مخترعون: نخشى تكرار"أزمة الجوائز" في النسخة الثانية من معرض الابتكارات

العوفي: الفائزون بالنسخة الأولى لم يحصلوا على جوائزهم لعدم وفاء "الحلول العبقرية" بالتزاماتها

المنذري: الشركة المنظمة تفتقر إلى الإحساس بالمسؤولية وأحبطت كثيرا من المبتكرين

حاردان: لابد من تلافي أخطاء التجربة الأولى وعدم استنزاف طاقات الشباب دون مقابل

الصالحي: عدم حصول الفائزين على جوائزهم يدفع الكثيرين إلى مقاطعة النسخة الثانية

الحارثي: المنظمون وعدوني بجائزة 200 ريال ولم أحصل عليها رغم مرور عام كامل

مؤتمر "مبتكرو الغد" يستعرض أوراق عمل لتقييم مخرجات مراكز الابتكار الصناعية

 

 

 

الرؤية - مالك الهدابي

تنظم شركة الساحل الشرقي النسخة الثانية من معرض الابتكارات العمانية الأحد المقبل، وتستمر فعالياته حتى الثلاثاء، بالتعاون مع حملة مبدعي عمان التطوعية وبرعاية وزارة التعليم العالي. وقد صاحب تنظيم النسخة الأولى من المعرض العديد من الأزمات حتى أنّ المبتكرين الفائزين لم يحصلوا على الجوائز حتى اليوم، وهو ما دعانا إلى لقاء عدد من ممثلي الجهة المنظمة للمعرض، وكذلك عدد من المبتكرين الفائزين لمعرفة الأسباب الحقيقية لعدم استلام الفائزين جوائزهم، والآليات التي تضمن عدم تكرار الأزمة في النسخة الجديدة للمعرض.

بداية، قال فارس بن محمد العوفي مشرف عام قسم التدريب بحملة مبدعي عمان التطوعية إنّ معرض الابتكارات العمانيّة الأول كان فكرة قسم الابتكارات العلمية بحملة مبدعي عمان في بذوره الأولى، وكنت حينها مشرفًا على قسم الابتكارات العلميّة بالحملة، لذلك تابعت تطور الفكرة منذ بدايتها حتى تمّ تطويرها وتنقيحها من قبل إدارة الحملة في الشكل النهائي، وبدأت مرحلة البحث عن شركة متخصصة في تنظيم المعارض، وتمّ التوصل إلى اتفاق مع شركة الساحل الشرقي لتنظيم المعارض لتتكفل بالتنظيم، وتلتها مرحلة البحث عن شركات ومؤسسات داعمة للمعرض وكان من بين الخيارات اللجنة الوطنيّة للشباب التي خاطبناها رسميًا من جهة الشركة المنظمة وتمّ تحديد موعد للاجتماع فعلا باللجنة وكنت أحد المشاركين في الاجتماع ممثلا للحملة كوني رئيسا للجنة التنسيق والمتابعة، التي هي إحدى اللجان المشكلة من قبل الحملة، ووافقت اللجنة على دعم المعرض بمبلغ 10 آلاف ريال عماني منها 8 آلاف ريال نقدًا و2000 ريال لتخليص إجراءات الوفود الأجنبية وإقامتها وبعض المطبوعات المتعلقة بالمعرض.

 

شح الدعم

وأوضح العوفي أنّ الدعم كان شحيحًا من جانب باقي المؤسسات لأنّ المخاطبات كانت عن طريق الشركة المنظمة، وهو ما دفع الحملة إلى مطالبة اللجنة الوطنية للشباب، لأن ينظم المعرض تحت إشرافها، حتى يتسنى للشركة المنظمة والحملة إرسال المخاطبات من خلال اللجنة لكل الجهات التي نطلب منها الدعم، ووافقت اللجنة على الطلب كونه يخدم الشباب، وشكلت لجنة برئاسة رئيس اللجنة الوطنيّة للشباب وعضوية الحملة وشركة التنظيم وممثلي الجهات المشاركة وبعض مؤسسات القطاع الخاص، وكان من بين الشركات المساهمة شركة الحلول العبقريّة التي تكفّلت بتوفير كافة الجوائز المقررة للفائزين في المعرض وهي عبارة عن تسجيل ملكية فكرية للأوائل إضافة إلى المبالغ النقدية المقررة للفائزين، بقيمة إجماليّة 3000 ريال عماني.

