معرض للوثائق والمخطوطات بمقر "اليونسكو" في باريس يجسد عمق العلاقات العمانية الفرنسية

مسقط - الرؤية

 

افتتحت سعادة السفيرة الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى، المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو الإثنين الماضي معرض الوثائق والمخطوطات التاريخية بمقر اليونسكو في باريس حول العلاقات التاريخية العمانية الفرنسية، بحضور معالي إيرينا بوكوفا- المديرة العامة لليونسكو، وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني- رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وسعادة السفير فيليب ليليو - المندوب الدائم لفرنسا، في إطار التعاون والصداقة القائمة بين سلطنة عُمان والجمهورية الفرنسية، والسعي إلى إبراز الحوار المتواصل بينهما وتماشياً مع القيم التي تدعو إليها منظمة اليونسكو، باعتباره تراثاً ذا قيمة علمية وإنسانية يجسد ذاكرة البشرية لصالح الأجيال، واشتمل المعرض على وثائق تاريخية ومخطوطات وصور سلطت الضوء على مدى عمق جذور العلاقات المميزة بين سلطنة عمان والجمهورية الفرنسية الصديقة، والتي تعود إلى الحقب التاريخية بداية من القرن السادس عشر وحتى القرن الواحد والعشرين. كما ضم المعرض صورًا تجسد العلاقات العمانية الفرنسية، من أهمها صور لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مع عدد من الرؤساء الفرنسيين، إضافة إلى نسخ لوثائق قديمة لرسائل ومقالات ومستندات تاريخية أبرزت تاريخ التواصل الدبلوماسي بين السلطنة وفرنسا، وحرص البلدين على ترسيخ أركان هذه العلاقة.

وفي الكلمة الافتتاحية لسعادة السفيرة المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو عرضت لمحة مختصرة عن العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان والجمهورية الفرنسية منذ العـام 1660م، والتي تطورت عندما أصبحت السلطنة تمتلك امبراطورية بحرية أدت إلى تبادل دبلوماسي بين البلدين، كما أبرزت دور السفن البحرية التي كانت أساسًا محوريًا لبداية قيام تلك العلاقة المتميزة بين السلطنة وفرنسا، والتي يعود تاريخها إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر، مشيرة إلى البعد الثقافي للعلاقة الوطيدة بين سلطنة عمان والجمهورية الفرنسية، وأكدت على أهمية تفعيلها لتعزيز الحوار والتعاون الثقافي بينهما.

وتحدثت سعادتها عن المعاهدات التي وقعت بين السلطنة وفرنسا وبدء الزيارات المتبادلة منذ عهد نابليون الأول، مستندة إلى أن أول ممثلية دبلوماسية افتتحت في السلطنة كانت في مسقط في العام ١٨٩٤ وتحولت بعد ذلك إلى متحف "بيت فرنسا"، كما أشارت إلى زيارة الرئيس فرنسوا ميتران -أحد رؤساء الجمهورية الفرنسية- للعاصمة مسقط في العام 1992م والذي اعتبر سلطنة عمان مثالا للتطور والانفتاح في الخليج، وهو ما نتج عنه تطوير التعاون بين البلدين في مجالات التربية والثقافة والمتاحف والمسرح وغيرها.

واختتمت سعادة السفيرة كلمتها التي ألقتها باللغة الفرنسية لتؤكد على أن معرفة اللغات تمثل جسرا ثقافيا يحقق التواصل بين الدول، مثمنة الدور الذي تقوم به منظمة اليونسكو في تقارب هذه الثقافات.

ومن جانبه، ألقى سعادة السفير فيليب ليليو المندوب الدائم لفرنسا لدى اليونسكو كلمة فرنسا، وعبّر فيها عن سعادته بالمشاركة إلى جانب سعادة السفيرة الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو، مشيرًا إلى أنّ الصور والوثائق والمخطوطات المعروضة والرسائل الدبلوماسية المتبادلة بين البلدين موجودة بين البلدين منذ القدم، منوهاً إلى أن العلاقات الأولى بين البلدين كانت منذ القرن السابع عشر عندما كانت السفن الهندية تبحر للتجارة وترسي كمحطة في مسقط التي كانت أول ميناء تجاري في الخليج. ومن ثم تطورت العلاقات التجارية طوال القرن الثامن عشر بين عمان والجزر الفرنسية في ذلك الحين.

وتحدث سعادته عن تطور العلاقات بعد الثورة الفرنسية بين فرنسا والإمبراطورية البحرية العمانية وذلك حتى الحرب العالمية الأولى، مؤكدا أن علاقات البلدين على مدى الحقب التاريخية لم تقف عند حد معين، مدللا على ذلك بتلك الرسائل المتبادلة بين لويس الخامس عشر وحكام عمان آنذاك.
وفي ختام حفل الافتتاح ألقت معالي إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو كلمة رحبت فيها بالحضور، مشيرة إلى أن المعرض مميز وفريد ويساهم في تسليط الضوء على العلاقة الفرنسية- العمانية عبر الأجيال من خلال الوثائق والصور والطوابع البريدية، واعتبرته رحلة سفر علمية وثقافية، شاكرة البلدين لإتاحة هذه الفرصة لليونسكو للمشاركة في المعرض، مشيرة إلى العلاقة القوية التي تربط السلطنة بفرنسا وتساهم في خلق لُحمة بين أعضاء اليونسكو على الصعيد الثقافي والتربوي والعلاقات الدبلوماسية، وتطرقت إلى تعاون سلطنة عمان وفرنسا مع المنظمة على الصعيدين التربوي والثقافي، منوهة إلى بيان مسقط 2014 في مجال التربية، مشيدة في الوقت نفسه بتعاون السلطنة مع اليونسكو والإيكوموس في مجال الحفاظ على التراث.

تعليق عبر الفيس بوك