الرياض: إن اليمن يمر بأسوأ حالاته بسبب قوى التخلف والغدر في الداخل والخارج".

وفي كلمته مسجلة، أوضح هادي أنه غادر عدن في ظل ظروف بالغة الخطورة بسبب انقلاب الحوثيين، وأضاف أن "المتآمرين قد أوصلوا اليمن إلى حد الانهيار"، كاشفاً أن مؤامرتهم زادت وتيرتها بعد أن اتفق اليمنيون على دولة اتحادية.

وفي الأثناء، قالت مصادر حوثية وقبلية، أمس، إن جماعة الحوثي أطلقت سراح وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي في صنعاء بعد قرابة شهر من احتجازه. وطالب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي هذا الشهر بإطلاق سراح الصبيحي كما فرض حظرا على تزويد المقاتلين اليمنيين بالأسلحة.. إلى جانب إفراجهم عن اللواء ناصر هادي شقيق الرئيس اليمني، ووكيل جهاز المخابرات اليمنية في عدن ولحج وأبين العميد فيصل رجب.

تأهُّب واشتباكات

إلى ذلك، قال الناطق الرسمي لحرس الحدود السعودي اللواء محمد سعد الغامدي، إنَّ انتهاء عملية "عاصفة الحزم" يعنى لحرس الحدود البقاء في حال التأهب كما كانوا قبل وأثناء العاصفة. وقال الغامدي -في بيان له نُشر على الموقع الرسمي للحرس الوطني- إن حرس الحدود سيبقون عينا تحرس حدود الوطن.

فيما حذرت الإدارة الأمريكية إيران من إرسال أسلحة لليمن قد تستخدم في تهديد الملاحة بالمنطقة. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما -في مقابلة تليفزيونية مع برنامج "هاردبول" على شبكة "إم.إس.إن.بى.سي"- "ما قلناه لهم انه إذا تم تسليم أسلحة لفصائل داخل اليمن فإن ذلك قد يهدد الملاحة وهذه مشكلة، ونحن لا نبعث لهم رسائل غامضة نبعث لهم رسائل مباشرة جدا فى هذا الصدد".

وميدانيًّا، عاود طيران التحالف قصف أهداف عسكرية وتجمعات لميليشيات الحوثيين، بعد إعلان قوات التحالف انتهاء العمليات العسكرية الجوية لعاصفة الحزم. وشنَّ الطيران عدداً من الغارات الجوية على مواقع مختلفة تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين غرب وشمال العاصمة صنعاء. استهدفت بعضها معسكر الإستقبال في ضلاع همدان بصنعاء. وهاجمت ميليشيات الحوثيين صباح أمس مقر اللواء 35 في تعز. وقالت وكالة "فرانس برس" إن الميليشيات تمكنت من السيطرة على اللواء الموالي للرئيس "هادي".

وأفاد سكان ومصادر محلية أن المواجهات مازالت مستمرة في اليمن بين الحوثيين و"المقاومة الشعبية". كما استمرت المواجهات المسلحة صباح أمس في عدة مدن بجنوب اليمن؛ وذكرت المصادر أن المواجهات استمرت صباح الأربعاء في عدن، كبرى مدن الجنوب، وفي تعز والضالع والحوطة عاصمة محافظة لحج.

لا مبادئ للحوار

وفي الأثناء، نفى مسؤول في جماعة "أنصار الله" وجود اتفاق مع التحالف الخليجي العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حول وقف "عاصفة الحزم"، ملمحا إلى أن وقف العمليات الأخيرة جاء بناء على رغبة أمريكية، في وقت تضاربت فيه الأنباء بشأن بدء انسحاب القوات التابعة للجماعة من مدينة عدن مع قرب التوصل إلى اتفاق سياسي. وأكد رئيس الهيئة الإعلامية في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) أحمد حامد، أنه "لا يوجد هناك اتفاق مع التحالف، قائلا "لا اتفاقا مع العدوان الظالم، كما أنه في ظل العدوان لن يكون هناك اتفاق". وتابع قائلا: "ربما هناك رغبة أمريكية في إيقاف الحرب، لأنها لم تحقق لهم الأهداف السياسية التي من أجلها شنوا الحرب".

وكانت أنباء تحدثت، نقلا عن مسؤولين في جماعة "أنصار الله" الحوثين، عن قرب التوصل لاتفاق سياسي، عبر وسائل إعلام، في أعقاب إعلان التحالف الخليجي العربي وقف عملية "عاصفة الحزم" بعد 27 يوما من انطلاقها في السادس والعشرين من مارس، وبدء عملية أخرى عنوانها "إعادة الأمل"، تركز على الإغاثة الإنسانية للمناطق المتضررة.

تعليق عبر الفيس بوك