حرب تصريحات بين "دول المتوسط" حول مأساة غرق المهاجرين.. ومقترح إيطالي باستهداف "تجار البشر" عسكريا

عواصم - الوكالات

كشفت جويفانى سالفى المدعى العام في صقلية، أمس، تفاصيل جديدة بشأن مأساة غرق سفينة تقل نحو 800 مهاجر قبالة السواحل الإيطالية مطلع الأسبوع.. قائلا: "إن التحقيقات أوضحت السبب الرئيسي لغرق السفينة وهو اصطدامها بسفينة شحن أخرى جاءت لنجدتها"، مشيرًا إلى أن خفر السواحل الإيطالية تلقوا نداء استغاثة، من مركب صيد يبلغهم بوجود سفينة صغيرة تحمل مئات المهاجرين، مما دفع خفر السواحل للاتصال بأقرب سفينة من الموقع للتوجه لإنقاذ الركاب، وكانت بالمصادفة سفينة شحن تدعى "الملك يعقوب". وأوضح أن عددًا من الناجين فى التحقيقات بينوا أن قائد سفينة المهاجرين قام بمناورة "خاطئة" عند اقتراب سفينة الشحن، مما أدى إلى اصطدام السفينتين.

ومن جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم منظمة الهجرة الدولية فلافيو دى جياكومو، أنَّ التحقيقات التي أجراها مع الناجين كشفت عن إقلاع السفينة من سواحل ليبيا، وأن القائمين على الرحلة سعوا إلى حمل نحو ألف مهاجر، مما أدى إلى تكدس الركاب على سطحها.

وفي سياق تصاعد الأزمة، اشتعلت حرب تصريحات بين الدول المطلة على البحر المتوسط، حيث كالت كل دولة التهم لأخرى.. وقال وزير الدفاع اليوناني كوستاس إزيكوس: إنَّ "القوى الكبرى" في أوروبا يجب أن تتحمل مسؤولياتها بشكل أكبر في أزمة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.. وأضاف إزيكوس في تصريحات تليفزيونية، بأن "شمال أوروبا يجب أن تقدم المزيد لإنقاذ المهاجرين وإيجاد مأوى لهم".

وأوضح إزيكوس أن "هناك أرضية مشتركة بين بلاده وإيطاليا وإسبانيا قبيل القمة الأوروبية التي ستعقد غدا" (اليوم). وتأتى تلك التصريحات في الوقت الذي وصل فيه 144 شخصا إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية بعد أن تم إنقاذهم قبالة سواحل ليبيا. وقالت قوات خفر السواحل الإيطالية، إن المهاجرين قضوا 48 ساعة على متن قارب مطاطي. وفي الأثناء، قال المقرر الخاص لحماية حقوق المهاجرين في الأمم المتحدة فرانسوا كريبو، إنَّ الدول الغنية يجب أن توافق على استضافة مليون لاجئ سوري خلال السنوات الخمس المقبلة، لإنهاء كوارث غرق القوارب.

وكان الاتحاد الأوروبي قد اتخذ حزمة من الإجراءات في محاولة لتخفيف لأزمة غرق المهاجرين في البحر المتوسط. وتتضمن تلك الإجراءات زيادة جهود البحث والإنقاذ، وبدء حملة لتدمير مراكب المهربين.

إلى ذلك، دعت إيطاليا، أمس، الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات ملموسة وقوية لوقف تدفق المهاجرين على قوارب مهربين في البحر المتوسط؛ بما يشمل إقامة معسكرات للاجئين في دول مجاورة لليبيا.

وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتى، إنه لابد من استهداف تجار البشر بتدخل عسكري. وأضافت بينوتي في مقابلة مع قناة التليفزيونية قائلة: "نعرف المكان الذي يحتفظ فيه المهربون بقواربهم، والمكان الذي يتجمعون فيه... وهناك خطط مطروحة لتدخل عسكري".

وكانت المنظمة الدولية للهجرات، قد أعلنت أمس الأول أنَّ سفينة تقل أكثر من 300 شخص غرقت في البحر المتوسط.. موضحة أنها تلقت طلبا للمساعدة من قبل شخص على متن المركب.. وهو الحادث الثاني خلال الأسبوع الجاري بعد مأساة غرق 800 شخص قبالة ساحل ليبيا من أصل 950 مهاجرا غير شرعي، يوم الأحد الماضي.

ويعيش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، منذ 3 أيام، حالة استنفار شديد؛ لوقف نزيف "غرق المهاجرين في البحر المتوسط"؛ عبر تكثيف عمليات الإنقاذ وإلقاء القبض على المهربين. وعلى الفور، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عقد قمة استثنائية أوروبية، غدًا، في بروكسل؛ لبحث مسألة المهاجرين غير الشرعيين بعد الحوادث الأخيرة قبالة السواحل الليبية. وكتب توسك في تغريدة على تويتر: "قررت عقد قمة أوروبية استثنائية الخميس حول مسالة الوضع في المتوسط".. وكان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي قد دعا ي وقت سابق إلى قمة مماثلة لقيت دعم العديد من القادة الأوروبيين.

تعليق عبر الفيس بوك