مسقط - الرؤية
تصوير/ عبد الفتاح الغافري
بدأت صباح أمس الأحد بفندق قصر البستان أعمال فعاليات المؤتمر الخليجي الأول لقدم السكري، والذي تنظمه المجموعة الخليجية لقدم السكري بالتعاون مع وزارة الصحة ممثلة بدائرة مراقبة ومكافحة الأمراض غير المعدية على مدار يومين وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور السيد سلطان بن يعرب البوسعيدي مستشار وزارة الصحة للشؤون الصحية، وبمشاركة أخصائيي وممرضي القدم السكري من دول مجلس التعاون.
ويهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات والمعلومات في مجال القدم السكري والتعرف على آخر المستجدات والتقنيات في هذا المجال، وتعزيز صحة المرضى والتركيز على أهمية الاستثمار في صحة الجيل الجديد وحماية الطفولة من أمراض السكري والسمنة من أجل مجتمع صحي وآمن.
وبدأ المؤتمر بكلمة للدكتور سعود الحارثي استشاري الغدد الصماء بمستشفى النهضة ورئيس المؤتمر رحب فيها بالحضور موضحاً أنّ هذه الفعالية تساهم في توحيد جهود التنسيق لمعالجة مرضى القدم السكري ومساعدتهم في الحصول على خدمة متميزة، مشيرا إلى أن داء السكري يمثل مشكلة صحية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وقد قدّر الاتحاد الدولي للسكري بأن هناك ما يقارب 387 مليون شخص مُصاب بالسكري، علماً بأن هذا العدد سيزداد في عام 2035 إلى 590 مليون شخص، كما أن ثلاث من دول الخليج من ضمن العشر دول الأكثر إصابة بداء السكري.
وأشار إلى أنه وفي الوقت الحاضر يُعتبر السكري هو المسبب الرئيسي لكثير من الأمراض منها العمى، مرض الكلى المزمن، أمراض القلب والشرايين وتقرحات القدم وعمليات البتر، وتمثل تقرحات القدم السكري ما نسبته 15% خطراً على حياة المريض، حيث إنها أكثر مضاعفات المرض انتشاراً ويواجه المرضى المصابون بتقرحات القدم السكري خطر البتر، حيث يتم كل 20 ثانية بتر قدم على مستوى العالم. وحالياً هناك جهود عالمية يتم بذلها للحد من مضاعفات السكري في الأطراف السفلية وعمليات البتر.
وبين الحارثي أنّه وقبل عام 2003 لم يكن في عمان عيادة محددة لمرضى سكري القدم، إلا أنّه منذ ذلك الحين سارت وزارة الصحة بخطى حثيثة في تدريب طاقم طبي من الأطباء والممرضين وإدخال عيادات متخصصة في مرض سكري القدم لمختلف مناطق السلطنة وفي الوقت الحالي هناك 25 عيادة للقدم السكري مع تسعة أخصائيي قدم عمانيين مدربين موزعين على محافظات السلطنة. أما على المستوى الإقليمي فقد شكل مجموعة من الخبراء من دول الخليج العربي مجموعة العمل الخليجية للقدم السكري والتي تهدف إلى تحسين جودة الرعاية من أجل الحفاظ على أطراف وحياة مرضى السكري.
واختتم الحارثي بأن المؤتمر يتيح الفرصة لمشاركة القضايا والتعرف على أفضل الممارسات على الصعيد الدولي، من خلال المحاضرات وأوراق العمل المقدمة من قبل خبراء دوليين وإقليميين ومحليين تغطي أوجه مختلفة من مشاكل القدم السكري، بالإضافة إلى أن المؤتمر مدعم بحلقات عمل عملية مباشرة، حيث تعتبر سلسلة متكاملة من الجوانب الوقائية والتشخيصية والعلاجية لتلمس الاحتياجات الصحية للمواطن والمقيم.
وتضمن برنامج المؤتمر العديد من المحاضرات العلمية وأوراق العمل قدمها نخبة من الاستشاريين وأخصائيي قدم السكري والتي تمحورت حول التعريف بمجموعة العمل الخليجية لقدم السكري ودور أخصائيي السكري في علاج القدم وكيفية تضميد الجروح لدى مريض السكري لتجنب تفاقم المشكلة لدى المرضى، وأوراق عمل أخرى تناولت متى يكون البتر الحل الوحيد للعلاج ولابد أن يكون ذا خبرة ومع فريق طبي متكامل وما هو الاعتلال العصبي السكري والذي ينتج عن حرقان مستمر في القدمين.
كما صاحب المؤتمر معرض توعوي مجهز بمعدات وأدوات طبية حديثة، وشرح مفصل عن كيفية معاينة المريض والاهتمام به مع أحدث المستجدات في طرق معالجة القدم السكري، كما اشتمل المعرض على كتيبات ومنشورات وذلك لرفع ثقافة أفراد المجتمع فيما يتعلق بداء السكري وكيفية تجنبه.