العودة الميمونة لجلالة السلطان فرصة للتعبير عن الحب والولاء لباني النهضة العمانية الحديثة

◄ جلالته أرسى أسسا راسخة لبناء دولة عصرية حديثة تقوم على مبادئ المواطنة والمساواة

◄ أبناء الشعب العماني يتوقون دوما إلى التعبير عن مكنون حبهم وتقديرهم واعتزازهم بقائدهم المفدى

◄ الأيام والأشهر الماضية أكدت متانة وعمق ما يربط جلالته وأبنائه الأوفياء على امتداد هذه الأرض الطيبة

أبرزتْ الأيام والأشهر الماضية مَتانة وعُمْق ما يربط بين حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وأبنائه الأوفياء على امتداد هذه الأرض الطيبة -على نحو واضح- جوانب ومعاني بالغة الدلالة لهذه العلاقة الخاصة والفريدة أيضا بين جلالة القائد المفدى وأبناء الشعب العماني الأبي داخل وخارج السلطنة. فبينما أحاطتْ قلوب وأفئدة العمانيين رجالا ونساء، صغارا وكبارا، شبابا وشيوخا بحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- داعيْن المولى -عزَّ وجل- أنْ يمنح جلالته موفور الصحة والعافية، وأن يشمله برعايته، في حله وترحاله، فإنَّ أبناء الشعب العماني يتوقون في الواقع دوما إلى التعبير عن مكنون حبهم وتقديرهم واعتزازهم بقائدهم المفدى. وتشكِّل العودة الميمونة لجلالته إلى أرض الوطن وهو يرفل في ثوب الصحة والعافية ومحفوفا برعاية الله وتوفيقه، فرصة للتعبير عن بعض جوانب الحب والولاء والاعتزاز والامتنان لجلالة سلطان البلاد المفدى قائدا ورمزا وبانيا للنهضة العمانية الحديثة.

وفي هذا الإطار، فإنَّ الاستقبال الكبير لجلالته -أعزَّه الله- من جموع المواطنين والفرحة العارمة التي يُعبِّر عنها كلُّ أبناء الوطن بعفوية تامة بكل الوسائل وعلى كافة المستويات، ليست سوى جانب وثمرة من ثمار علاقة قوية وعميقة، أرساها جلالة السلطان المعظم -متعه الله بالصحة والعافية- منذ أن تولى جلالته مقاليد الحكم في البلاد في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م.

مسقط - العُمانيَّة

فعلى امتداد أربعة وأربعين عاما مضتْ، أرسى جلالة القائد المفدى الرمز والأب والسند -حفظه الله ورعاه- أسسا راسخة لبناء دولة عصرية حديثة، تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة والمشاركة الواسعة والفاعلة من جانب المواطن العماني في وضع وصياغة وتنفيذ برامج التنمية الوطنية في كافة المجالات وعلى كل المستويات. وقد حظي المواطن العماني منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة بثقة واهتمام ورعاية بالغة وضعته دوما في بؤرة اهتمامات القيادة الحكيمة، وفي مقدِّمة أولويات التنمية الوطنية، التي تشكل التنمية البشرية المستدامة إحدى أهم ركائزها. وقد أكد جلالته -أبقاه الله- دومًا على "قدرة العمانيين الواضحة على المشاركة بالفكر المستنير، والرأي الناضج في صنع القرارات التي تخدم وطنهم وترقى به، وتحقق له مكانة بارزة ومنزلة سامية بين الدول. وليس هذا بغريب على أبناء أمة يشهد لها ماضيها العريق ويدفعها حاضرها الزاهر إلى التطلع نحو آفاق واسعة من التقدم والتطور".

وجنبا إلى جنب مع بناء الإنسان العماني وإعداده وتدريبه على أفضل نحو ممكن للقيام بدوره ومسؤولياته كشريك في صياغة وتنفيذ برامج التنمية الوطنية وتحقيق حياة أفضل في كل المجالات، حرص جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- على تشييد واستكمال وترسيخ البناء المؤسسي للدولة العصرية لتكون دولة مؤسسات وعلى نحو يحقق قيام مختلف مؤسسات الدولة: التنفيذية، البرلمانية والقضائية، والخدمية، بدورها، وعلى نحو يتمشى مع النظام الأساسي للدولة وتعديلاته، وكذلك مع القوانين المعمول بها. وبما يتيح في الوقت ذاته للمواطن القدرة على المشاركة الإيجابية البناءة والمستمرة في جهود بناء الوطن وتوجيهها من ناحية، وبما يكفل كذلك تحقيق مزيد من التقدم والرخاء عبر التعاون والتنسيق بين كل مؤسسات الدولة التي تعمل بتناغم وترابط وتكامل، وصولا إلى تحقيق الأهداف التي تضعها القيادة الحكيمة وفق الأولويات التي تتطلبها كل مرحلة من ناحية ثانية.

