التسوق الإلكتروني.. لماذا يفضله البعض؟

خلفان العاصمي

يعد التسوق الإلكتروني من أهم إفرازات ثورة المعلومات والاتصال وخاصة مع ظهور خدمة الإنترنت والتي بدأت معها وسائل حديثة للتجارة الإلكترونية، فحين كان الحديث يدور عن ماهية الإنترنت وما ذا ستقدم هذه الخدمة للبشرية وخاصة في آخر عامين من تسعينيات القرن الماضي ومع بداية تدشين خدمة الإنترنت في السلطنة، ولعل الحديث عن جانب التسوق عبر الإنترنت كإحدى الخدمات التي من الممكن أن يستفاد منها بهذه الخدمة ومع عدم وضوح الآلية أو الكيفية التي ستتم وربما كان اقصى حد للتصور الذهني في ذلك الوقت هو مواقع الويب الخاصة بالمحلات التجارية الكبرى والشركات الموردة والمزودة لبعض الخدمات والمواد الاستهلاكية وربما بعض الوكالات التجارية، ومع تطور ما يقدم عبر الإنترنت سواء من خلال البريد الإلكتروني والذي يحمل الكثير من الإعلانات للترويج لبضاعة أو خدمة معينة ومن ثم يتم تداول تلك الرسائل البريدية بين الأصدقاء والذين كان عددهم محدودا كمستخدمين للبريد الإلكتروني، ومن ثم ظهرت المنتديات الإلكترونية كمنصة جديدة للحوار بشتى أنواعه مع المشتركين بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم وأفكارهم، وما أن نشطت هذه المنتديات حتى أصبحت محطة مهمة للبيع والشراء وأضافت الكثير منها إن لم تكن جميعها أقسام للبيع والشراء تحت مسميات مختلفة وأصبحت ملتقى للبائع والمشتري ولجأ اليها الكثيرون ممن يجيدون التعامل التقني بالشكل الذي يؤهلهم للتعامل مع هذه الوسيلة سواء من حيث عرض المادة المراد بيعها أو الإعلان عن المادة المراد شراؤها وكبرت هذه المنتديات وتوسعت إلى أن أصبحت هناك منتديات متخصصة لكل سلعة، وكانت وما زالت السيارات وكل ما يتعلق بها هي السلعة الأكثر بحثا وعرضا، ومع التحول في الخدمات المقدمة عبر الإنترنت من المنتديات إلى مواقع التواصل الاجتماعي والتي عملت ثورة حقيقية في عالم الاتصال والتواصل فقد نشطت التجارة الإلكترونية وأصبح هناك نوع من التواصل الفوري مع كل المستفيدين من خدمات السوق الإلكتروني وخاصة عبر الفيس بوك والذي كان يملك زمام الصدارة بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي وما زال يحاول الحفاظ عليها مع وجود برامج أخرى كالتويتر على سبيل المثال، وصاحبت هذه الفترة حركة نشاط في المواقع المتخصصة للبيع والشراء سواء للمنتجات الاستهلاكية أو للخدمات كتذاكر الطيران والفنادق وغيرها من الخدمات الأخرى التي لا تقدم على المستوى المحلي فقط بل وعلى المستوى العالمي فنجد الكثير من هذه المواقع تقدم خدمات البيع لجميع دول العالم وعبر وسائل مضمونة للدفع والتوصيل.

وفي ظل القفزة في عالم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتي اصبح من السهل امتلاكها نظرآ لكثرة عدد الشركات المنتجة لها وبمختلف المستويات سواء من حيث الجودة أو المواصفات أو السعر فقد ظهرت الكثير من برامج وتطبيقات التواصل الاجتماعي ولعل الإنستغرام هو أشهرها والأكثر تصفحا ومتابعة حيث وصل عدد مستخدميه مع نهاية العام الماضي أكثر من 30 مليون مستخدم من مختلف دول العالم مما يؤهله بأن يكون منصة الكترونية جيدة لعمليات البيع والشراء وهذا ما نلاحظه على أقل تقدير في مجتمعنا المحلي حيث يعج بالكثير من حسابات البيع ولعل الأبرز والأكثر رواجآ صاحبات الأعمال التجارية التي تدار من المنزل أو حتى أصحاب وصاحبات الأعمال الصغيرة كالملابس بمختلف أنواعها وملحقاتها وصالونات التجميل وملحقاتها وحسابات بيع المأكولات التقليدية والعصرية وصولا لحسابات بيع السيارات وملحقاتها والتي أصبحت الوسيلة التي يفضلها الكثير من الباحثين سواء عن سيارات مستعملة أو ملحقات السيارات وأماكن الخدمة ويأتي تفضيلهم لها بسبب وجود ميزة التواصل المباشر ما بين البائع والمشتري بدون وجود وسيط مما يجعل من قيمة السيارة غير مبالغ فيه على حد تعبير بعض المستفيدين من هذه الخدمة.

أخيرا بقي أن نتحدث عن بعض سلبيات وإيجابيات التسوق عبر الإنترنت وخاصة المنصات المخصصة لذلك حيث من أبرز الإيجابيات هو الترويج للعلامة التجارية وللمنتج أو الخدمة وزيادة قيمتها من خلال زيادة عدد زوار ومعجبي الصفحات لتلك المنشآت وكذلك التواصل مع عدد كبير جدًا من زوار الصفحات الإلكترونية مما يعني التعرف على التحديات التي يواجهونها والجوانب التي يفضلونها أو يكرهونها في ما يقدم من عروض وسهولة الوصول إلى الزبائن والعملاء والمشترين بالعرض، كذلك سهولة الاستهداف لقطاعات معينة عبر إمكانية التصفية والتخصيص لفئات معينة من العملاء المستخدمين للإنترنت وكذلك ميزة العمل طول أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة مما يعنى التواصل المستمر مع الزبائن الحاليين والمحتملين. اما ابرز السلبيات فتتلخص في وجود قطاعات من الزبائن قد لا تستخدم الإنترنت بشكل عام وصفحات التواصل بشكل خاص لأسباب قد تكون معيشية أو تعليمية أو غير ذلك، كذلك فإن تزايد أعداد تلك الصفحات والمواقع يولد صعوبة بالغة أحيانا في تحقيق معدلات انتشار مرضية لصفحات الشركات وخاصة الجديدة منها، كما ان التنوع الكبير لأعداد الزوار واختلافاتهم يشكل تحديآ كبيرآ أمام إدارة تلك الصفحات لمراعاة احتياجات ورغبات كل قطاعات تلك الزبائن، ومن السلبيات ايضآ سهولة إنشاء صفحات مزورة شبيهة بالصفحة الرسمية للشركة أو المحل من خلال مستخدمي الإنترنت، واستخدام تلك الصفحات المزورة لترويج الشائعات السلبية عن الشركة أو المنتج وكذلك فإن اختراقات المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي هو أحد التحديات التي قد تواجه التجارة عبر الإنترنت.

تعليق عبر الفيس بوك