أهالي وادي ضلع يناشدون "النقل والاتصالات" وضع حد لمعاناتهم مع "الطريق الوعر"

◄ المعمري:خاطبنا وزارة النقل منذ أكثر من 35 سنة لسفلتة الطريق ولا يزال على حاله

◄ حمود: وعورة الطريق تسرع من إهلاك السيارات الجديدة

◄ سيف: الأطفال يذهبون للمدرسة بدءا من الرابعة فجرا لبطء السير على الطريق

◄ عبدالل: أملنا في حكومتنا الرشيدة ألا تتركنا لعذاب الطريق لسنوات أخرى

◄ مصبح: خلال مواسم الأمطار ونزول الأودية تتوقف الحياة لأيام وربما أسابيع

◄ حمدان: لو اجتهدت "النقل" لرصف الطريق على مراحل لأصبح واقعا منذ سنوات

◄ عبدالله: المقاولون يرفعون أسعار مواد البناء بدعوى صعوبة نقلها على الطريق

 

 

 

يُناشد أهالي وادي ضلع، وزارة النقل والاتصالات -منذ سنوات- رَصْف طريقهم الممتد لمسافة 26 كيلومترا من مستشفى وادي الحواسنة حتى نجد الشرجباني بولاية الخابورة، وهي المسافة التي تربُط بين ولايات الخابورة وصحم وعبري.. ويعبِّر الأهالي عن مُعاناتهم والصعوبات اليومية في التنقل لمواقع عملهم والمستشفيات والمدارس والمراكز التجارية، خصوصا وأنَّ المعاناة تزيد في مواسم نزول الأمطار؛ حيث يعيشُ الأهالي في عزلة بسبب جريان الأودية، كما يُواجه الطلاب الحرمانَ من التعليم بمجرد ظهور سحب كثيفة في المنطقة خوفا من هطول الأمطار، ويعانون من تطاير الغبار الذي تسبَّب في انتشار العديد من الأمراض، ويزيد الأمر سوءا عند نقل المرضى إلى المستشفى.

ويذكُر أهالي وادي ضلع أنَّ أوَّل جولة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- من محافظة شمال الباطنة إلى الظاهرة كانت عن طريق وادي ضلع في يناير من العام 1977، ويؤكدون أنَّهم عملوا بأيديهم لتسهيل مرور الموكب السامي، وأن جلالته أمر برصف الطريق بعد الجولة السامية، ومنذ تلك الجولة والأهالي ينتظرون تنفيذ الأوامر السامية من قبل وزارة النقل والاتصالات، خصوصا وأنَّهم خاطبوا الوزارة المختصة لتأهيل الطريق برسالة موثقة برقم دط/2-و/4/1662 بتاريخ 25/5/1977.

 

الرُّؤية - خالد الخوالدي

 

وقال مهنا بن سالم بن راشد المعمري: أتذكر كيف كانت الجولة الأولى لمولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- من خلال وادي ضلع باتجاه ولاية عبري، وعملنا بأنفسنا على تسوية الطريق للقائد العظيم الذي وجَّه -حفظه الله- بضرورة رَصْف الطريق، وبعد أنْ لاحظنا التأخير في التنفيذ، توجهنا برسالة إلى وزارة النقل والاتصالات لشقِّ هذا الطريق؛ وذلك في العام 1977، وما زلنا ننتظر أن يُرصف الطريق بعد أن عشنا سنوات طويلة على الأمل نحن وأبناؤنا رغم المعاناة الشديدة التي لا يعلمها إلا الله، وقد حدث قبل سنوات قريبة أنْ كان أحد الشباب عائدًا من دوامه في مسقط وفوجئ بالوادي يداهمه فلم يجد وسيلة للرجوع أو التقدم للأمام، فحمله الوادي وزُهقت روح طيبة، فضلا عمَّا نعانيه وقت نزول الأمطار؛ حيث لا نتمكن من الخروج لعدة أيام، وكانت المواد الإغاثية تصلنا عن طريق الطائرة التي تحمل الأدوية والمواد الغذائية.

وأضاف المعمري: زارنا معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، وسعادة الوكيل لشؤون النقل ومديري العموم، ووعدنا الوزير بالنظر في الموضوع بعناية في العام 2013 ونحن الآن في العام 2015، ولم نرَ أيَّ شيء، ونراجعهم كل شهر ولا جديد حتى الآن، وتوجهنا إلى المجلس الأعلى للتخطيط.. وقالوا إنَّ وزارة النقل مُخصَّص لها ميزانية كبيرة خلال الخطة الخمسية الحالية تصل إلى مليارات الريالات، وأنه متى ما طرحت الوزارة طريقكم ضمن خطة رصف الطرق سننفذ، ونحن لا نزال نراجع الجهات المعنية على مدار 44 سنة، وتردَّدنا على كل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة النقل والاتصالات، ولا جدوى حتى الآن.

