أهالي الرستاق يتطلعون لإنشاء مصلى للنساء ومدرسة للقرآن بجامع السلطان قابوس

العبري: الجامع يحمل اسم القائد المفدى راعي الشؤون الدينية ويستحق تطويره

المنذري: ذوو الاختصاص زاروا المسجد وجهزوا الخرائط ثم توقف المشروع

المقبالي: المركز الإداري لجنوب الباطنة في حاجة ماسة إلى مصلى كبير للنساء

الهنوي: المصلى الوحيد للنساء في مسجد العراقي وهو غير مرئي من الشارع العام

الرمحي: نساء الولاية يرغبن في الاستفادة من الدروس الدينية بالجامع

الجابري: من غير المعقول أن يأتي المسافر لأداء الصلاة ويترك أسرته في السيارة

 

 

الرستاق ـ طالب المقبالي

تواصلت مطالب أهالي الرستاق منذ إنشاء جامع الرستاق عام 1994م، على نفقة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله-، بإنشاء مصلى للنساء في الجامع الذي يُعد معلماً من المعالم الإسلامية والثقافية والحضارية بالسلطنة، ويؤكدون على أنّهم خاطبوا عددًا من الجهات المعنية لتوفير تلك الخدمة بالجامع الذي يُعد واجهة للولاية وملاذا للمسافرين على الطريق الواصل بين محافظتي الظاهرة وجنوب الباطنة.

ويقول محمد بن خاتم الذهلي: كثيرًا ما صادفنا أغرابا في باحة الجامع يسألون عن مصلى للنساء، ولا نلومهم فقد أعياهم التعب وهم يبحثون في زوايا الجامع عن لافتة تشير إلى مصلى النساء، فقد جذبتهم منارتا الجامع الشامختان من بعيد، ولكن خيبة الأمل كانت لهم بالمرصاد، أين يتوجهون إذا لم يجدوا بغيتهم في أكبر جوامع الولاية ويزداد الأسى حينما تسمع عن انتظار النساء والأطفال في السيارة والرجال يؤدون صلاة الجمعة في الجامع. أليست المساجد بيوت الله الآمنة التي يجد الإنسان فيها راحته ذكرا كان أو أنثى، فقد بتنا نخجل أن يذكر عدم وجود مصلى للنساء في هذا الجامع بسبب ما وقر في نفوسنا من حبه وكونه يمثل واجهة الولاية ويسمى باسم جلالة السلطان - حفظه الله-، والغريب أنّه لا توجد أسباب منطقية لعدم وجود المصلى، فالمساحة موجودة والنعمة وفيرة. وهب أن الحاجة لم تكن داعية إلى مصلى للنساء وقت إنشائه فهل هي غير داعية لذلك في أيامنا هذه؟ ومازلنا ندعو الله أن ييسر إنشاء مصلى للنساء ومدرسة للقرآن أسوة بباقي الولايات، ليعود للجامع بريقه وخدمته للمسلمين كافة.

واسطة عقد الولاية

ويؤكد ناصر بن راشد العبري أن جامع السلطان قابوس بالرستاق هو واسطة عقد الولاية، لكونه يحمل اسم قائد عمان المفدى، ويقع وسط مركز المدينة، حيث تلتقي فيه الطرق من داخل الرستاق وخارجها، من محافظة الظاهرة ومن اﻷودية والقرى التابعة للولاية، والكثير من المسافرين يقصدونه للصلاة فيه لتوسط مكانه وقربه من الدوار الذي يربط الولاية بمدن محافظة الظاهرة، ولكن يفاجأ المصلون بعدم وجود مصلى للنساء في هذا الجامع، فيرجعون القهقري والحزن وعلامات الدهشة بادية على وجوههم، باحثين عن مكان آخر يؤدون فيه ما فرضه الله عليهم من صلوات، وكم مرة طالبنا ببناء مصلى للنساء في هذا الجامع بعدة مخاطبات وبينا أهمية ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي، فنرجو من المسؤولين تحريك هذا الأمر ورفعه للمقام السامي، ونحن على ثقة كبيرة بتوجيهات مولانا - حفظه الله-، راعي المساجد والشؤون الدينية في البلد.