وأضاف مشرف عام قسم التدريب بحملة مبدعي عمان التطوعية أنّ المبتكرين الفائزين انتظروا بعد انتهاء المعرض للاتصال بهم من خلال الشركة لتسجيل ملكيّات فكريّة لابتكاراتهم الفائزة بالمراكز الأولى إضافة إلى المبالغ المقررة لهم ولبقيّة المراكز وعددها 18 مركزًا من كل فئات المسابقة، وظلت الشركة تماطل في تحديد موعد، وبعد عدة اجتماعات مع الشركة بحضور المبتكرين، وتأجيل أكثر من موعد، جاء موعد آخر اجتماع مع الشركة في أغسطس 2014م حيث قال عضو مجلس إدارة الشركة إنّ الشركة تواجه الكثير من المشكلات، وتمّ تغيير مجلس إدارتها وأنّها لن تتمكن من الوفاء بالتزاماتها السابقة، وهو ما زاد من تعقيد الأمر، وبات السؤال يتكرر على لسان المبتكرين في أكثر من موقف: من يسدد تكاليف تسجيل الملكية الفكرية للفائزين ويدفع مبالغ الجوائز المعلنة ومن يفي بالتزام شركة الحلول العبقريّة التي تبرأت مما سبق وأعلنت التزامها به.

وعن سبب عدم استمرار رعاية اللجنة الوطنية للشباب للمعرض، قال العوفي إنّ المعرض من أفكار حملة مبدعي عمان التطوعيّة ومن تنظيم شركة الساحل الشرقي ويحق لهما اختيار من يرعى ويُشرف على المعرض، وإذا كانت اللجنة أشرفت على النسخة الأولى فمن حق باقي الجهات التنافس للإشراف على النسخة الثانية، متمنياً تكاتف الجهود في سبيل الرقي بمهارات المبتكر العماني وتكريمه وإبراز أعماله للمجتمع، باعتبار ذلك ضمن أولويات الأب الأول للشباب العماني حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.

 

الإحساس بالمسؤولية

ومن جانبه، قال عبدالرحمن المنذري الفائز بالمركز الأول في معرض الابتكارات العمانية إنّ الشركة المنظمة للمعرض تفتقر إلى الإحساس بالمسؤولية ولعدم التزامها بوعودها تسببت في توقف الكثير من المشروعات الناجحة لعدد من المبتكرين الشباب في ظل التسويف وتجاهل الفائزين بالمعرض وسلب حقوقهم وعدم تسجيل براءات اختراعاتهم.

وتوقع المبتكر حسين حاردان من صلالة أن تكون النسخة الجديدة للمعرض أكثر تنظيمًا وأن يُحظى المعرض بمشاركة طيّبة من جانب المبتكرين، مع الحرص على تلافي أخطاء النسخة الأولى، مشددًا على ضرورة التأكد أولا من قدرة الشركات الراعية على الوفاء بالتزاماتها تجاه المبتكرين وحفظ حقوقهم، حتى لا تكون التجربة كلها مزيفة، متسائلا عن مصير جوائز الفائزين بالنسخة الأولى، وأشار إلى أنّ الإيجابيّة الوحيدة للمعرض تنظيم العديد من المحاضرات والورش التدريبية، منتقدًا استنزاف طاقات الشباب المشارك في شرح أفكار الاختراعات لضيوف المعرض لمدة 12 ساعة يوميًا دون مقابل في النسخة الأولى للمعرض.

 

مقاطعة النسخة الثانية

وقال المبتكر مروان الصالحي الذي فاز بالمركز الثاني بمشروع الطابعة اللاسلكية إنّ المعرض كان رائعًا بالقياس إلى أخطاء التجربة الأولى، لكن يبقى إحساس المبتكرين بالمرارة تجاه النسخة الأولى بسبب التسويف وعدم الوفاء بالوعود وعدم استلام جوائزهم حتى الآن، وهو ما يدفعهم إلى مقاطعة النسخة الثانية من المعرض، مشيرًا إلى أنّه يفضل المشاركة لأنّ الهدف من تلك المعارض ليس الحصول على جوائز فقط وإنّما هو فرصة لترويج الابتكار بحثًا عن فرصة لتحويله إلى واقع في خدمة المجتمع.

