إيران تحذر القوى العالمية من الانجرار خلف مساعي تل أبيب لإفساد "مفاوضات النووي".. وتجدد حثها لاتخاذ موقف "متوازن"

طهران - الوكالات

جدد كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي، أمس، حثه للقوى العالمية لاتخاذ "موقف مشترك" للتوصل إلى اتفاق نووي نهائي "متوازن" مع الجمهورية الإسلامية، مع اقتراب الموعد النهائي للمفاوضات.. وقال عراقجي إنَّ إيران لاحظت انخفاضا في التنسيق بين مجموعة الدول الست، التي تضم الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، في أحدث جولة من المحادثات.

ونقلت محطة "برس تي.في" التليفزيونية الإيرانية الرسمية، أمس، عن عراقجي قوله "أعتقد أن المطلب الأكثر إلحاحًا من أي شيء آخر هو التنسيق بين الطرفين للتوصل لوجهة نظر مشتركة في المحادثات". وكانت الولايات المتحدة وإيران قد أوقفت المفاوضات النووية في مدينة لوزان السويسرية للتشاور، لكنهما تستأنفان المحادثات غدًا.

وأدلى عراقجي بهذه التصريحات في الوقت الذي أرسلت فيه إسرائيل مبعوثين إلى فرنسا لمنع ما تعتبره "اتفاقا سيئا".

وقال يوفال شتاينتز وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، أمس، إنَّه "من المرجح" أن تبرم القوى العالمية وإيران "اتفاقا سيئا" بشأن برنامج إيران النووي.. مؤكدا أنه سيواصل الضغط لتشديد شروط أي اتفاق قبل استئناف المحادثات هذا الأسبوع.. وقال شتاينتز لرويترز في مقابلة قبل اجتماعه بمسؤولين فرنسيين في باريس "نعتقد أنه سيكون اتفاقا سيئا ومنقوصا... يبدو من المرجح جدا أن يحدث ذلك للأسف".

وتابع بأنَّ الاتفاق الذي يجري بحثه سيمكن إيران من البقاء على أعتاب القوى النووية ولكنه مادام لم يستكمل بعد فستشير إسرائيل لقوى التفاوض إلى "ثغرات ومصاعب" يمكن تحسينها.

وفي المقابل، أكد السناتور الجمهوري ماك كين أن مجلس الشيوخ الأمريكي سوف يعارض أي اتفاق نووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتوصل إليه الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ وذلك في تحذير وجهه إلي الأخير من مغبة توصل إيران إلى اتفاق نووي في المفاوضات التي تجريها مع القوي السداسية الدولية وتأكيده بأن مجلس الشيوخ سوف يرفض المصادقة علي أي قرار بهذا الخصوص.

وأکد السناتور الأمریكي الذی كان یتحدث لقناة سی.إن.إن أنَّ زملاءه فی مجلس الشیوخ سیستخدمون كل قوتهم لتكریس دورهم فی هذا الموضوع، ورأی أنَّ الاتفاق الذی سیتوصل إلیه أوباما لا یُمكن أن یحظى بمصادقة هذا المجلس. وأعرب عن اعتقاده بأنه لا حاجة للحصول علی دعم من المنظمة الدولیة فی هذا الخصوص؛ حیث إنَّ أصوات مجلس الشیوخ لعدم المصادقة علی مثل هذا الاتفاق یكفی. وكان زمیله ماركو روبیو ممثل ولایة فلوریدا قد أعلن فی وقت سابق أن علی الرئیس الأمریكی المقبل عدم الالتزام بالاتفاق النووی المحتمل مع إیران الإسلامیة الذی قد تصادق علیه الإدارة الأمریكیة الحالیة برئاسة أوباما. ورأی هذا السناتور الذی كان یتحدث مع وكالة الأنباء الأمریكیة الإسوشیتدبرس أنَّ بإمكان واشنطن فرض حظر أحادي الجانب وصفه بالمدمر ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.. واتهم الأخیرة بانتهاك بعض الشروط التی اتفقت علیها. والجدیر بالذكر أن أكثر من 47 نائبا أمریكیا بعثوا برسالة إلی المسؤولین فی إیران الإسلامیة أكدوا فیها عدم التزام الرئیس الأمریكی المقبل بأی اتفاق نووی یتم التوصل إلیه مع إیران.

وتسعى المحادثات إلى التوصل لاتفاق دائم لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية على طهران، وتقول إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، بينما يخشى الغرب من إمكانية أن يسمح لإيران بصنع قنبلة ذرية.

تعليق عبر الفيس بوك