وقال مُستهيل بن حمدان بن راشد المعمري (طالب): نخرج من الخامسة فجرا ونصل إلى مدرستنا سعد بن عبادة في السابعة صباحا بقرية مسكن التابعة لولاية عبري، ونحن من ولاية الخابورة، والبعض من ولاية صحم، وأحيانا نصل للطابور، وكثيرا نتأخر، ويُصيبنا في الطريق الكثير من التعب والإرهاق ودوار الرأس والغثيان والزكام، وألم البطن؛ نتيجة عدم تسوية الطريق الوعر، وأول ما نصل إلى الدراسة نذهب إلى دورات المياه لنغتسل من الغبار المتراكم على وجوهنا، وإذا مرض أيٌّ منا ليس لديه حيلة إلا الصبر وانتظار فرج الله.. لافتا إلى أنَّ ساعتين للذهاب وساعتين للعودة تجعل الطلاب غير مُتقبلين على الدراسة والمذاكرة.

 

إهلاك سيارات الأهالي

وذَكَر حمود بن راشد بن حمد المعمري أنَّ أهالي الوادي يُعانون؛ سواء كانوا طلابًا أو موظفين...وغيرهم؛ حيث يخرج الموظفون من دوامهم في محافظة مسقط مبكرا نسبيا ليتجنبوا السياقة ليلا على الطريق الوعر الذي يُسرع من استهلاك السيارات التي خرجت من الوكالة منذ أقل من خمس سنوات؛ لأنها لا تتحمل الوضع المأسوي للطريق، خصوصا في وقت الأمطار ونزول الأودية.

وقال مسلم بن راشد بن مسلم المعمري: إنَّ من القصص التي يذكرها الجميع في الوادي أنه في سنة من السنوات لدغ غول (أفعى) أحد أبناء القرية، في وقت نزول الأودية والأمطار؛ مما اضطر والده لأن يحمله على كتفه ليصل به إلى أقرب مركز صحي بعد مسافة 15 كيلومترًا ذهابا و15 كيلومترًا إيابا، وهو ما يمكن تكراره من وقت لآخر، في ظل صعوبة السير على الطريق بالسيارات وقت الأمطار.. كما أذكر أنَّ سيدة من نساء الوادي كانت حاملًا وعلى وشك الوضع، ولا توجد سيارة لنقلها نتيجة الأمطار والأودية والطريق غير المستوي، وتمَّ الاتصال والتنسيق مع المسؤولين، وحضرت طائرة هليوكوبتر، وهو ما لا يمكن ضمان توفيره في كل الأوقات الحرجة.

وقال سيف بن محمد بن مسلم المعمري: نجد أنفسنا مُحاصرين وسط هذه الجبال نتيجة عدم قدرتنا على التواصل مع باقي القرى بسهولة ويسر، ونحن متمسكون بالأرض التي تربينا فيها ولن نغادرها كما فعل غيرنا، ويجب على الحكومة أن تشجعنا من خلال توفير كل الخدمات؛ وأهمها: تمهيد الطرق حتى لا يضَّطر الأبناء للاستعداد للذهاب إلى المدرسة بدءا من الرابعة فجرا، وهو إرهاق يعاني منه الطالب وأسرته على السواء، فهل يستطيع طالب عمره سبع سنوات أن يطيق هذا الوضع وفي الوقت نفسه نضمن تفوقه الدراسي؟

وأضاف سيف المعمري: أمر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- برصف الطريق، لكن مع الأسف مُشكلتنا في التنفيذ من جانب الجهات المعنية، وقد مرَّ مولانا في هذا الطريق في أول سنوات العهد الزاهر. ومنذ ذلك الوقت والكل يُراجع بصورة مستمرة، لكن كما يُقال "العين بصيرة واليد قصيرة"، ولا ندري ما أسباب عدم التنفيذ: هل من الحكومة أم الموظفين؟! علما بأنَّ هناك 17 حافلة مدرسية كل صباح تنطلق إلى مناطق مسكن ونجيد، ولمسافة تصل في بعض الأحيان إلى 30 كيلومترًا ذهابا و30 كيلومترًا إيابا دون أدنى متطلبات السلامة المرورية.

 

الأمل في الحكومة

وقال عبدالله بن محمد المعمري: نرجو من الله ومن الحكومة الرشيدة أن تنظر إلينا بعين العطف والمراعاة، وندرك أنَّ وزير النقل والاتصالات على علم بكل تفاصيل المعاناة التي نلاقيها، خصوصا وأنَّ معالي وزير النقل والاتصالات زارنا في الوادي واطلع على كل الحيثيات قبل سنتين وما زلنا في الانتظار، على أمل وثقة في أن الحكومة المباركة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لن تتركنا هكذا في عذاب لمزيد من الوقت.. لافتا إلى أنَّ معاليه قال أثناء الزيارة إنَّ الطريق ستتم تهيئته كل 15 يومًا حتى يتم رصفه ضمن خطط الوزارة، لكن للأسف لا تتم التسوية إلا كل شهر أو شهرين مرة وبسرعة، وكنا نتمنى لو نفذت الوزارة معالجة سطحية للطريق على الأقل.

