إيران: " الحرس الثوري" يدمر خلية إرهابية .. وجدل أمريكي حول أصداء "اتفاق لوزان"

طهران - الوكالات

أعلن مقر القدس للقوات البرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمس، "تدمير مجموعة إرهابية وقتل جميع عناصرها". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" عن بيان صادر عن العلاقات العامة للحرس الثوري، أنَّ "القوات البرية لمقر القدس تمكنت من تدمير زمرة إرهابية تابعة لأجهزة التجسس الأجنبية في منطقة قصر قند ونيك شهر في جنوب شرق البلاد".. وأضاف البيان بأنَّ العملية جرت بعد سلسلة من عمليات التحري والتعقب، مشيرة إلى أنه تم ضبط كميات من العتاد وأجهزة الاتصالات.

وفي سياق أصداء "اتفاق لوزان" بشأن البرنامج النووي الإيراني، قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إنَّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه ربما يكون مجرد خطة، ويبقى الجزء الأصعب في حاجة للعمل عليه قبل حلول الموعد النهائي بنهاية يونيو المقبل. إلا أن بعض الخبراء يرون الاتفاق كنموذج محتمل لكيفية منع ظهور جيل جديد من القوى المسلحة نوويا. الحاجة ملحة لقيود دولية مشددة! فالسعي لتوفير الاحتياجات من الكهرباء والجهود الدولية الحثيثة لتخفيض انبعاثات الكربون تدفع كثيرا من الدول إلى بناء محطات الطاقة النووية، وهو ما يجعل الحاجة إلى قيود دولية مشددة على برامج الاستخدام المدني السلمي للطاقة النووية أكثر إلحاحا كما يقول البعض.

وتابعت الصحيفة بأنه في حالة إيران، تحرك المجتمع الدولي بقوة لمنع تحول برنامج مدني إلى شيء آخر أكثر خطورة. إلا أنَّ الموقف أظهر كيف يمكن أن تتبنى دولا أخرى نفس الطريق لو لم يتم مراقبتها بشكل مناسب، حسبما تقول الصحيفة. اتفاق إيران يمكن أن يصبح جزءا من معيار عالمي جديد ومن الشهر الجاري، يمكن أن تبدأ القوى العالمية في النظر فيما إذا كان اتفاق إيران، الذي يشكل الخطة الدولية الأكثر صرامة على الإطلاق للحد من برنامج نووي مدني، يمكن أن يصبح جزءا من المعيار العالمي الجديد.

ويقول هنري سوكولسكي المدير التنفيذي لمركز تعلم سياسة منع الانتشار النووي في واشنطن، إنَّ بنود الاتفاق الإطاري الخاص بإيران تعكس على ما يبدو تقديرا متزايدا من قبل المسئولين لمدى إمكانية استخدام الأنشطة والمواد النووية المدنية في صناعة الأسلحة. وتساءل عن أسباب عدم جعل تلك القواعد مطبقة بشكل عام وتصبح معيارا دوليا. وتشير الصحيفة إلى أنه لا يزال يتعين على المفاوضين أن يوضحوا اللغة الغامضة، إلا أنَّ الاتفاق الإطاري يضع قيودا مشددة على تخصيب اليورانيوم وحظر إعادة إنتاج البلوتونيوم، ويؤسس نظاما للتفتيش الدولي الدقيق.. مؤكدًا أن مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي فرصة وستأتي فرصة لتوسيع بعض هذه القيود على النطاق العالمي في وقت لاحق هذا الشهر خلال مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. ويقول بعض الدبلوماسيين إن المؤتمر قد يكون اللحظة المناسبة لقادة العالم لاختبار الشهية العالمية لجعل بعض بنود اتفاق إيران الصارمة نموذجا للقيود الدولية. ويقول البعض إن قادة العالم في حاجة للأخذ في الاعتبار كيف تسلط أزمة إيران الضوء على ضعف نظام منع الانتشار، حيث إن طهران دولة موقعة على الاتفاقية.

وكان رئيس مركز كارنيجي للسلام الدولي ويليام بيرنز، قد قال في مقاله له بصحيفة "نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي، إنَّ المشكلة الإيرانية كشفت عن نقاط ضعف كبيرة في معاهدة حظر الانتشار النووي، لاسيما غياب تقسيم واضح للبرامج المدنية والنووية.

تعليق عبر الفيس بوك