استطلاع قيم الشباب العماني: 87% من العاملين يشعرون بالأمان الوظيفي.. والقلق يرتفع بين الباحثين عن عمل

◄ الثقة في التواصل والتفاهم.. أبرز المهارات التي يُوفرها النظام التعليمي

◄ انتشار كبير لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع تناقص الاعتقاد بالأمان

◄ ارتفاع بنسبة تفضيل الأسر الممتدة وإجماع على أهمية القيم الدينية في الحفاظ على التماسك

أظْهَر استطلاعُ قيم الشباب العُماني -الذي أجراه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، ديسمبر الماضي- وأُعلنتْ نتائجه مُؤخرا، أنَّ 87% من الشباب المشتغلين من سن 18 إلى 29 سنة، والذين شملهم الاستطلاع، يشعرون بالأمان الوظيفي بدرجات تتراوح بين العالية 43% والمتوسطة 44%؛ حيث يُمثل المشتغلون 43% من العينة المكوَّنة من 1243 مواطنا عُمانيا؛ 44% منهم يعملون بالقطاع الحكومي، و54% بالقطاع الخاص، و2% يمارسون أنشطة أخرى. وتمثَّلت فئة الباحثين عن عمل بـ25% من العينة، و11% ربات بيوت، و20% طلابا مُتفرغين، في حين كان 1% غير قادرين على العمل.

وسجَّلت أعلى درجات الشعور بالأمان الوظيفي في محافظات الوسطى بنسبة 59%، والظاهرة بنسبة 55%، وجنوب الشرقية بنسبة 54%. بينما رُصدتْ أدنى المعدلات في محافظات جنوب الباطنة بنسبة 32%، وشمال الشرقية بنسبة 37%، وظفار بنسبة 39%، في حين كانت النسبة في مسقط 45%.

مسقط - الرُّؤية

ويزيدُ الشعورُ بالأمان الوظيفي بين الإناث 45%، بنسبة طفيفة عن الذكور 43%؛ حيث يُمكن إرجاع ذلك إلى أنَّ نسبة كبيرة من الإناث اللاتي شملتهن العينة يعملن في القطاع الحكومي، والذي تزيد فيه درجة الأمان الوظيفي بدرجة كبيرة عن المشتغلين بالقطاع الخاص أو العائلي؛ حيث تبلغ النسبة في القطاع الحكومي 67%، مقارنة مع 24% في القطاع الخاص أو العائلي.

قلق الباحثين عن عمل

وترتفع نسبة الشعور بالقلق من عدم الحصول على فرصة عمل في أوساط الباحثين عن عمل والطلاب المتفرغين وربات البيوت؛ لتصل إلى نسبة 60% (3 من كل 5)، مقابل 40% لا يشعرون بالقلق من عدم الحصول على فرصة عمل.

وتتفاوت نسبة القلق في المحافظات؛ حيث توجد أعلى مستويات القلق من عدم الحصول على عمل في محافظة مسندم بنسبة 86%، تليها الوسطى بنسبة 76%، ثم جنوب الشرقية بنسبة 73%، والبريمي بـ72%، بينما توجد أقل مستويات القلق في محافظات الداخلية بنسبة 43%، وجنوب الباطنة بنسبة 52%، وظفار بنسبة 58%؛ في حين كانت نسبة القلق من عدم الحصول على فرصة عمل في محافظة مسقط 59%.

ويزيدُ مستوى القلق من عدم الحصول على فرصة عمل في المستقبل بدرجة طفيفة بين الإناث لتبلغ نسبته 60% عندهن، مُقارنة بـ58% لدى الذكور، كما تزيد نسبة القلق لدى الحاصلين على تعليم أعلى من الثانوي لتصل إلى 79%، مقارنة بـ57% للحاصلين على تعليم ثانوي، و59% للحاصلين على تعليم أقل من ثانوي.

مهارات التعليم

وفيما يخصُّ التعليم ومهارات الحياة، أظهرتْ نتائج الاستطلاع أنَّ الشباب العُماني يعتقدون أنَّ أكثر المهارات التي يُوفرها النظام التعليمي هي الثقة في التواصل والتفاهم بشكل فعَّال مع زملائهم ورؤسائهم في العمل؛ حيث ذكر ما يقارب الـ7 من كل 10 من الشباب، أنَّ هذه المهارة متوفرة بدرجة عالية جدا 25%، أو عالية 46%. وفي المقابل، نجد أنَّ نصفَ الشباب فقط ذكروا أنَّ النظام التعليمي يُوفر مهارات التعامل وإيجاد حلول لخلافات الأسرة وخلافات العمل والدراسة.

