فارس بن تركي: المواهب العمانية ترقى للمنافسة العالمية بقوة

مسقط- عبد الله البطاشي

نظمت وزارة التربية والتعليم، ممثلةً في المديرية العامة للتقويم التربوي "دائرة التنمية المعرفية والدراسات الدولية"، معرضاً للابتكارات العلمية والروبوت والذكاء الاصطناعي، وذلك بمشاركة طلبة المدارس المتأهلة على مستوى مدارس تعليميات المحافظات، وذلك بالصالة الرياضية بمدرسة الإمام جابر بن زيد للتعليم ما بعد الأساسي.

ورعى افتتاح المعرض صاحب السمو السيد الدكتور فارس بن تركي آل سعيد، وبحضورصاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد والدكتورة زوينة بنت صالح المسكرية مدير عام التقويم التربوي، وعدد من المشرفين والمشرفات وأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة المشاركين. وبدأ المعرض بقص شريط الافتتاح ثم التجول في أروقة المعرض الذي ضم 98 مشروعاً طلابياً، و65 فريقاً في مسابقة الروبوت والذكاء الاصطناعي من جميع محافظات السلطنة. وضمت المشاريع الطلابية مجالات في العلوم الطبيعية والرياضيات، في ثلاثة فئات هي الفيزياء والكيمياء والأحياء، بجانب الأنظمة الهندسية كالهندسة الكهربائية والميكانيكية وهندسة المواد والهندسة الحيوية وهندسة الأمن والسلامة، والطاقة والنقل التي تعنى بعلوم دراسة طاقة الهواء بمختلف أنواعه، وعلوم البيئة المتضمنة النظم البيئية والعلوم البيئية وعلم النبات وعلوم الأرض. أما مسابقة الروبوت والذكاء الاصطناعي فتضمنت مسابقة "فيرست ليجو" للروبوت والمسابقة الحرة ومسابقة تتبع الخط ومسابقة مصارعة السومو ومسابقة جمع الكرات.

التنمية المعرفية

بعد ذلك، ألقى أحمد بن محمد الهنائي مدير دائرة التنمية المعرفية والدراسات الدولية بالمديرية العامة للتقويم التربوي كلمة، قال فيها: يعتبر المعرض أحد المحطات في برنامج التنمية المعرفية والذي جاء بتوجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-، والذي تم تطبيقه في جميع مدارس السلطنة في الصفوف من (5-10). وقال إن المعرض يهدف إلى تشجيع أبنائنا الطلبة على الإبداع والابتكار، وهو فرصة لهم ولجميع المشاركين ليتعلموا من بعضهم البعض، من خلال تمازج الأفكار وتطوير الابتكارات، وأيضاً اكتشاف الطلبة الموهوبين في مجال الابتكارات العلمية لتنميتهم والاهتمام بهم. وأوضح أن إضافة مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي في معرض هذا العام، مثلت إضافة ناجحة، وذلك بشهادة المشاركين؛ حيث خلقت جواً من الحماس والمنافسة والمرح في نفس الوقت بين الفرق المشاركة.

وألقى سالم بن عدنان العامري عضو برنامج التنمية المعرفية بتعليمية محافظة البريمي قصيدة بعنوان "حيوا معي". ومن ثم كرم راعي الحفل المشاركين من جميع محافظات السلطنة ولجان التحكيم، ثم قدمت الدكتورة زوينة بنت صالح المسكرية مدير عام التقويم التربوي هدية لراعي الحفل.

منافسة عالمية

من جهته، أكد صاحب السمو السيد الدكتور فارس بن تركي آل سعيد سعادته بما شاهده وتعرف عليه من الإبداعات الطلابية، وقال: "إنها عقول شابة أُعطيت مواد خام مختلفة جمعتها وطرحت أفكارا جديدة، سواء في مسابقة الروبوت والذكاء الاصطناعي أو المشاريع الطلابية، كما أن لدى المشاركين قدرة على المنافسة عالمياً وكل ما يحتاجونه الدعم المعنوي والمادي من جميع الجهات المعنية ومن المجتمع نفسه". وأضاف: "أعتقد أن هناك آمالا كبيرة معلقة على الشباب في المشاريع، وهذا المشروع ككل دعم مهم جدا للطلبة، وأتمنى الاستمرار للمشروع وأن يواصل النمو، وأتمنى من القائمين على المعرض الاستمرار في تطوير هذه البرامج، وفقا لتوجيهات جلالة السلطان المعظم، كما أتمنى منهم أن يجدوا قاعدة تطور الطلبة نحو تنفيذ مشاريع مستقبلية تجارية تحميهم وتحمي مصالحهم الفكرية. ودعا سموه الطلبة إلى المشاركة بكثافة في هذه المشاريع وان يواصلوا الابتكار، نظرا لأنها تسمح لهم بأن يطوروا آفاقهم، وتبرز لهم فرص مستقبلية للإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة، وأن يطوروا أنفسهم على المستوى العالمي ويكسبوا براءات اختراع ويطوروا أنفسهم بأنفسهم وينفعوا المجتمع.