 

ويشير عبد الله بن سليمان المنذري إلى اتفاق الجميع على أهمية وجود مصلى في الجامع لتوسطه مركز الولاية، فالجامع يقع في مفترق الطرق المؤدية إلى محافظة الظاهرة والمؤدية كذلك إلى بقية وﻻيات محافظة الباطنة، كما أن وﻻية الرستاق وجهة سياحية تستقطب العائلات سواءً من داخل السلطنة أو خارجها، وعند زيارتهم هذا المعلم الإسلامي الحضاري الذي يُعد أكبر معلم إسلامي في الولاية تصيبهم الدهشة وعلامات الاستغراب ترتسم على وجوههم لعدم وجود أيّ مرفق في الجامع سوى قاعة الصلاة والمخصصة للرجال فقط. كما أنّ وجود مصلى للنساء يتيح لهن الاستفادة من الفعاليات التي تقام في الجامع كالمحاضرات والندوات ودورات التلاوة والتجويد، وتمت مخاطبة الجهات المختصة حول هذا الموضوع فوعدونا خيرًا بأنّ المشروع سينفذ في القريب العاجل إن شاء الله، وعلى ضوء ذلك قام عدد من ذوي الاختصاص بزيارة الموقع وعمل الترتيبات اللازمة وتجهيز الخرائط الخاصة بالمشروع إلا أنّ هذا العمل ومنذ أكثر من أربع سنوات لم يتجاوز الأرفف إن صح التعبير. مشيرًا إلى أنّهم لا يطالبون بمصلى للنساء فقط وإنما نطالب بقاعة متعددة الأغراض تصلح ﻷن تكون مكتبة ومدرسة لتحفيظ القرآن ومجلس عام يخدم القاطنين بقرب الجامع.

ويضيف محمد بن هلال المقبالي أنّ الموقع الجغرافي المتميز لولاية الرستاق حيث يحيطها ثمان ولايات وهي المركز الإداري لمحافظة جنوب الباطنة إضافة إلى المقومات السياحية الكثيرة والحركة التجارية يستدعي وجود مصليات للنساء للمواقع السياحية والمحاذية للشوارع العامة ومن أهمها جامع السلطان قابوس بمركز الولاية والذي يفتقر لمثل تلك الخدمة، لهذا نطالب الجهات المختصة بإعطاء جانب مصليات النساء كل اهتمام وخاصة جامع السلطان قابوس - حفظه الله-.

 

الاستثناء في الرستاق

ويؤكد حافظ بن سليمان الهنوي على أهمية موضوع مصلى النساء بجامع السلطان قابوس بالرستاق حيث المطالبات منذ زمن بعيد من قبل المواطنين أو من إدارة الجامع التي سعت في المطالبة لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن. فمصلى النساء حاجة ماسة كون الجامع واقعا بين الطريق الرابط لمحافظة الظاهرة بمحافظة مسقط، فالمارون عبر الشارع بحاجة إلى مصلى للنساء في جامع كبير يقع في مركز الولاية وبالتالي بحاجة ماسة إلى مصلى للنساء خاصة في ظل عدم وجود مصليات نساء قريبة منه، فالمصلى الوحيد للنساء في مسجد العراقي وهو غير مرئي من الشارع العام، كذلك لا توجد أمامه مواقف كافية للسيارات. ويعتبر جامع الرستاق هو الجامع الوحيد الذي لا يوجد به مصلى للنساء من بين جوامع السلطان قابوس المنتشرة في مختلف ربوع السلطنة.

ويقول أحمد بن خميس الشرياني إنّ ولاية الرستاق تُعد ملتقى محافظتي الظاهرة والداخلية ويوجد جامع السلطان قابوس في منطقة مُزدحمة بالسكان لكثرة رُوادها لغرض التسوق أو عابرين للولايات الأخرى وهو من المعالم المعروفة، لذلك من الأهمية بمكان تواجد مصلى خاص بالنساء فيه تسهيلاً على المصلين حيث لا يوجد في المنطقة مصلى مُتسع، فأتمنى من الجهة المعنية النظر في هذا الموضوع بأهمية.

ويضيف حمد بن سيف الحمراشدي أن جامع السلطان قابوس في ولاية الرستاق يحظى بمكانة عظيمة كونه يتوسط الولاية وملتقى محور الطرق الرئيسة للولايات المجاورة ومنارة دينية ظاهرة نظرًا لموقع الجامع، ولذا فإن الزائر والمواطن على حد سوا يتجهون إلى الجامع في أوقات الصلاة وخارجها، ونظرا لعدم وجود مصلى ملحق للنساء بالجامع فغالباً ما يعود الزائر أو السائح من ساحة الجامع، ولهذا نرى من الأهمية إيجاد ملحق مصلى للنساء بالجامع ولا شك أنّ هناك مساجد أخرى في الولاية بها مصليات للنساء ولكن في أماكن قد لا يعلمها الزائر.

