افتتاح ندوة "نزوى في الذاكرة الثقافية".. والباحثون يستشرفون سبل المستقبل الثقافي المشرق للسلطنة

نزوى - سعيد الهنائي

رَعَى معالي مُحمَّد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية، مساء أمس، حفلَ افتتاح ندوة "نزوى في الذاكرة الثقافية"؛ وذلك في إطار البرامج الثقافية والفكرية التي تنظمها اللجنة الرئيسية للاحتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية.

وحَضَر افتتاح الندوة -التي أقيمت في رحاب جامعة نزوى- معالي الشيخ سعود بن سليمان النبهاني مستشار الدولة، وسعادة الشيخ هلال بن حمد المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، وسعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية، وعدد من أصحاب الفضيلة القضاة وأصحاب السعادة الولاة، وجمع من المسؤولين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي، وطلاب وطالبات جامعة نزوى.

وفي مستهلِّ الحفل، ألقى الدكتور ناصر بن صالح الكندي عضو اللجنة الرئيسية للاحتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية رئيس اللجنة الثقافية الجهة المشرفة على تنظيم الندوة، كلمة؛ قال فيها: تمثِّل نزوى حضارة الإنسان العماني، ورمز تطلعه الفكري والثقافي، ومبعث فخاره واعتزازه، وبوابة الدخول إلى تراثه العريق، وأمجاده الخالدة، وفكره المستنير، وسماحة الإسلام التي عرف بها أينما حل ونزل. وأضاف: لا خلاف بين أحد على ما لهذه المدينة من أهمية سياسية واقتصادية، وعراقة تاريخية، وصيت علمي، تبوَّأت من خلاله مكانة ثقافية بارزة داخل عمان وخارجها، مكَّنتها من المساهمة الفاعلة في الثقافة الإسلامية، خصوصا في الثقافة الإنسانية على وجه العموم، ومهَّدت لها الطريق لاعتلاء عرش الاحتفاء بها كعاصمة للثقافة الإسلامية، كيف لا، وقد وصف قائد البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- مدينة نزوى بأنها "معقل القادة والعظماء، وموئل العلماء والفقهاء، ومرتاد الشعراء والأدباء؛ فأعظم بها من مدينة لها في قلوب العمانيين منزلة عالية، ومكانة سامية، وقدر جليل".. وقال: إنَّ هذه الندوة تأتي لتربط خيوط الثقافة العمانية الإسلامية لتنسج منها ملاءة وضّاه، من خلال دراسة مكانة مدينة نزوى لدى العلماء والأدباء والرحالة، وتسعى لتسليط الضوء على المصادر المكتوبة وغير المكتوبة للمدينة ولمعالمها ولأعلامها قديما وحديثا. وهي بذلك ستناقش خلال يومين -بإذن الله- جوانب فكرية تتفاعل فيها أمور ثلاث؛ هي: الإسلام باعتباره مرجعية التفكير، والثقافة باعتبارها إنتاج الإنسان، ونزوى باعتبارها بيضة الإسلام؛ لتخرج بتصوُّرات مفيدة وتوصيات عملية وعلمية تقرأ الواقع، وتستشرف السبيل لمستقبل ثقافي مشرق.

وفي اليوم الأول، تضمَّنت الندوة 3 محاور؛ حيث ركَّز المحور الأول على موضوع نزوى حاضرة من الحواضر العلمية في العالم الإسلامي، وتضمن ثلاث أوراق عمل؛ حيث ترأس الجلسة سعادة الشيخ حمد بن سالم الأغبري والي نزوى، وتحدَّث في الورقة الأولى الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا متناولا موضوع مؤسسة القضاء العماني وأثرها في التطور القانوني المعاصر، وفي الورقة الثانية تناول الباحث خميس بن عبدالله الشماخي من وزارة التراث والثقافة موضوع العواصم الثقافية كأحد أبرز مجالات التنمية الثقافية "نزوى نموذجا"، وفي ورقة ثالثة تحدَّث الباحث الخطاب بن أحمد الكندي المستشار بوزارة التعليم العالي عن موضوعة العلاقة الثقافية بين نزوى والحواضر العلمية في العالم الإسلامي.

وفي الجلسة الثانية من اليوم الأول أقيمت الندوة التي ترأسها الباحث خميس بن راشد العدوي المستشار بوزارة العدل؛ جرى خلالها تناول محور المكانة السياسية لنزوى عبر التاريخ؛ حيث تحدَّث في الورقة الأولى الدكتور سالم بن سعيد البحري من وزارة التربية والتعليم مُتناولا موضوع أثر المحدِّدات الجغرافية في الدور الحضاري لمدينة نزوى، فيما تناول الدكتور إسماعيل بن صالح الأغبري في ورقته الثانية موضوع دور نزوى السياسي في المحافظة على الوحدة الوطنية في عصور الانقسام، وفي الورقة الثالثة -التي حملت موضوع دور نزوى السياسي في بسط النفوذ العماني خارج الوطن- تحدَّث الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي من جامعة السلطان قابوس.

وفي الجلسة الثالثة والأخيرة من يوم الندوة الأول، جَرَى استعراض المحور الثالث "نزوى في عيون الرحالة"، والذي بدأ بورقة للدكتور محمد سعيد المقدم من جامعة السلطان قابوس؛ حيث كان الحديث عن موضوع نزوى في كتابات المستكشفين الغربيين. أما الورقة الثانية من هذه الجلسة، فقد تحدث فيها الباحث سلطان بن مبارك الشيباني من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الذي تناول بدوره موضوع نزوى في كتابات الجغرافيين العرب. أما موضوع "نزوى في نص مغترب: نونية أبي مسلم نموذجا"، فقد تحدَّث عنه الباحث محمود بن يحيى الكندي من وزارة التربية والتعليم، وقد ترأس الجلسة سليمان بن عبدالله السالمي مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية.

تعليق عبر الفيس بوك