مسقط - تركي الحوسني
تصوير/ خميس السعيدي
افتتح مساء أمس الأول بفندق راديسون بلو بالخوير اجتماع تعزيز الرعاية السابقة للحمل في إقليم شرق المتوسط والذي تنظمه منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة وذلك تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة.
حضر حفل الافتتاح معالي الدكتورة مارجريت تشان مدير عام منظمة الصحة العالمية ومعالي الدكتور علاء الدين العلوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.
وفي بداية حفل الافتتاح ألقى معالي وزير الصحة كلمة أعرب فيها عن أهميّة الرعاية السابقة للحمل ومالها من تأثيرات على صحة وسلامة المجتمع وأهميّة اكتساب المعرفة التامة فيما يتعلق بهذا الموضوع وخصوصا في ظل ما تشهده المنطقة من تزايد للمواليد ممن يحملون الأمراض الوراثية مثل الأنيميا وغيرها من الأمراض إضافة إلى الاعتلالات الخِلقية ومشاكل التغذية. وكذلك أعرب عن شكره لمنظمة الصحة العالمية على اختيارها للسلطنة لعقد هذا الاجتماع والاجتماعات الأخرى خلال الفترة الماضية.
وأعربت معالي مارجريت تشان في كلمة لها عن بالغ شكرها لسلطنة عمان على استضافتها لهذا الاجتماع مشيرة إلى مدى التنظيم الرائع والدعم والتسهيلات التي تقدمها السلطنة لفعاليات وبرامج منظمة الصحة العالمية خلال الفترات السابقة. وأشارت كذلك إلى أهميّة الوصول لفهم مشترك لأهمية الرعاية في الفترة السابقة على الحمل ضمن استراتيجية شاملة للوقاية من وفيات الأمهات والأطفال وإصابتهم بالأمراض. وأشارت كذلك إلى أهميّة التعرف على الاحتياجات الصحيّة قبل الحمل وإجراء التدخلات الفعّالة المسندة بالبينات في ذات الشأن.
وألقى معالي الدكتور علاء الدين العلوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط كلمة أشار فيها إلى أن تقارير المنظمة تفيد بأن الأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية تصيب 2% إلى 5% من جميع الولادات الحية في إقليم شرق المتوسط وهو ما يصل إلى 30% من حالات الأطفال المحتجزين بالمستشفيات. كما وتشير التقارير ذاتها إلى أنّ هذه الأمراض والتشوّهات هي السبب في نصف وفيّات الأطفال تقريبًا في بعض البلدان.
وبيّن معاليه أنّه يمكن عزو حجم المشكلة التي تمثلها هذه الاضطرابات في الإقليم إلى عدد من العوامل أهمها ارتفاع معدلات الزواج بين الأقارب وحمل الأمهات في سن صغيرة أو بعد تقدم السن بهن، وسوء التغذية، وسوء الحالة الصحيّة للأمهات قبل الحمل، وغياب تدابير الصحة اللازمة للتصدي لهذه العوامل.
وكان الاجتماع الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام وتشارك فيه نخبة من الخبراء الدوليين والمحليين إضافة إلى خبراء من منظمة الصحة العالمية من المختصين في مجال الرعاية السابقة للحمل والأمراض الوراثية وصحّة الأمهات والأطفال قد بدأت أعماله صباح أمس الاول وتمّ طرح مجموعة من أوراق العمل.
وناقشت ورقة العمل الأولى بناء الأدلة على الرعاية السابقة للحمل التي تناولت نظرة عامة على الرعاية ماقبل الحمل في منظمة الشرق الأوسط: الأعباء والاستجابة. وكذلك أصول التطورات في الرعاية ما قبل الحمل في الصحة والمرض: الأدلة وخطط العمل. ونظرة عامة على التدخلات الفعالة لمعالجة المشاكل وعوامل الخطر في الرعاية ما قبل الحمل. وتكلفة التدخلات الفعالة في الحد من الأضطرابات الخلقية.
وتطرّقت ورقة العمل الثانية إلى موضوع حماية الصحة وتعزيزها والتي استعرضت فيها السلطنة تجربتها في تنفيذ برنامج الرعاية السابقة للحمل. وكذلك استعرضت مجموعة من الدول تجربتها في هذا الشأن ومنها الأردن والبحرين والعراق وإيران ودولة الإمارات.
وتتضمن الرعاية السابقة للحمل مجموعة من التدخلات تهدف إلى تحسين الحالة التغذوية والنفسية للمرأة والاكتشاف المبكر للأمراض لمنع انتقالها للجنين أثناء الحمل وبالتالي تقليل العيوب الخلقية. وكذلك تتضمن الفحص ما قبل الزواج للتقليل من الأمراض الوراثية، وتغيير عوامل الخطر بما يسهم في تحسين نتائج صحة الأمهات والاطفال ويأتي انعقاد هذا الاجتماع من أجل استعراض الاحتياجات الصحيّة في المرحلة السابقة للحمل ووضع الخطط لها وتنفيذها ورصدها وتقييمها. وكذلك إطلاع المشاركين على أحدث التدخلات المسندة بالبينات وذات الفاعلية في هذا المجال. إضافة إلى العمل على وضع برامج وطنية شاملة للرعاية السابقة للحمل تدعمها سياسات ودلائل إرشادية ملائمة تراعي الأعراف الاجتماعية والثقافية للإقليم.