 

ويؤكد سعيد بن ناصر اللمكي أن الحاجة لوجود مصلى النساء ضمن مرافق جامع السلطان قابوس أصبحت ملحة خاصة وأن موقع الجامع يتوسط المدينة ويقع على مفترق طرق للعابرين والقادمين للولاية ناهيك عن السياح الذين يفدون للولاية وخاصة في المناسبات والإجازات ويتجهون مباشرة لموقع الجامع مع أسرهم ولا يجدون مصلى للنساء داخل مرافق الجامع. ويلفت سالم بن حارث العبري إلى أنّ وجود مصلى للنساء مهم جداً نظرًا لموقع الجامع المهم حيث الكثير من سالكي الطرق القريبة منه لديهم عائلات وفي وقت الصلاة يبحثون عن مسجد للنساء فيفي بالغرض المطلوب، فضلاً عن كونه يُشجع النساء على صلاة الجمعة وصلاة الجماعة لبقية الصلوات ونسأل الله التوفيق.

ويقول حمد بن هلال الرمحي إنّ الله تعالى وهب ولاية الرستاق أماكن طبيعية وتاريخية جعلها قبلة للزائرين العمانيين وغيرهم على مدار أيام السنة، وغالباً ما يكون زوارها من كلا الجنسين ولا يخفى على عاقل دور الحكومة في توفير سبل الراحة لزائري الولاية من شتى بقاع السلطنة، وقد صار من البديهي أن يكون ثمة مصلى للنساء في جوامع الولايات وهذا ما جعل أغلب الزائرين يقصدون جامع السلطان قابوس بالرستاق مع عائلاتهم لأداء الصلاة، ولطالما تفاجأ زائرو الولاية بعدم وجود مصلى للنساء في الجامع مما اضطرهم إلى البحث عن مساجد أخرى قد يشق على من هو ليس من أبناء الولاية الوصول إليها، ناهيك عن حاجة نساء الولاية للاستفادة من الدروس والمحاضرات التي تقام في الجامع. ومن بديهيات المجتمع أن جوامع السلطان قابوس بها مصلى خاص بالنساء وهذا ما يجعله وجهة لكل من يقصد الولاية ولكن للأسف ما يلبث الزائر أن يكتشف أنه ثمة استثناء في جامع ولاية الرستاق.

 

تأجيل غير مبرر

ويقول خلف بن ناصر الشقصي إن مصلى النساء مهم نظرًا للموقع الاستراتيجي للجامع كملتقى لعدة مسارات ذات حركة مرورية متواصلة في عودة ورجوع المواطنين من والى أعمالهم على مستوى المحافظات، وفي ظل تنوع السياحة فيها من المواطنين والمقيمين والزائرين من خارج البلد، فهناك أسر ونساء يأتون للولاية ولا يجدون مكانًا للصلاة، وفي الشهر الفضيل تكون المشكلة أصعب بوجود أسر ونساء يفطرن في ساحات خارجية قريبة من المسجد.

ويشير زايد بن سعيد الخنبشي إلى أنه تحدث مع أئمة الجامع فقالوا إن الإجراءات منتهية من قبل الاستشاري وزار المسجد مسؤولون من قبل الديوان، لكنهم لا يعرفون سببًا للتأجيل حتى الآن.

ويؤكد خالد بن سعيد الحمراشدي على أهمية الموضوع وقال إنه سبق المطالبة به نظراً لأهمية وجود مثل هذا المصلى في أكبر جامع بالولاية لأن الزائر عند وصوله للولاية يتجه إلى الجامع الكبير والبارز على الطريق العام وعلى المدخل العام بوسط الولاية وإننا نطالب المعنيين بتنفيذ هذا المصلى في أقرب وقت ممكن لأهميته بالولاية كذلك نحن نحس بالزائر فعند خروجنا إلى الولايات المختلفة ومعنا العائلة نقوم أولاً بالبحث عن مصلى النساء فأصبح في الوقت الراهن أهم ضروريات المسافر أو المتنقل في ربوع السلطنة وحتى الزائر من دول أخرى يحتاج إلى هذا المصلى لأنه مرتبط بالعائلة وفي حال عدم توفر المصلى يضطر إلى البحث والمعاناة حتى يصل إلى المطلوب فالجميع هنا بالولاية ينتظرون تشييد مصلى النساء بفارغ الصبر.

ويقول حميد بن سليمان الجابري إن جامع السلطان قابوس يعد من الجوامع الكبرى التي يقصدها المسافرون وعابرو الطريق لأداء الصلاة كونه يقع على مفترق الطرق بين الظاهرة والرستاق، لذ فإن وجود مصلى للنساء ضرورة، فمن غير المعقول أن يأتي مسافر لأداء الصلاة فيترك أسرته في السيارة ثم يذهب للبحث عن مصلى للنساء.