وعلى العكس من رأي الصالحي، قال المبتكر خالد بن سعيد الحارثي إنّ تنظيم النسخة الأولى من المعرض كان بالغ السوء، من بداية المعرض وحتى نهايته، وانتقد الاكتفاء بتبرير الأخطاء الفادحة بأنّها تأتي ضمن أخطاء التجربة الأولى، مؤكدًا أنّ المنظم المحترف يدرك جيدًا كيف تنجح الفعاليّة التي ينظمها بحكم خبرته مستفيدًا في ذلك من خبراته في تنظيم الفعاليات السابقة. وأضاف: شاركت في النسخة الأولى وحصلت على المركز الثاني بابتكار المنظم المدرسي الإلكتروني ووعدوني بجائزة ٢٠٠ ريال عماني، ولم أتسلّمها حتى الآن بعد مرور عام كامل.

 

مؤتمر "مبتكرو الغد"

وضمن فعاليات المعرض، يعقد مؤتمر "مبتكرو الغد" الإثنين المقبل، ويناقش عدة محاور، الأول بعنوان التجارب المحلية في توظيف الابتكار، ويشتمل على عدة أوراق عمل، الأولى بعنوان "مصنع لإنتاج مصانع لآخرين" للمهندس سالم بن حميد المحروقي، الذي يعرض نموذجًا لشركة راي بريسيشن الهندسية. وتحمل الورقة الثانية عنوان "طرق تقييم مخرجات مراكز الابتكار الصناعية" وتقدمها الدكتورة لونا استشاري الابتكار بالمؤسسة العامة للمناطق الصناعية. وتحمل الورقة الثالثة عنوان أمثلة واقعيّة لابتكارات المؤسسات العمانية الناشئة تحت إشراف إنجاز عمان ويقدمها المدير التنفيذي شبيب بن محمد المعمري، إلى جانب ورقة بعنوان المؤشرات الفعلية للابتكار في مدخلات ومخرجات المؤسسات العامة والخاصة وغير الرسميّة ويُقدّمها الدكتور محمد بن عادل المغيري من المحيط الأزرق الشاملة للاستشارات.

ويحمل المحور الثاني عنوان ضبط المفاهيم العامة حول الابتكار، ويستعرض عدة أوراق عمل من بينها ورقة "الأوساط الابتكارية والحاجة إلى كيانات مؤسسية وسياسات داعمة" من تقديم الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية من مجلس البحث العلمي، وتحمل الورقة السادسة عنوان "وسائل التحقق من صالة الابتكار على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي" من تقديم محمود بن عبد اللطيف الخطيب عضو سابق لفريق نشر الاختراع والتطوير.

ويختتم المؤتمر فعالياته الثلاثاء المقبل بالمحور الثالث بعنوان مسؤوليّة المبتكر تجاه مجتمعه، ويستعرض عدة أوراق عمل من بينها ورقة "غرس متعة الابتكار في المنزل والمدرسة" يقدّمها المبتكر هلال بن سالم السيابي، وورقة عن دور المعلم في توليد الشعور بمسؤولية المبتكرين لمجتمعاتهم من تقديم علي بن سالم الجابري من مجلس البحث العلمي وورقة "الضوابط الأخلاقيّة والتنظيمية والقانونية للمبتكرين" من تقديم المهندس عبدالله بن سعيد السعيدي الرئيس التنفيذي لشركة نفاذ للطاقة المتجددة، وورقة بعنوان المسؤولية الوطنية في ابتكار طرق جديدة لإستغلال الموارد الطبيعية من تقديم الدكتور خالد بن علي الهنائي من جامعة السلطان قابوس.

وتُعقد جلسة نقاشية بعنوان رؤى مستقبلية وتحديات ميدانية لتفعيل منظومة الابتكار الوطنية في عمان بمشاركة صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد وصاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، والدكتور حمد بن هاشم الذهب، والدكتور محمد بن عادل المغيري والدكتور عبدالله بن محمد المحروقي ومحمود بن عبد اللطيف الخطيب.

تعليق عبر الفيس بوك