صاحب رسالة.. وليس صاحب سلطة!

سعود البداعي

لو استرجعنا حديث حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله- لجريدة السياسة الكويتية (فبراير 2006م) حينما قال: "أعمل لعُمان أرضاً وشعباً، بل إنَّ كل عملي لها ولشعبها". وقال كذلك: "بأني صاحب رسالة أؤديها بكل صدق ونقاء لأرض عمان وشعبها الوفي، ولست صاحب سلطة".

نعم.. هذا ما شاهدناه وما نشهده في هذا العهد الزاهر الميمون، وما هذه العلاقة والرابط المتميز بين القائد وشعبه إلا نتاج هذا النقاء والرؤى الرشيدة المستشرفة للمستقبل لبناء عمان وأبنائها المخلصين؛ لذا يتحتَّم علينا أن نستفيد من هذه الرؤى، وعلى كل واحد منا أن يكون صاحب رسالة في حياته وعمله يؤديها بإخلاص وتجرُّد للمؤسسة التي يعمل بها حتى يحقق النجاح المنشود، ويرتقي بالمؤسسة التي يعمل بها؛ سواء في القطاع العام أو الخاص؛ لنساهم جميعا في بناء الوطن ونعزز دورنا ونسخر طاقاتنا لخدمة عمان، وعلينا جميعاً أن نتكاتف ونتعاون في تحقيق الأهداف التي نطمح إليها للتقدم والرقي في بناء عمان والمحافظة على ما أنجز، وإذا كانت هناك رسالة نسعى إلى تحقيقها في بيئة العمل لمؤسساتنا، فإنَّ النجاح والتقدم سيكون حليفنا بإذن الله. وهناك الكثير من قصص النجاح التي حققتها معظم الشركات والمؤسسات الدولية في عالمنا الحاضر، جاءت نتيجة رَسْم رؤى بمعالم واضحة ورسالات صادقة لما يريده صاحب أو أصحاب المؤسسة؛ فحريٌّ بنا أن نستفيد ونستخلص الدروس العديدة من الرؤى السامية ومنهج رسالة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -أعزه الله- وما تحمله من معانٍ عظيمة في الإدارة وكيفية إدارة المؤسسات حكومية كانت أم خاصة، ورسم الخطط والإستراتيجيات لهذه المؤسسات.

ومن أقواله -أبقاه الله- "الوظيفة ليست تشريفًا، وإنما تكليف"، تكليف بأداء ما أوكل إلينا بكل إخلاص وأمانة لأداء رسالتنا لنرتقي ونحقق مزيدًا من النجاحات والتقدم لهذا الوطن الغالي. ومن أقوال جلالته -حفظه الله- "سعيدٌ مَنْ هوايته مهنته"، هذه الحكمة وما تحتويه من معانٍ ودروس في حبِّ العمل والجد والتفاني في أداء مهام وظائفنا بأفضل ما يكون؛ لأنَّ صاحب الهواية تجده يُبدع ويرتقي بهوايته وينافس للوصول إلى القمة، هكذا يُوجِّه جلالة السلطان -أعزَّه- الله بالجد والمثابرة وحفظ أمانة العمل والإخلاص فيه.

وبهذا المفهوم، سينهض الوطن، وسيسعد أبناؤه والمقيمون على أرضه بخدمات مميَّزة تخدم الصالح العام. وهنا؛ تأتي أهمية أن تكون الرسالة واضحة المعالم لمؤسساتنا التي نعمل بها حتى نتمكن من إدارة هذه المؤسسات بطرق إدارية رشيدة، مع ضرورة تأهيل الكفاءات الإدارية والفنية، وهذا ما يُوجِّه به دائما المقام السامي بتأهيل الكوادر وتنمية الموارد البشرية.

كما ينبغي على المؤسسات الحكومية أن تتكامل، وتنسِّق فيما بينها؛ من أجل تسهيل الإجراءات وسرعة الإنجاز في الخدمات المقدمة للمواطنين؛ مثل: نظام المحطة الواحدة المطبَّق في بعض المؤسسات الحكومية، والإسراع في تطبيق الحكومة الإلكترونية في كافة الجهات الحكومية.

وأخيراً... فإنَّ تبني مفهوم الرسالة، وتحديد الأهداف، سيساعدنا كثيرا في مُواكبة المتغيرات من حولنا وتحسين الأداء الوظيفي.

دُمتم في أمن وأمان، وعُمان تزهو بعهدها الزاهر....!

تعليق عبر الفيس بوك