مثال للترابط والتماسك

والأمثلة أكثر من أن تحصى في كل المجالات وعلى كافة المستويات التنفيذية والبرلمانية والخدمية، وعلى مستوى المجالس المحلية في المحافظات واللقاءات المشتركة بين مجلس عمان (بجناحيه مجلس الدولة ومجلس الشورى) وبين مجلس الوزراء وسبل التنسيق بينها، فهي تعدُّ نموذجاً واضحاً لما يحرص عليه جلالته -أبقاه الله- من ترابط وتماسك بين أبناء هذه الأرض الطيبة. وإذا كان حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- قد جعل المواطن العماني بمثابة "كلمة السر" في النهضة العمانية الحديثة؛ حيث تحظى قطاعات الشباب والمرأة العمانية باهتمام ورعاية خاصة في إطار الثقة والتقدير والدعم الذي يحظى به المواطن العماني من المقام السامي فإنه ليس من المصادفة على أي نحو أن يكون المواطن العماني هو قطب الرحى في جهود التنمية الوطنية، وبرامجها الاقتصادية والاجتماعية وعبر خطط خمسية متتالية؛ حيث يشكل هذا العامُ العامَ الثالث في خطة التنمية الخمسية الثامنة (2011- 2015). وقد أكد جلالة القائد المفدى على العناية بالأبعاد الاجتماعية والتنمية البشرية المستدامة في الرؤية العمانية للتنمية طويلة المدى (2040) التي بدأ الإعداد لها من الآن. ومن شأن هذه الاستقبالات الحافلة والتعلق العميق بجلالة القائد المفدى الذي انتظره المواطنون بشوق عودته بصحة وعافية أن يفسِّر جانبا من هذه العلاقة الفريدة.

تحولات اقتصادية كبيرة

والجدير بالذكر أنَّه في حين حقق الاقتصاد العماني تحولات كبيرة ومعدلات نمو هي الأفضل عربياً على مدى النصف قرن الممتد من العام 1960 وحتى 2010، فإنَّ إستراتيجية تنويع مصادر الدخل القومي في السلطنة والحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل القومي والعناية بقطاعات الزراعة والصناعة والسياحة والتعدين والعمل على استثمار الموقع الجغرافي المتميز للسلطنة وتحويلها إلى مركز لوجيستي عالمي بين منطقة الخليج وبين العالم من حولها، عبر تطوير الموانئ العمانية والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تعطي في الواقع ثمارها ونتائجها الطيبة والملموسة في مختلف المجالات خاصة في ظل الدور والاهتمام المتزايد للقطاع الخاص ودوره كشريك في جهود التنمية الوطنية.

ومن المعروف أنَّ استثمارات القطاع الخاص تشكل نسبة كبيرة من استثمارات الاقتصاد العماني، وفق خطة التنمية الخمسية الثامنة (2011-2015)، خاصة وأنه يتم العمل لتوفير المزيد من التسهيلات الجاذبة للاستثمار القادرة على الاستفادة من الفرص والإمكانات الكبيرة للاقتصاد العماني. وقد أكد جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- على أنَّ "القطاع الخاص هو إحدى الركائز الأساسية في التنمية سواء بمفهومها الاقتصادي الذي يتمثل في تطوير التجارة والصناعة والزراعة والسياحة والمال والاقتصاد وبشكل عام أو بمفهومها الاجتماعي الذي يتجلى في تنمية الموارد البشرية وتدريبها وتأهيلها وصقل مهاراتها العملية والعلمية وإيجاد فرص عمل متجددة وتقديم حوافز تشجيع الالتحاق بالعمل في هذا القطاع. ولعله من الأهمية بمكان التأكيد على أنَّ من أبرز ما يميز مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- أنه رغم ما تحقق وما يتحقق من إنجازات في كل المجالات وعلى كافة المستويات، إلا أنَّه دوماً تم الحفاظ على الهوية الوطنية، وعلى التقاليد العمانية الأصيلة التي ظلت واضحة ومعبرة عن نفسها على نحو واضح وملموس في كل مناحي الحياة على امتداد هذه الأرض الطيبة.

نموذج حضاري

ومن ثمَّ، فإنَّه لم يكن غريباً ولا مفاجئاً -بحكم ذلك كله- أن تنجح عمان في بناء نموذج حضاري يتميَّز بالقدرة على التقدم والازدهار، وتتوفر له في الوقت ذاته كل مقومات الأمن والاستقرار والأمان ويتمتع بعلاقات طيبة وإيجابية مع كل الدول الشقيقة والصديقة من حوله، وعلى امتداد العالم. ويعود ذلك في الواقع إلى حكمة وبُعد نظر جلالة القائد المفدى وإلى الأسس التي ترتكز عليها سياسات عمان وعلاقاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية ومواقفها حيال مختلف القضايا الخليجية والعربية والدولية.. وهو ما جعل السلطنة تتمتع باستمرار بتقدير واهتمام ومكانة رفيعة على كافة المستويات الشعبية والرسمية في المنطقة وعلى امتداد العالم. وفي ضوء ذلك كله، يشعر الإنسان على هذه الأرض الطيبة دوماً بالثقة والاطمئنان فربان السفينة -حفظه الله ورعاه- الذي تحفه أفئدتنا وقلوبنا يقودها دوماً بحكمة بالغة إلى بر الأمان بغض النظر عما تموج به المنطقة من تطورات وأحداث متلاحقة.. فعمان ظلت وستظل دولة سلام واستقرار ومقصداً لكل من يعملون بجد وإخلاص من أجل استقرار وأمن ورفاهية شعوب هذه المنطقة ودعم السلام والاستقرار فيها ومن حولها وحل مشكلاتها عبر الحوار الايجابي وبعيداً عن استخدام القوة أو التلويح بها أو التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. نعم إنها فرحة كبيرة حلَّت على قلوب ونفوس العمانيين وغيرهم من ساكني المعمورة بالعودة الميمونة لجلالة القائد المفدى -حفظه الله ورعاه ومتعه بالصحة والعافية- اليوم إلى عرينه وأبناء شعبه الوفي.. وبهذه المناسبة أيضاً، نجدِّد العهد والولاء أن نكون دوماً جنوداً أوفياء خلف قيادته الحكيمة، تحت راية جلالته الخفاقة ذوداً عن حياض الوطن، وحماية لمنجزاته ومكتسبات نهضته وتحقيقاً لمزيد من الآمال والطموحات لأبناء الشعب العماني الوفي فبقيادة جلالتكم تتحقق كل الطموحات.

تعليق عبر الفيس بوك