شكرًا لكم مولاي قابوس المعظم

 

سارة البريكيَّة

تشاركنا -نحن العمانيين- هذه الأيام والأيام التي سبقتها كثيرٌ من شعوب الأرض أفراحَ مقدم مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ومنذ أن وطأ -أعزه الله- أرض المطار السلطاني عائدًا من رحلة العلاج التي كانت بألمانيا، وتشرفنا -نحن العمانيين- بعودة جلالته معافى ونحن نعيش أفراحا كبيرة، ونترجم على أرض الواقع جملة من المشاعر الفيّاضة المزهوة المنتشية سرورًا وسعادة بعودة جلالته بعد مدّة قضاها خارج الوطن الحبيب لأسباب نعلمها جميعا، فعودته أعادت إلينا الحياة، وأوقدت فينا العزم، وألهبت بداخلنا القوة، وعززت من مستوى الروح المعنويّة فينا ولدينا، فالحمدلله على سلامتك يا مولانا سليما معافى، والحمد لله على عودتك رافلا في ثوب الصحة والعافية.

... إنّ عمان يا مولاي المعظم تعيش بوجودكم فيها وبين أبنائكم منعّمين بالصحة والعافية، مرحلة جديدة من مراحل مسيرتها الخيرة الزاهية بكم، وبهذا الحدث العظيم والمناسبة الغالية تستشرف آفاق المستقبل بأنّه سيكون أفضل وأكثر رخاءً ونماءً وسعادة وأمن وأمانا، ليس فقط على شعبكم الأبي، بل على شعوب الأرض قاطبة؛ وذلك لما عرف عن جلالتكم أعزّكم الله من حب للسلام وخير للبشرية بأسرها، والعمل من أجل ذلك ليل نهار، وتكريس جل وقتكم، ليكون ذلك واقعا تنعم به الإنسانية جمعاء.

فحرصكم الدائم -أعزكم الله- على أن يعيش سكان الأرض في طمأنينة وسلام كان منذ الماضي شغلكم الشاغل، ونهجكم الحاضر والمستقبلي، وفكركم النيِّر السامي الذي أردتم من خلاله أن يتآخى الجميع، ويتحاب الكل، وهو مسار اختطتموه وأنتم موقنون منذ الوهلة الأولى بأنّه السبيل إلى التعايش السلمي، والطريق إلى التحاور البنّاء الهادف بين الجميع، فحينما يرجع الكثيرون للاحتكام إلى نهجكم السامي وحكمتكم السديدة في معالجتكم للقضايا الإقليمية والدوليّة وكافة الأمور العالقة، فإنّهم يجدون في ذلك ضالتهم، فيشرعون دائما إلى الاستفادة مما حفظه التاريخ لكم من أفعال وأقوال وحكم؛ وتمثل كل ذلك في كيفية وطريقة حل النزاعات بين الدول والأشقاء والأصدقاء والجيران بالطرق السلمية، فلست مبالغة إذا قلت أعزّكم الله بأنّكم خير وبركة على عمان وأهلها، وعلى العالم كله بما فيه الإسلامي والعربي.

إننا يا مولاي المعظم منذ عقود ونحن العمانيين نعيش في ظلالك وحماك، فأنت من نذر نفسه ليكون لعمان فأهلها، فكنت وفيًّا وعند الوعد والعهد الذي قطعته على نفسك، فلم تترك شبرًا في عمان إلا ووصله خيرك، ولم تجعل بقعة في عمان إلا وهي منعمة بمنجزات خيرك الميمون، ومزدانة بكل ما تحتاجه من خدمات وبُنى تحتيّة، فاهتممت جلالتكم أعزّكم الله بأن جعلت من الإنسان العماني نورًا وقادًا بمشاعل العلم والعمل، وينعا مغروسا بالتفاني والإخلاص والقيم والأخلاق والصفات الحميدة، فضرب وبلده عمان أروع الأمثلة في كل شيء، فكانت عمان الخير والأمان، ولتصبح واحدة من أهم البلدان التي يشار إليها بالبنان.

وواحدة من الدول التي يفاخر بها القاصي والداني، وتنظر لها شعوب المعمورة بفضل سياساتكم الحكيمة بكل احترام وتقدير، كانت عمان يا مولاي المعظم في غيابكم ملحمة حب ووفاء، ولُحمة صمود وبناء، وكتلة مشاعر وأحاسيس مخلصة، دائمة تلهج بالدعاء بأن يحفظكم المولى عزّ وجل من كل سوء وشر ومكروه، والحمد لله كان لها ما أرادت، فاستجاب لنا ربّ العزة والجلال، وأعادكم إلينا سالمين غانمين.

فيا مولاي المعظم، إنّكم طوَّقتمونا إجلالا وشرفًا، وغمرتمونا عزًا وألقًا وفخرًا، ومنحتمونا مجدًا وسموًا، فكنتم وما زلتم سلطانا رحيمًا بنا أزحتم عنا ظلاما دامسا، وأبعدتم عنا شبح الجهل والتخلف، ونقلتمونا إلى مرحلة نوعية، حيث أعدنا في عهدكم الميمون مجدنا الضارب في عُمق التاريخ والأصالة ودورنا الريادي في صرح الحضارات القديمة.

مولاي المعظم، إنَّ حبنا لكم ملأ القلوب والحنايا ونحن لتونا نبصر الوجود، وعشقنا لكم غمرنا ونحن للتو تتفتح بصائرنا على ما حققتموه وأعليتم من شأنه، وعلى ما صنعتموه من منجزات هي شواهد حيّة إلى أن يرث الله ومن عليها على ما قمتم به وأنجزتموه، فيا مولاي نحن فداء لكم، ونعاهد الله ثم نعاهدكم، بأننا خلفك ماضون بلا شقاق ولا فتن، وسائرون بلا خوف ولا وجل. وإنك يا مولاي المعظم لو شققت قلوبنا لوجدتها تخفق بحبكم، وتنطق باسمكم، وتلهج بذكركم، وتكبّر من أجلكم ولأجلكم، فإنّ بلدنا عمان يا مولاي المعظم بفضلكم أصبحت دولة ذات كيان ومكانة مرموقة وسيادة، ونعيش بفضل وجودكم بيننا في نعم كثيرة، وفي خير عميم، ولا نملك إزاء ما قدمتموه لنا إلا أن نشكر الله تعالى على أن منحكم الصحة والعافية، وأعادكم إلينا وأنتم بخير وعافية، فكم هي جميلة أيامنا الحالية يا مولاي وأنتم بيننا، وكم هي رائعة حياتنا الآنية يا مولاي وأنتم ترفلون بثوب العافية بين ظهرانينا.

... إنّ عمان وأهلها يا مولاي المعظم وهم ينعمون بوجودكم بينهم، ليتضرعون إلى الله تعالى أن يبقيكم ذخرًا وفخرًا، وأن يسبغ عليكم مزيدًا من الصحة والعافية والراحة، مؤكدين بأنّ لكم في قلوبنا مكانة، ولكم في صدورنا قيمة منذ أن أطلّ شخصكم المفدى علينا في الثالث والعشرين من يوليو المجيد من عام 1970، فنسأل الله أن يحفظكم من كل سوء وشر ومكروه.

شكرًا لكم مولاي قابوس المعظم، مع التسليم بأنّ الكلمات كلها لو اجتمعت فلن توفيكم حقكّم في التعبير عن صادق مشاعرنا وحبنا وولائنا لكم.. فدمتم بالخير والعافية منعّمين.

Sara_albreiki@hotmail.com

 

 

 

سارة البريكيَّة

 

 

تعليق عبر الفيس بوك