سيظلُّ تاريخُ الثالث والعشرين من مارس محفورًا في عَقْل وقُلوب العُمانيين، ومسطَّراً بأحرفٍ من نُوْر في تاريخنا الحديث؛ باعتباره اليومَ الذي عادَ فيْه محفوفاً برعاية الله سبحانه وتعالى وتوفيقه، حَضْرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى أرض الوطن، مكلَّلا بتمام الصحة والعافية، بعد استكمال جلالته البرنامج الطبي بجمهورية ألمانيا الاتحادية، والذي كُتب لنتائجه النجاح التام.
هذه اللحظة التي طالما ترقَّبها الشَّعب الوفي طِيْلة الشهور الماضية لتُعانق أشواقه المقدم الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أيَّده الله.
... لقد انخرطَ أبناءُ عُمان خلال الفترة الماضية في دُعاء وابتهال للخالق -جلت قدرته- بأنْ يمُنَّ على حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أبقاه الله- بالشفاء والعافية والعودة سالماً إلى أرض الوطن، وأن يحفظ جلالته على الدَّوام ويُبقيه سندا وذخرا وفخرا لعُمان.. وها هي دَعَواتهم تُستجاب، وآمالهم تتحقَّق بعودة جلالته الميمونة -حفظه الله ورعاه- لمواصلة مسيرة النهضة الشاملة التي يشهدها الوطن العزيز في جميع المجالات.
تعيشُ عُمان اليوم فَرْحَة عارمة، وتعتملُ النفوسُ بمشاعر التفاني والولاء لعاهل البلاد المفدَّى.. مشاعر نابعة من قُلوب تفيضبالحبِّ الكبير الذي تُكنُّه لجلالته، والامتنان العظيم للقائد المفدَّى عرفاناً بما حقَّقه جلالته لهذا الشعب الأبي من رِفْعة وعزَّة وتقدُّم. إنَّ تعبيرَ الشعب الوفي عن مشاعره الجيَّاشة تجاه سُلطان البلاد المفدَّى، تجسيدٌ حيٌّ لعُمْق العلاقة التي ترسَّخت طوال السنين الماضية من عُمْر مسيرة النهضة المباركة بين القائد المفدَّى والشعب، كما يعكسُ هذا التعبيرُ عن الحب والامتنان والولاء والعرفان، التلاحمَ الذي تشهده عُمان بين القائد الملهم وشعبه الوفي؛ ممَّا يُشكِّل نموذجًا فريدا في العلاقة بين القائد والشعب، يَنْدُر أنْ يتكرَّر في أيِّ دولة أخرى.
ولقد اتَّضح جليًّا للعالم أجمع خلال الفترة الماضية، مَدَى تفرُّد ومَتانة العلاقة التي تربط بين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ولأبناء شعبه الأوفياء على امتداد هذه الأرض الطيبة، كما تابع العالم تَوْق أبناء الشعب العُماني للتعبير عن حُبِّهم وولائهم لجلالة سلطان البلاد المفدَّى قائدا ورمزا وبانيا للنهضة الحديثة، ورُبَّانا ماهرا للسفينة العُمانية في مسيرتها صَوْب التقدُّم والازدهار.