يقرع فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية ناقوس الخطر، ويشير إلى انسداد أفق التوصل إلى حل للقضيّة الفلسطينيّة عن طريق التفاوض، خاصة بعد أن اتخم رئيس الوزراء الإسرائيلي الناخبين بالوعود والتعهدات بأنّه لن تكون هناك دولة فلسطينية ما دام هو في السلطة، وإعلانه أنّه سيمضي في سياسة التوسع الاستيطاني، ومواصلة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة؛ في تحد جديد سافر وصريح لكل الدعوات الدوليّة والإجماع الأممي على حل الدولتين؛ والذي يمثل المخرج الأكثر واقعيّة للصراع، والكفيل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ويحمل فوز نتنياهو دلالات ستلقي بظلال بالغة القتامة على العمليّة السلميّة، حيث تؤشر النتائج إلى أنّ جزءًا كبيرًا من المجتمع الإسرائيلي صوّت لصالح دفن عملية السلام، وإنحاز ضد خيار الدولتين، وفضّل استمرار سياسات القمع والتوسّع الإستيطاني التي يرمز لها اليمين الصهيوني وممثله نتنياهو..
مما يعني استمرار التصعيد الذي تقوم به حكومة الليكود خلال الفترة المقبلة، وتوسيع عدوانها وحربها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني من خلال العقوبات الجماعيّة والاقتحامات والاعتقالات وحجز أموال الضرائب، وغيرها من إجراءات تعسّفية اعتادت على ممارستها بحق الفلسطينيين.
ولا شكّ أنّ تولي رئيس حزب ليكود فترة ولاية رابعة يحتم على الفلسطينيين المُضي قدمًا في خطوات أحادية الجانب نحو الاستقلال، وحشد التأييد الدولي لمسعى إقامة الدولة الفلسطينية، إضافة إلى دعم التحرّك الفلسطيني نحو المحكمة الجنائية الدولية لتقديم المسؤولين إلى المحاكمة عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
على الفسطينيين والعرب تكثيف التحرك للإعلان عن موقفهم المبدئي الداعي إلى إلزام الحكومة الإسرائيليّة بحل الدولتين، وأن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية؛ لأنّه بغير ذلك لن يكون هناك سلام.