يزدحم جدول أعمال القمة العربيّة العادية السادسة والعشرين التي بدأت أعمالها أمس في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية بالعديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى ما تشهده الساحة العربية من تطورات متسارعة.
والموضوع الذي يتصدر أجندة القمة التي تحمل شعار "سبعون عامًا من العمل العربي المشترك" وذلك تزامناً مع الذكرى السبعين لنشأة جامعة الدول العربية، هو صيانة الأمن القومي العربي، وكيفية صيانته في ظل ما يكتنفه من تحديات بسبب ما تعانيه بعض الدول من تفشي ظاهرة الإرهاب؛ الأمر الذي يستوجب مناقشة مقترح تشكيل قوة عربية مشتركة للقضاء على هذا الخطر الذي يهدد العديد من دول المنطقة.
وفي ظل ما يعج به المشهد السياسي في الوطن العربي من أوضاع مأساوية في العديد من بلدانه، تكرّس القمة جزءًا كبيرًا من وقتها لإيجاد حلول سياسيّة للأزمات الراهنة في المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة اليمنيّة والسوريّة والليبية إضافة إلى القضيّة الفلسطينيّة والوضع في العراق. وهي أوضاع تحتاج تدخلا عاجلا لحلّها حتى لا تستفحل وتلقي بظلالها السالبة على الأمن القومي العربي برمته، وتتسبب في زعزعة استقرار الدول العربية بأجمعها.
إنّ الجميع يعلق آمالا عراضًا على هذه القمّة لخروج الأمة من هذه المرحلة الحالكة من تاريخها بسبب التحديات الخطيرة التي تواجهها والتي ينبغي توحيد الجهود لمواجهتها دون تأجيل.
كما أنّ هناك قضايا اقتصادية في غاية الأهمية تنتظر التوصل إلى توافق حيالها في هذه القمة؛ ومنها المنطقة التجارية العربيّة الحرة والاتحاد الجمركي.
ولا شك أنّ الجامعة العربيّة وبعد مضي سبعة عقود على إنشائها، في حاجة إلى إعادة نظر في أدائها بهدف تفعيلها وتنشيط مؤسساتها لتكون في مستوى التغييرات والتحديات التي تواجه الأمّة.