الطائي لـ"شؤون الساعة": اتفاق "لوزان" محصلة للمساعي الحميدة للسلطنة

الرُّؤية - خاص

أبرز حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة "الرؤية"، الإسهامَ الفعَّال والدور البارز الذي قامت به الدبلوماسية العمانية لإنجاح المفاوضات بين القوى العالمية والجمهورية الإسلامية الإيرانية حول الملف النووي الإيراني.

وقال -خلال مشاركته مساء أمس الأول في برنامج "شؤون الساعة"، الذي يُبثَّ على الهواء مباشرة، ويقدمه يوسف اليوسفي- إنَّه كان للمساعي العمانية الحميدة الفضل في إذابة الجليد بين المتفاوضين، والتقريب بينهما بشأن هذا الملف الذي يُعدُّ من أصعب الملفات على المستوي الدولي؛ في ظل توتر العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية لما يزيد على ثلاثة عقود، ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979.

وأضاف الطائي بأنَّ الدور العماني تجلي في محاولة التقريب بين وجهات النظر بين الجانبين الأمريكي والإيراني، وتخفيف حدة أجواء التوتر بينهما. وعزا الطائي نجاح الدبلوماسية العمانية في هذا المسعى إلى كونها تنطلق دائما من ثوابت أساسية تلتزم بإرساء السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وهي الثوابت التي أرساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه.

وأعاد الطائي إلى الأذهان الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة السلطان قابوس بن سعيد -أيَّده الله- إلى طهران في أغسطس من العام 2013، والتي أثمرتْ عن العديد من النتائج الإيجابية؛ ومنها: استئناف المفاوضات النووية، والمضي بها قدما إلى الأمام؛ وهو الأمر الذي تمخَّض عنه لاحقا "اتفاق لوزان"، بعد جولة تفاوضية ماراثونية في مسقط ساهمت كثيرا في التقريب بين الأطراف المتفاوضة.

وأشار الطائي إلى أنَّ المفاوضات النووية كانتْ عُرضة في العديد من مراحلها إلى التوقف والفشل، لولا تدخل الدبلوماسية العمانية التي سعتْ لحلحلة الصعوبات التي تكتنف المسار التفاوضي؛ الأمر الذي يعكسُ المصداقية الكبيرة والثقة العالية التي تتمتع بها الدبلوماسية العمانية على المستوى العالمي، وعلى مستوى الأطراف المتنازعة، والتي أولتْ ثقة تامة للسلطنة ومساعيها الخيِّرة للوصول إلى اتفاق ينزع فتيل التوتر بالمنطقة؛ لما تتمتَّع به من حياد وشعور بالمسؤولية.

ورأى الطائي أنَّ الاتفاق الإطاري الذي تمَّ التوصل إليه في لوزان السويسرية، نقل المفاوضات إلى مرحلة متقدِّمة للحسم، وأنها باتتْ قاب قوسين أو أدني، ويُنتظر أن يبرم الاتفاق النهائي عند اجتماع كل الأطراف في 30 يونيو المقبل، وهو الاتفاق الذي سيكرِّس بداية جديدة للشرق الأوسط، لاسيما وأنه قد جنب المنطقة كوارث، والدخول في صراعات لا تحمد عقباها. مشيرا إلى أنَّ الاتفاق يُعد كذلك فرصة لإرساء السلام في المنطقة، وبَدْء مرحلة من التوافق على المصالح المشتركة بين دول المنطقة.

 

تعليق عبر الفيس بوك