وأضاف عبدالله المعمري بأنَّه بسبب عدم وجود طريق مرصوف لا يوجد لدينا مستوصف صحي، ولا توجد لدينا مدارس ولا شبكات للهاتف، والمعاناة تزيد مع سقوط الأمطار؛ ففي الحالات الطارئة لا نستطيع الوصول إلى المستشفيات أو توفير مستلزماتنا اليومية، ومنذ زمن طويل نعيش في الوادي ونتوارث المكان أبا عن جد، وكما يُقال نحن حراس على المكان دون راتب، ونجد صعوبة في كل شيء، فلو أردنا بناء غرفة واحدة فقد تكلفنا سبعة آلاف ريال عماني، وهو مبلغ كبير، لكنَّ المقاولين يبرِّرون ذلك بأننا نعيش في منطقة جبلية يصعب وصول المواد إليها.

وقال خالد بن سعيد بن راشد المعمري: لا أحد يقوى على العيش في المناطق الجبلية دون خدمات، خاصة في الوقت الحالي؛ حيث ينعم الجميع بوسائل الراحة في النقل والاتصال والخدمات التي جعلتْ الجميع يلهج بالشكر والثناء لمولانا المعظم -حفظه الله ورعاه- ونتساءل نحن في مناطق وادي ضلع: هل تصل رسائلنا إلى الجهات المسؤولة، أم تُهمل في الأدراج؟

وقال سعيد بن مهنا المعمري: إنَّ هذا الطريق منذ زمن القوافل الواصلة بين ولايات محافظة شمال الباطنة وولاية عبري، ومنها إلى ولايات محافظة الظاهرة، وكان هو الطريق الرئيسي والمختصر الذي يصل بين ولايات المحافظتين وأول جولة لمولانا حضرة صاحب الجلالة كانت عبر هذا الطريق، وتشرَّفنا أن تكون أول جولة لجلالته من خلال طريق وادي ضلع، الذي يُمثل ثلاث ولايات؛ هي: الخابورة، وصحم، وعبري.

وقال مصبح بن سليمان المعمري: إنَّ أهم خدمة في الحياة هي توفير الطريق السالك الذي لا يستغني عنه الجميع، خصوصا خلال مَوْسم الأمطار؛ حيث توقف الحياة لأيام وربما أسابيع، ويتعطل الأبناء عن المدارس. وفي العام 1997، لم نستطع الخروج من بيوتنا لمدة أربعين يوما، وبعدها كنا نضطر للخروج مشيا على الأقدام ولمسافة ثلاثين كيلومترًا لنتسوق ونحمل أغراضنا على ظهورنا في ظل نزول الأمطار.

 

الوزارة ترصد وضع الطريق

وقال حمدان بن راشد المعمري: إنَّ وزارة النقل والاتصالات أرسلتْ مُهندسين مندوبين من الوزارة، ورصدوا حالة الطريق الذي يمتد لمسافة 26 كيلومترًا، وقالوا إنَّه أسهل من طرق كثيرة تم تنفيذها سابقا؛ ففيه مجال على يمين الوادي ويساره، ونحن نشاهد الطرق الجبلية منفَّذة في كل مكان بالسلطنة، ولا نعرف الأسباب التي تمنع. وبفضل الله الخير يعم عمان، ولو اجتهدت الوزارة المختصة لتنفيذ الطريق على مراحل لرأينا الطريق واقعًا معاشًا، ولنعم أهالي الوادي الذي يزيد عدد سكانه على خمسة آلاف نسمة، وأكثر التعب يصيب الأطفال أثناء ذهابهم للمدارس والعودة منها؛ حيث إن المسافات بعيدة والطريق غير ممهدة، وفي حالة الأودية تتوقف الدراسة تماما.

وقال زيد بن محمد بن حميد المعمري: نعيش أوضاعا صعبة جدًّا، وفي وقت نزول الأمطار والأودية تتوقف كلُّ الخدمات حتى الاتصالات؛ فكيف نتصرَّف في الحالات الطارئة حال احتياجنا لمستشفى مثلا، طريق ممهَّد، أو عند الرغبة في التواصل مع الجهات المختصة لتوفير طائرة، حتى وبعد أن تجف الأودية ننتظر رحمة الجهات المسؤولة إعادة الطريق لوضعه الطبيعي.

وقال عبدالله بن مهنا المعمري: إنَّ بناء البيت في مختلف مناطق وادي ضلع يكلف المواطن مبالغ إضافية، مُقارنة بالبناء في مناطق جبلية بها خدمة الطريق المسفلت؛ فوسائل النقل تتعذَّر في نقل مواد البناء إلى مناطق الوادي نتيجة وعورة الطريق؛ فلو كان النقل في المناطق الساحلية والسهلية يكلف 15 ريالا فإنَّ المبلغ سيكون أربعة أضعاف، ويصل في بعض الأحيان 80 ريالًا أو أكثر.

 

تعليق عبر الفيس بوك