القرن العشرين.. 13 "إبادة جماعية" تكتب تاريخا ملطخا بدماء الأبرياء

عواصم - الوكالات

رغم ما تميزت به بداية القرن الحادي والعشرين، من صراعات مسلحة؛ بدءًا بحادثة الحادي عشر من سبتمبر، وما تلاها من غزو أفغانستان والعراق، مرورًا بالحروب على قطاع غزة وثورات الربيع العربي، وظهور الجماعات المسلحة وسيطرتها على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وخلالها الأزمة الأوكرانية، وتبعاتها على روسيا والاتحاد الأوروبي.. يبقى القرن العشرين متفردا ببشاعة صراعاته، حيث شهد أكبر حروب عالمية ومذابح مروعة ليس في المنطقة العربية فحسب بل على مستوى العالم أجمع.

وبحسب ما ذكر موقع "ساسة بوست"؛ فإن مذبحة سربرنيتسا في وسط الصراع الرهيب بين القوات الصربية وسكن البوسنة والهرسك، كانت إحداها؛ حيث كان الصرب يقومون بشكل مستمر بعمليات إبادة جماعية مهولة للمسلمين في البوسنة والهرسك. أبرز تلك المذابح كانت تلك التي تمَّت في العام 1995م عندما قامت القوات الصربية بمذبحة مروعة في مدينة سربرنيتسا راح ضحيتها 8 آلاف قتيل ونزوح عشرات الآلاف من المسلمين من المدينة والمناطق المحيطة بها. البعض يعتبر هذه المجزرة هي أسوأ مجزرة في تاريخ أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن بين المجازر كذلك: مذبحة صابرا وشاتيلا، والتي تمت في مخيمي صابرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين يوم 16 سبتمبر 1982م، وعلى مدار ثلاثة أيام.. حيث قامت المجموعات الانعزالية اللبنانية متمثلة في حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي بارتكاب المذبحة التي راح ضحيتها فلسطينيون ولبنانيون.. ولا يُعرف عدد القتلى على وجه الدقة، لكن التقارير تشير إلى أنه قُتل ما بين 750-3500 شخص في هذه الأيام الثلاثة من بينهم نساء وأطفال وشيوخ.. الشهادات التي جاءت من المخيمين أشارت لوجود قتلى من الأطفال في سن الرابعة والثالثة ونساء حوامل تم بقر بطونهم ونساء تم اغتصابهن ثم قتلهن.

وإلى حيث المذابح الشيوعية في كمبوديا، إذ وجدت دولة كمبوديا نفسها مسرحًا للصراع الدولي في فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي خصوصًا في فترة الحرب الفيتنامية الأمريكية، والبداية كانت عبر استيلاء تحالف ماركسي متطرف يسمى "الخمير الحمر" على العاصمة عام 1975م بقيادة "بول بوت"، وقيامه بتغيير اسم البلاد إلى "جمهورية كمبوتشيا الديمقراطية". النظام الشيوعي الجدي قاد حملات تصفية وصفت بالمروعة ضد كل من يراه النظام كعدو محتمل له. في خلال هذه الحملات تم تحويل المدارس إلى معتقلات. وقتل في هذه المذابح حوالي 3 ملايين شخص.

كما تعد مذبحة حماة في بداية فترة الثمانينات من القرن العشرين، دليلا على تزايد الصراع العنيف بين حزب البعث السوري الحاكم بقيادة حافظ الأسد، وبين جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تمثل أقوى جبهات المعارضة. النظام السوري اتهم الإخوان بتسليح عدد من أفرادهم والقيام بعمليات اغتيال في سوريا من بينها قتل مجموعة من طلاب مدرسة المدفعية عام 1979م، لكن الإخوان نفوا ذلك بل وتبرأوا منه. قام نظام البعث السوري بشن أكبر حملة عسكرية ضد جماعة الإخوان المسلمين، والتي تسبَّبت في مقتل عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة السورية، وذلك منذ يوم 2 فبراير 1982م وعلى مدار 27 يومًا متصلة. القوات السورية قامت بمحاصرة مدينة حماة وقصفها بالمدفعية، ثم اجتياحها عسكريًّا بالمدرعات والدبابات بقيادة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد. التقارير الصحفية أشارت إلى أن النظام السوري منح القوات العسكرية البالغ عددها 12 ألف جندي كامل الصلاحيات لضرب المعارضة وتأديب كل من يتعاطف معها. تقارير عديدة تشير إلى أن عدد الضحايا في هذه المجزرة بلغ حوالي 40 ألف قتيل، كما أنه تم هدم أحياء بكاملها على رؤوس سكانها داخل المدينة، بالإضافة لحوالي 88 مسجدًا و3 كنائس.

ومن المذابح: مذبحة سيفو؛ حين شنت القوات العثمانية سلسلة من العمليات الحربية بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية كردية استهدفت الآشوريين والكلدان والسريان في مناطق شرق تركيا وشمال غرب إيران. قتل في هذه العمليات مئات الآلاف من الآشوريين، كما نزح العديد من مناطقهم. يقدر الباحثون العدد الكلي للضحايا بحوالي 250-500 ألف قتيل. نتيجة عدم وجود كيان سياسي يمثل الآشوريين في المحافل الدولية فإن هذه المجازر لم تحظَ بنفس الاهتمام الدولي الذي نالته مذابح الأرمن. تسمية هذه المجازر باسم "سيفو" والذي يعني في اللغة الرسيانية "السيف" جاءت كرمز للطريقة التي تم قتل بها غالبية الآشوريين المسيحيين.

وكذا هيروشيما ونجازاكي في شهر أغسطس عام 1945م؛ حيث تسببت القنبلتان في مقتل 140 ألف شخص في مدينة هيروشيما و80 ألف شخص في مدينة نجازاكي، نصف هؤلاء ماتوا نتيجة لحظة الانفجار، فيما مات 20% منهم نتيجة تأثرهم بالجروح والحروق والصدمات المختلفة. أما الباقي فمات نتيجة التسمم الإشعاعي وظهور السرطانات المختلفة.

إضافة لمذابح رواندا، ومذابح بوروندي، ومجاعة هولدومور وتعني بالأوكرانية "وباء الجوع" أو "القتل بالتجويع". ضربت هذه المجاعة أوكرانيا التي كانت تحت الحكم السوفيتي في الموسم الزراعي 1932-1933م. في ذلك الوقت كانت أوكرانيا بمثابة سلة الغذاء والخبز لأوروبا كلها قبل وقوع المجاعة. هذه المجاعة لم تحدث بسبب قلة المحصول أو الأمطار، ولكنها جاءت نتيجة مصادرة حكومة الاتحاد السوفيتي بقيادة ستالين لكامل محصول القمح الأوكراني والكازاخستاني وبعض مناطق الاتحاد السوفيتي؛ مما ترك عددًا هائلًا من الفلاحين بلا أي طعام. تسببت هذه المجاعة في وفاة قرابة 7 ملايين أوكراني طبقًا لبعض التقديرات.

تعليق عبر الفيس بوك