في السياق، أوضحت عائشة بنت محمد السلطية عضو فني امتحانات وشؤون الطلبة بدائرة التنمية المعرفية والدراسات الدولية بالمديرية العامة للتقويم التربوي آلية اختيار المشاركين في المعرض، وقالت إن اختيار المشاركين في المعرض يتم بعد مرورهم بعدة تصفيات وفق ثلاث مراحل للتقييم؛ حيث تكون المرحة الأولى على مستوى المدرسة، ثم تأتي المرحلة الثانية وتكون على مستوى المحافظة، ثم المرحلة النهائية على مستوى الوزارة. وقالت إن هذا المعرض يشجع المشاركين على الاهتمام بالمشاريع العلمية والابتكارية وعلى التحلي بروح المنافسة والتعاون وتبادل الخبرات.

وقال سالم بن عدنان العامري المشرف بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي إن المديرية تشارك في هذا المعرض بأربع ابتكارات طلابية، وفي اثنين من مسابقة الروبوت "تتبع الخط والمسابقة المفتوحة"، موضحا أن جميع المشاركات متميزة، خاصةً في مسابقة الروبوت بمختلف أنواعها.

وقالت ليلى بنت عبد الله السنانية مشرفة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط إن المديرية تشارك بـ10 مشاريع في مسابقة الروبوت، بواقع مشروعين في كل مسابقة، كما تشارك بـ8 مشاريع في الابتكارات العلمية؛ موزعة على مشروعين في كل مجال. وأضافت أن المديرية بشكل سنوي في هذا المعرض تحقق مراكز متقدمة على مستوى السلطنة؛ حيث حصلت في عامين متتالين على المركز الثاني، معربة عن أملها في أن تحصل هذا العام على مركز متقدم في المشاريع الطلابية ومسابقة السومو، وتأمل توفير شاشات عرض مرئية كبيرة ليتمكن المشاركين من مشاهدة مسابقات الروبوت، والتي تعد بمثابة تشجيع للفرق المتنافسة.

آراء الطلاب

وقال الطالبان حمود بن ثوني الخروصي وماجد بن سالم الخروصي المشاركان في مسابقة الابتكارات العلمية الطلابية من الصف العاشر بمدرسة وادي بني خروص بولاية العوابي محافظة جنوب الباطنة: "نشارك بمشروع منتجات شجرة الشوع، وفكرة هذا المشروع عبارة عن تحليل لشجرة الشوع وإدخال جميع منتجاتها في صناعات مختلفة، على سبيل المثال قمنا بإدخال الزيت في صناعة الصابون والعطور، واستفدنا من هذه المشاركة في تنمية مهاراتنا في العمل الجماعي والتفكير بجهد أكبر واكتساب المهارات وتبادل المهارات والثقافة بين زملائنا في جميع المجالات".

وذكر الطالب الجلندي بن يعقوب المغدري المشاركة في مسابقة السومو بالصف التاسع بمدرسة أبو نبهان الخروصي بولاية بوشر بمحافظة مسقط : مشاركتي في مسابقة السومو للروبوت؛ حيث إن فكرة المسابقة تعتمد على المصارعة بين روبوتان من فرق مختلفة، ومن خلال مشاركتي في هذا المعرض استفدت تطوير معرفتي العلمية وتنمية قدراتي على الابتكار وبرمجة الروبوت، وجميع المشاركات جيدة وفعالة، تنمي فكر المشارك المعرفي والمهاري والابتكاري.

وأوضح الطالب عبد الله الرحمن بن أيوب البلوشي المشارك في مسابقة الابتكارات العلمية والطلابية من الصف العاشر بمدرسة الفاروق للتعليم الأساسي بولاية البريمي أنه يشارك بمشروع الساعة المدرسية الذكية، والتي تتلخص فكرتها في أنها عبارة عن ساعة مدرسية ذكية والكترونية تستهدف بالدرجة الأولى المعلمين من خلال معرفة الحصة والوقت المتبقي للحصة، كما إنه يوجد بها جرس الكتروني.

وقالت الطالبة إيمان بنت مسلم العمرية المشاركة في مسابقة الروبوت (المجال الحرفي) بالصف التاسع بمدرسة الراية للتعليم الأساسي بولاية صلالة بمحافظة ظفار إن فكرة مشروعي هي المنظف الآلي؛ حيث إنه يقوم بتنظيف الأرضية والتقاط المهملات ونقلها إلى إي مكان يراد؛ حيث يتحرك الروبوت عن طريق الهاتف بعد تفعيله. وأوضحت أنها من خلال هذه المشاركة تعرفت على مجالات مسابقات الروبوت وشروط المشاركة، بحيث كانت الروبوتات المشارك بها مختلفة ومتنوعة وأفكار تخدم المجتمع.

وقالت الطالبتان نور الهدى بنت خليفة الحضرمية وثريا بنت حسن الزيدية من الصف العاشر بمدرسة ميمونة بنت الحارث بولاية البريمي المشاركتان في مسابقة مشاريع التنمية المعرفية: "نشارك بمشروع عود ثقاب بالبصمة، وفكرة هذا المشروع من خلال جهاز يعمل كبديل عن أعواد الثقاب أثناء استخدامه في الطبخ، وبالتالي التقليل من الحرائق المنزلية التي يسببها الأطفال، وأتمنى أن تتاح لنا الفرصة لأبتكر جهازا جديدا، ونطلع على المزيد من الابتكارات العلمية المفيدة".