كما أظهرتْ النتائج وُجود بعض التباين في الآراء حول مدى توفير النظام التعليمي للمهارات الحياتية الأساسية للطلاب؛ حيث تبيَّن أنَّ الإناثَ يعتقدن بدرجة أكبر من الذكور أنَّ النظام التعليمي الحالي بالسلطنة يُوفر المهارات الأساسية للطلاب؛ حيث يعتقد 65% من الإناث -على سبيل المثال- أنَّ النظام التعليمي يُوفر للطلاب مهارة مُواجهة التحديات في الحياة الشخصية والعملية، مقابل 59% فقط من الذكور.

وبشكل عام، جاء التَّواصل بشكل فعَّال مع الزملاء والرؤساء في العمل في مقدِّمة المهارات الحياتية التي يرى الشباب أنَّ النظام التعليمي يُوفرها للطلاب، ثم يليها مواجهة التحديات في الحياة الشخصية والعملية، ثمَّ تنظيم إدارة وقت الفراغ ووقت العمل، ثم اتخاذ القرارات في مواقف الحياة الحقيقية، وأخيرا التعامل مع الخلافات الأسرية وخلافات العمل.

كما أظهرتْ نتائج الاستطلاع أنَّه كلما ارتفع المستوى التعليمي، انخفض الاعتقاد بتوفير النظام التعليمي للمهارات الحياتية الأساسية، ومثال ذلك: مهارة تنظيم وإدارة وقت الفراغ ووقت العمل؛ حيث يعتقد 65% من الشباب الحاصلين على تعليم أقل من الثانوي أنَّ النظام التعليمي يُوفر هذه المهارة مقابل 48% فقط من الحاصلين على تعليم أعلى من الثانوي.

كما ينخفضُ الاعتقادُ بتوفير النظام التعليمي للمهارات الحياتية الأساسية مع زيادة العمر بين الشباب؛ فمثلا تصلُ نسبة من يعتقدون أنَّ النظام التعليمي يُوفر مهارة التواصل بشكل فعال مع الزملاء والرؤساء في العمل بين الشباب في الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة إلى 74%؛ بزيادة 9 درجات مئوية عن الشباب في الفئة العمرية الأكبر (من 25 إلى 29 سنة).

التواصل الاجتماعي

وحول استخدام أدوات التواصل الاجتماعي، أوضحتْ نتائج استطلاع قيم الشباب العُماني أنَّ استخدام الانترنت وأدوات التواصل الاجتماعي -مثل: فيسبوك، وتويتر، والمنتديات الإلكترونية...وغيرها- تنتشرُ بين الشباب بدرجة كبيرة؛ حيث ذكر 64% ممن شملهم الاستطلاع أنَّهم يستخدمون أدوات التواصل الاجتماعي بين مرة على الأقل كل ساعة يوميا (بنسبة 12%)، إلى استخدامها مرة أو مرتين فقط شهريا (6%).

كما لوحظ وجود تفاوت كبير في مدى استخدام أدوات التواصل الاجتماعي بحسب كل محافظة؛ حيث إنَّ أعلى مستويات الاستخدام كانت في مسقط بنسبة 81%، تليها البريمي بنسبة 78%، ثم الظاهرة بنسبة 73%، بينما توجد أقل مستويات الاستخدام في محافظات جنوب الباطنة بنسبة 54%، والداخلية بنسبة 56%، والوسطى بنسبة 57%.

ويزيدُ مُعدَّل استخدام أدوات التواصل الاجتماعي بين الذكور عن الإناث؛ حيث تقول نتائج الاستطلاع إنَّ نصف الذكور يستخدمون تلك الوسائل بشكل يومي، مقابل 37% فقط من الإناث.

كما يزيدُ استخدام أدوات التواصل الاجتماعي بارتفاع المستوى التعليمي بشكل عام.. فاثنان تقريبا من كل 5 (58%) من الشباب الحاصلين على تعليم أعلى من الثانوي يتردَّدون على تلك المواقع بشكل يومي، مقابل 34% فقط من الحاصلين على تعليم أقل من الثانوي.

