مسقط - يوسف البلوشي
تعد القلاع والحصون على الشريط الساحلي للسلطنة أحد أهم الروافد التي تمثل دعما كبيرا للسياحة، ويجب استغلالها بما ينعكس إيجابا على دعم صناعة السياحة الحديثة. واستطلعت "الرؤية" آراء المواطنين حول آليات الاستفادة من تلك القلاع في خدمة القطاع السياحي.
وقال عبدالرزاق الهوتي إن هذه القلاع التي تقع على الشريط الساحلي للسلطنة تمثل مزيدا من الدعم للقطاع السياحي في حال تمت الاستفادة منها على مستوى أكبر. وقال اسامة صالح من المصنعة إن القلاع والحصون تنتشر في الكثير من المناطق على الشريط الساحلي العماني وتطل الشواهد شامخة بهيبة مطرزه الكثير من التاريخ الذي عاشته في عمان على مدى العقود الماضية، ويحب الكثيرون الدخول إليها ومشاهدة ما تحويه. وقال يحيى العنقودي إن هذه القلاع تمثل رافدا سياحيا معروفا ولها مع البحر حكايات يجب ان تستغل في التعريف بها وتمكينها للسياحة المحلية والدوليه كونها من عوامل الجذب المعروفة .
وتوجد على الشريط الساحلي للسلطنة الكثير من القلاع والحصون، وفي مسقط مثلا نجد قلعتي الجلالي والميراني اللّتان تقعان على مدخل خليج عُمان، بولاية مسقط، في محافظة مسقط، وهما من أشهر القلاع العُمانية. وقد بُنيت قلعة الميراني قبل قدوم البُرتغاليين إلى عُمان، وكانت على شكل برجٍ كبيرٍ. وفي عام 1588م، أعاد البُرتغاليون بناء القلعة، على أنقاض المبنى القديم وأضافوا إليها منصّاتٍ للمدافع ومخازن وسكن للقائد ومحل للعبادة. وتمّ توسيع القلعة وإيصالها إلى حجمها الحالي في عهد كلّ من الإمام أحمد بن سعيد، مُؤسّس الدّولة البوسعيدية في القرن الثامن عشر، وحفيده السّي سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر.
أمّا قلعة الجلالي، فتطلّ على خليج عُمان في الجهة الشمالية الشّرقية من مدينة مسقط. وكان البرتغاليون قد أكملوا بناءها عام 1587م، وتمّ تطويرها إلى الوضع الذي نشاهدها عليه اليوم، في عهد السيد سعيد بن سلطان، في بداية القرن التّاسع عشر. وفي عهد السّلطان قابوس بن سعيد، تمّ تجديد القلعة وتهيئتها لتصبح متحفًا.
وفي بركاء توجد هناك العديد من القلاع والابراج التي تعتبر احد اهم المزارات السياحية حيث يوجد بها (20) معلماً حضارياً أهمها قلعة بركاء وحصن النعمان وسور الحكمان، وبها عشرون معلما أثريا من الأبراج والحصون والأسوار، أشهرها حصن الولاية الذي كان مقرا للحكم متخذا موقعا على الساحل ملتصقا بالسوقثم "بيت الفليج" الذي بناه السيد سلطان بن احمد. وفي منطقة "السوادي" توجد شبه جزيرة سياحية، تتميز بجمال شواطئها ومناظرها الخلابة.
وفي مرباط وطاقة بصلالة الكثير من المعالم السياحية وايضا القلاع البحرية التي لها تاريخ يسهم في تفعيل الحراك السياحي فمثلا ولاية طاقة من الآثار المعروفة في ولاية طاقة مدينة سمهرم بمينائها الشهير التي تعد من أقدم المدن الأثرية حيث يعود تاريخها للألف الثالث قبل الميلاد حتى أن النقوش الحميرية لا تزال واضحة على جدران القلعة وأعمدتها الموجودة هناك.
ويعد مينائها من أقدم الموانئ في جنوب شبه الجزيرة العربية وكان يجري استخدامه في تصدير المنتجات والسلع المحلية إلى بلدان العالم وفي مقدمتها - بالطبع - اللبان والذي وصلت تجارته إلى مصر الفرعونية - خاصة في عصر الملكة حتشبسوت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد - وهو ما يؤكده العثور على رسم لسفينة فرعونية كانت ترسو في ميناء سمهرم وهو الرسم الموجود حاليا في أحد المعابد بوادي الملوك في مدينة الأقصر الأثرية المصرية .
وتوجهت عدة بعثات أثرية لاكتشاف مدينة طاقة وتوابعها - وحديثا - ومن أهم هذه البعثات الفريق الأمريكي لدراسة الإنسان -حيث تم العثور- في عام 1952 على بقايا من المنحوتات الحجرية وبعض التماثيل كما اعتبرت بئر القلعة الموجودة هناك - بهندستها الرائعة وأحواضها الحجرية - من المعالم الأثرية الدالة علة الفن المعماري المتميز قديما . كما يوجد على القمتين الواقعتين على مدخل الميناء بقايا أسوار وجدران محصنة .
ويعد حصن طاقة وأثار قلعة "غصبار" التابعة لمدينة الحق من المعالم الأثرية هناك كما توجد مقابر قديمة ترجع لفترات ما قبل الإسلام في شرق وغرب خور"صولي". وإذا كانت الآثار الضاربة في القدم لمدينة طاقة ومينائها - سمهرم - تعتبر من المعالم المهمة التي تستحق وضعها في عداد موقع متميز على الخارطة السياحية للسلطنة فإن الشواطئ الفضية لمدينة طاقة وعيونها المائية الثلاث في ( دربات وطبرق واثوم ) وكهوفها ومغاراتها وخيرانها تتكامل جميعها لتضعها في مركز الصدارة السياحية مع غيرها من المواقع الهامة في محافظة ظفار.