ويضيف خلف بن صالح العبري أن جامع السلطان قابوس بالرستاق من الجوامع المتميزة في الولاية وبحكم موقعه الجغرافي يفترض أن يكون بداخله مصلى للنساء ولا ندري ما هو سبب عدم تنفيذ ذلك المصلى رغم وجود المكان المتسع والفسيح بداخله وحاجة الولاية إليه كضرورة قصوى.

 

جامع مهم على طريق حيوي

واستطلعت "الرؤية" آراء عدد من أهالي محافظة الظاهرة في هذه القضية كون الرستاق نقطة عبور بين محافظتي الظاهرة والباطنة. وحول أهمية المسجد على الطريق، يقول قاسم بن مرهون العلوي من ولاية ينقل إن طريق الرستاق هو الطريق الحيوي الرابط بين محافظة الظاهرة ومحافظة جنوب الباطنة والمؤدي أيضاً إلى مسقط وبهذا يخدم فئة كبيرة من مرتادي الطريق من محافظة الظاهرة والذين يمرون بمدينة الرستاق التي تعد المحطة الرئيسية للتزود بالوقود وأداء الفرائض الدينية وغير ذلك، ولا يجد المار بالطريق مع عائلته في واجهة المدينة سوى جامع السلطان قابوس بالرستاق الجامع الذي يزين هذه المدينة والذي يرسخ تاريخها ودعائم الدين الإسلامي فيها وتاريخ علمائها الأجلاء، ولكن ما يؤسف له أنّ كل مسافر مع عائلته حين يقف عند هذا الصرح الإسلامي العريق لا يجد ما يخدم عائلته من مصلى خاص للنساء بكافة ملحقاته ويفاجأ فعلاً بهذه المشكلة حين يقف للصلاة في جامع السلطان قابوس بالرستاق وتكاد يكون شيئاً غير متوقع عدم وجود هذه الخدمات في المسجد ونحن نعلم الجهود المبذولة لتوفير كافة الخدمات للمواطن وخاصة في مثل هذه المساجد التي شيدت بأحدث المواصفات، وهو ما يجعل المسافر ينفر عن الوقوف للصلاة مع عائلته في هذا الصرح الإسلامي الكبير، ونحن نناشد الجهات المعنية التي تشرف على هذا المسجد بضرورة النظر ودراسة موضوع مصلى النساء لما له من أهمية في خدمة المواطنين من كافة شرائح المجتمع ولضرورة الموضوع نتمنى متابعته في أسرع وقت ممكن.

ويضيف ناصر بن سالم السديري من ولاية ينقل أنّ ولاية الرستاق هي المعبر الرئيسي وحلقة الوصل بين محافظات السلطنة بعد إنشاء طريق عبري الرستاق، ولابد من توفير كافة الخدمات التي يحتاجها المسافر حين مروره بها، وحين يقف لأداء الصلوات فيها لا يجد أمامه سوى جامع السلطان قابوس بالرستاق هذا الصرح الإسلامي الكبير، ولكن ما لا يجده عند مروره للصلاة فيه مع عائلته مصلى خاص للنساء وهو ما يجعل الواقف للصلاة يستغرب ذلك خاصة وأن هذا المسجد واجهة الولاية، وهي مشكلة كبيرة للمار لأداء الصلاة في هذا المسجد، ويؤسفنا عدم ملاحظة ذلك من قبل المعنيين الذين يشرفون على هذا المسجد ونطلب منهم توفير مصلى خاص للنساء لضرورة هذه الخدمة للعائلات.

ويختتم سالم بن خميس المقبالي من ولاية السويق بقوله إنّه من الضروري توفير مصلى للنساء بجامع السلطان قابوس بالرستاق لأنّ هناك الكثير من المارة من داخل وخارج السلطنة يمرون لأداء الصلاة مع عائلاتهم ويفاجأوا بعدم وجود مصلى للنساء.

عمارة حديثة

يشار إلى أنّ الجامع أنشئ وفق أحدث الفنون المعمارية على مساحة ألفين وأربعمائة متر مربع، ومساحة إجمالية واحد وثلاثين ألفاً ومائتين وخمسين متراً مربعاً. ويحتوي الجامع على مئذنتين ارتفاع كل منهما خمسة وخمسين متراً ونصف المتر، كما يحتوي على ساحة كبيرة لمواقف السيارات ومساحات خضراء. ويتضمن المبنى قبة رئيسية يصل ارتفاعها إلى اثنين وعشرين متراً، وتتسع ساحة الصلاة الرئيسية إلى ألفين ومائة مصلٍ، وجهز الجامع بكافة الخدمات لراحة المصلين. ويعد الجامع مركزا تعليميا ومعلما من معالم الولاية يقصده زوار الرستاق.

تعليق عبر الفيس بوك