كذلك تقل كثافة زيارة مواقع التواصل الاجتماعي مع تقدم العمر؛ حيث نجدُ أنَّ 47% من الشباب في الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة يستخدمون تلك المواقع يوميًّا، مقابل 39% للشباب في الفئة العمرية الأكبر (من 25 إلى 29 سنة).

وتتباينُ آراء الشباب حول مدى الأمان في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وما يُمكن أن ينشروه أو يشاركوه على صفحاتهم بشكل آمن.

ويرى ثلثا الشباب تقريبا (63%) أنَّ تلك المواقع آمنة جدا أو آمنة إلى حد ما لعرض ومشاركة الآراء الخاصة ووجهات النظر، كما نجد أنَّ هذه النسبة تنخفض بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بمشاركة البيانات الشخصية؛ حيث تصل إلى 29% أو الصور والفيديوهات الخاصة والعائلية لتصل إلى 21%.

ويتفاوتُ الاعتقاد بمدى الأمان في استخدام أدوات ومواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يزيدُ الاعتقاد بأمانها عند استخدام البيانات الشخصية بين الذكور (35%) عن الإناث (22%)، أو الصور والفيديوهات الشخصية (25% للذكور، مقابل 16% للإناث). وفي المقابل، يزيدُ الاعتقاد بالأمان فيما يتعلق بمشاركة الآراء الخاصة ووجهات النظر بين الإناث (70%) عن الذكور (58%).

كما يزداد الشعور بالأمان مع ارتفاع مستوى التعليم؛ وذلك عند مشاركة الآراء الشخصية ووجهات النظر، بينما يقل عند مشاركة الصور والفيديوهات الشخصية والعائلية، في حين لا تختلف النسب المتعلقة بمشاركة البيانات الشخصية.

كذلك تقل نسبة الاعتقاد بالأمان عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مع تقدُّم العمر، خصوصا فيما يتعلق بنشر ومشاركة البيانات الشخصية.

الحالة الاجتماعية

وحَوْل الحالة الاجتماعية والأسرية للشباب، أظهرتْ نتائج استطلاع قيم الشباب العُماني أنَّ 42% ممن شملتهم العينة من المتزوجين حاليا، بينما كانت الغالبية (57%) منهم لم يسبق لهم الزواج، إضافة إلى نسبة قليلة لا تتعدى الـ1% من المطلقين والأرامل والمنفصلين.

كما يعيش ما يقارب نصف الشباب في العينة (52%) في أسر نووية (التي يعيش فيها الأب والأم وأبناؤهم غير المتزوجين فقط)، بينما يعيش الباقي (48%) في أسر ممتدة (التي يعيش فيها أقارب آخرون غير الأب والأم والأبناء غير المتزوجين).

وتزيد نسبة الشباب الذين يفضلون العيش في أسر ممتدة (53%) عن الذين يفضلون الأسر النووية (46.8%)، كذلك أعربت نسبة ضئيلة من الشباب (0.2%) عن رغبتهم في العيش بمفردهم.

وتوجد أعلى نسبة للشباب الذين يعيشون في أسر ممتدة في محافظات البريمي (63%)، والظاهرة (58%)، بينما توجد أعلى نسبة للشباب الذين يعيشون في أسر نووية بمحافظة مسقط (63%)، والوسطى (56%).

ويزيدُ تفضيل الأسرة النووية بدرجة طفيفة بين الإناث عن الذكور (48%، مقابل 46%)، كما يزيد تفضيلها بين أصحاب التعليم أعلى من الثانوي، وأيضا مع التقدم في العمر.

وحَوْل مدى إدراك الشباب بدور القيم الدينية في الحفاظ على تماسك الأسرة وترابط المجتمع، تشير نتائج الاستطلاع إلى أنَّ كلَّ الشباب في العينة تقريبا يُدركون مدى أهمية القيم الدينية للحفاظ على تماسك الأسرة وترابط المجتمع، وأنَّ النسبة العظمى من هؤلاء الشباب ذكروا أنَّ القيم الدينية مهمَّة جدا في هذا الخصوص، وفي المقابل ذكرت نسبة ضئيلة جدًّا لا تتعدى الـ0.6% أنَّهم محايدون، وأنَّ القيم الدينية ليست ذات أهمية كبيرة لتماسك الأسرة وترابط المجتمع.

تعليق عبر الفيس بوك