البلوشية: "العنوسة" لم تصل مرحلة الظاهرة المزعجة بعد

الرؤية - خاص

قالت الدكتورة عهود البلوشية رئيسة قسم البحوث والدراسات بمركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس إن العنوسة في السلطنة ليست ظاهرة خطرة وإنما هي نسبة لابد من الإقرار بوجودها كحال غيرنا من المجتمعات، وترجع غالبا إلى عدة أسباب تتعلق بثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده، من بينها الصعوبات المالية التي تواجه الشباب وتعيق زواجهم في سن مبكرة وهو ما يؤثر بالتبعية على عروض الزواج بالنسبة للفتيات، كما أن تأخر سن الزواج لدى الرجال ينعكس على الصحة الإنجابية لدى الفتيات في حال تأخر زواجهن أيضًا.

وأوضحت البلوشية أنّ أكثر العوامل الاقتصادية تأثيرا ارتفاع تكاليف الزواج والمغالاة في المهور وهو ما يدفع الكثير من الشباب إلى تأخير مشروع الزواج إلى حين تحسن الظروف المالية ولو بعد سنوات، وخلال تلك الفترة تكون الكثير من الفتيات تجاوزن السن الشائع للزواج بما يتبع ذلك من آثار صحية على مستقبلهن الإنجابي.

وأشارت إلى أن عوامل اختيار الزوج أو الزوجة في المجتمع العماني تخضع إلى عدة معايير من بينها تقاليد القبيلة والتي غالبا ما تكون صعبة وصارمة جدا حيث تعتمد على قبول الزواج من أقارب الأم أو الأب مما يقلل من فرص الاختيار أمام الفتاة وهو ما يعني قلة فرص الزواج بالتبعية، لافتة إلى أن للمستوى التعليمي دور كبير في تفاصيل الزواج وبموجبه يمكن تحديد القبول والرفض خصوصا وأنه في كثير من الأحيان تكون الفتاة في مجتمعنا أفضل من حيث المستوى التعليمي مقارنة بالأولاد وهو ما يبرر العزوف عن الزواج لدى بعض الفتيات في حال كان المتقدم للزواج أقل منهن في المستوى التعليمي، ومع الوقت تجد نفسها دخلت دائرة العنوسة.

وأكدت البلوشية على ضرورة العمل على توعية مختلف فئات المجتمع بأهمية وفائدة زواج الشباب في سن مبكرة باعتباره يحفظ على الشاب دينه وأخلاقه والتزامه ويحافظ على المجتمع شابا فتيا منضبطا، لافتة إلى أن الأمر يستحق إجراء العديد من الدراسات والأبحاث المجتمعية في السلطنة لرصد مختلف الأسباب والآثار لمواجهتها قبل أن تتحول إلى ظاهرة مزعجة مع مرور السنوات.

تعليق عبر الفيس بوك