النملة والرأسمالية والرائحة النشاز

أحمد الرحبي

كَمْ كريمة هي القناعة؛ فهي كفيلة بأن تملأ أحشاء سُكان أشد الأكواخ بُؤسا في العالم زاد عمرهم كاملاً.

***

بأيِّ خُف سأروي عطشك أيها الكلب النابح في داخلي إلى فريستك الغاية الأسمى؟

***

كقطة تمُوء في شارع مُقفر أردِّد آرائي عليكم أنتم الذين لا تحبذونها.

***

أيتها السكاكين عودي إلى غمدك مجلية مصقولة. عودي إلى الخواصر.

***

الأمل شعلة نار في ليل حالك نوقدها حتى في لوازمنا الشخصية.

***

جهد ضائع إن تشكل بناء هرمي من حفنة من الأغبياء.

***

تفاحة تسقط وكان قانون فيزيائي بالأسفل ينتظرها مُهللا، بالتأكيد أنها فرحت بذلك فهي لم تعد ككل التفاحات التي سرعان ما يتلقفها الفم، أو المصير المعتاد لتستحيل إلى خلِّ التفاح. لقد انتقاها نيوتن من بين كل التفاحات ليسند إليها مهمة إثبات نظريته، ولعلها هي انتقته أيضاً لهذه المهمة دون كل الرجال؛ فعند سقوطها بعكس كل الرجال تمهل قبل أن يقضمها مدة تكفي لتنير له السبيل إلى ذلك الاكتشاف.

***

لا تحاول أن تصلح ذات البين بين كلبين.

***

سؤال الغبي هو سؤال معطوب دائما.

***

في عيد ميلاد أحد الأطفال آثرت الجاذبية في لفتة حانية استثناء بالون ملون من قانونها.

***

هل وجدت الشمس لنسرد على ضوئها أحلام الليل؟

***

افعل كالسلف الأول من الرومانسيين، فعنون موعد غرامك بشجرة.

***

كأنما هناك مقايضة قد تمت في العصر الحديث: خذوا الكهرباء وأعطونا الفجر الأزرق، كي نحز عنقه في علب الليل وتحت أعمدة الإنارة العامة.

***

بمعدة خاوية يقصد الفاتحون وقادة الجيوش الغازية، الفلاح الكريم كرم الأرض.

***

ها هو الفلاح مقيم بجدته الشجرة لا يبارح مكانه.

***

هل يمكننا القول بأن الخيمة أقصى المنح الإنسانية في عصرنا الحديث؟

***

في أسوأ تعريفاته الكمال، حالة من انسداد الأفق والإفلاس.

***

وقت المغيب نطوي ظلالنا نتركها عهدة في الغرفة المظلمة لليل، في الصباح تتولى الشمس إعادة الظلال نظيفة مكوية. الأموات الذين لم يعودوا بحاجة إلى ظلالهم يهبونها صدقة لتزيين غرفة الليل، لهذا كلما حضر الموت ازداد الليل سواداً.

***

احدودبت ظهورهم احتراماً لرؤسائهم لا شفاهم الله.

***

هل الدبلوماسية الدولية إلا طقم فاخر ثمين من سكاكين وشوك المائدة، تؤكل بها الضحية وتنهش وتقسم باتفاق يراعي إتيكيت المائدة الدولية، مع مراعاة شهيات كل واحد من أعضائها؟

***

السؤال دائما بالنسبة إلى الحكيم كالعروس البكر المزفوفة إلى مخدعه، أما الجواب فسرعان ما يفقد بريقه في نظر الحكيم؛ فيصبح كالعانس البلهاء، يتلهى برأسها القمل.

***

الرأسمالية تطالب المصعوق بالكهرباء بدفع فاتورة الكهرباء التي صعقته. بينما الاشتراكية تطالبنا بالانصعاق معها حتى درجة التفحم.

***

أطعم مسكيناً أعل يتيما.. قلنا للدولار.

***

كم نادر هو الإنسان. حريٌّ بي أن أبحث عنه. لُقية نادرة هو ليس بالمتناول حيازتها. لقد بحثت عنه في كل الأنحاء فما وجدته وعل الجبال هذا. لقد نشرت شبكتي الحريرية في المكان الذي قيل أنه شوهد فيه لكن وا أسفي لم يكن حصيلة الشبكة سوى أفاع رقطاء، ولم يكن الإنسان ما اصطدته. لكن رغم ذلك ما زلت أكمن له.

***

برغم ما تتحمَّل النملة من عبء العمل والواجبات في إطار الفريق، فإنه لم يحدث مرة أن تبجحت هذه النملة النشيطة بالثرثرة عن برنامج عمل يومي حافل، و لأنها لا تتحمل ذلك بسليقتها ولا تطيقه، فقد كان في ذلك الصباح أحد المديرين التنفيذيين عرضة لأشد لسعاتها حقداً.

***

قد تهزُّ الريح الأغصان وتؤرجح العناقيد، لكن قد لا يسقط عنقود بذاته في اللحظة ذاتها التي ننتظره فيها بالأسفل، فلا بد من ريح طيبة لأجل ذلك مسجلة خصيصاً لحسابنا.

***

لكل رائحة منديل ولكل منديل رائحة.

***

أيتها الرائحة الزكية الناشز في الهواء قد جعلت لك المناديل مستقراً.

***

رائحة بلا منديل تبقى منبوذة لا يعترف بها أحد، في الجو.

***

المنديل سفير للعطر.

***

انتظر العطارون قروناً كي يجدوا الكيفية الملائمة للإعلان عن اختراعهم، حتى عرفت المناديل.

تعليق عبر الفيس بوك