"شؤون الصحفيات" تحتفل بيوم المرأة العالمي .. وجلسة حوارية موسعة تستعرض مشاركة العمانية في التنمية الوطنية

مسقط - أمل الجهورية

احتفلت جمعية الصحفيين العمانية، ممثلة في لجنة شؤون الصحفيات، بيوم المرأة العالمي، وتضمن الاحتفال جلسة حوارية موسعة استعرضت مشاركة المرأة العمانية في التنمية الوطنية، وأكدت الدور البارز للمرأة العمانية في مختلف المجالات، وجهودها الكبيرة التي تعكس مشاركتها الفاعلها في عملية التنمية.

وأكد المشاركون في الجلسة أن دور المرأة العمانية يتلقى دعما كبيرا من ثقة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-؛ حيث منحها جلالته المساحة الكافية لتساهم بدورها وطاقاتها جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل، وقد وصلت بعطائها إلى موقع مهم وتبوأت مكانة عالية برصيد حافل من الإنجازات. وقالوا إنّ هذه المشاركة الفعالة جاءت وسط خطوات حثيثة تخطوها نحو مزيد من تمكينها للقيام بدورها في مسيرة التنمية؛ حيث استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات في المجالات السياسية والاجتماعية والتنموية وغيرها، في ظل الرعاية السامية، كما ساهمت التشريعات العمانية في كفالة كافة الحقوق للمرأة الأمر الذي ساعدها على لعب دور مهم في التنمية بجانب الرجل وعزز دورها الوطني في مختلف ميادين الحياة.

وشهد حفل لجنة شؤون الصحفيات بيوم المرأة العالمي، حضور عدد من الإعلاميين والإعلاميات بحضور عوض بن سعيد باقوير رئيس جمعية الصحفيين العمانية، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، كما حضر الحفل عدد من صاحبات الأعمال والمهتمين من الجمعيات المهنية والتطوعية. وتضمنت فعاليات الحفل وقفة شعرية ألقت خلالها الشاعرة رحاب السعدية عدداً من القصائد، وخصت المرأة بقصيدة في يومها العالمي، مشيرة إلى الفخر والاعتزاز بمكانة المرأة حاليا، بعدها قدم يوسف اللويهي فقرة فنية بالعزف على العود، بمشاركة جمعية هواة العود.

المشاركة الوطنية

وبدأت فعاليات الجلسة الحوارية التي أدارتها أمل الجهورية نائبة رئيسة لجنة الصحفيات، وشاركت فيها ريما بنت صادق الساجواني، وهي إحدى رائدات الأعمال العمانيات التي لمع اسمها في مجال تنظيم الملتقيات وتبني الكثير من الأفكار في دعم المؤسسات الصغيرة، وقطعت شوطا كبيرا من النجاح في مساندة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتنفيذ أفكار رائدة في هذا المجال، بالتعاون مع الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وتحدثت الساجوانية عن مكانة المرأة العمانية في الوقت الراهن ودورها في التنمية، مشيرة إلى بداياتها وأهم التحديات التي واجهتها في مسيرتها ومشوار عملها وطموحاتها التي أوضحت من خلالها أنها انطلقت بدعم من الرجل وتعزيزا لدوره وثقته بها. وأشارت إلى أنها استطاعت رغم التحديات التي اعترضت مسيرتها لاسيما في مجال ريادة الأعمال، أن تصنع لها اسماً بارزاً ووجودا على خارطة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

كما شاركت في الجلسة الحوارية فاطمة بنت يوسف البلوشية وهي باحثة بجامعة السلطان قابوس حصلت على الماجستير في علم الاجتماع، ومهتمة بقضايا المرأة، وقد أعدت دراسات متنوعة في هذا المجال من أبرزها دور التكوينات الاجتماعية في دعم المرأة العمانية للتمثيل السياسي وهي "دراسة مطبقة على المترشحات لمجلس الشورى" في الفترة (1998-2011). وتحدثت البلوشية عن دراستها التي هدفت إلى الكشف عن دور التكوينات الاجتماعية في دعم المرأة العمانية للتمثيل السياسي، وتوضيح دور كل من (الأسرة، القبيلة، المجتمع المحلي، السبلة) كداعم أو معوق في وصول المرأة للتمثيل السياسي، في محاولة للتوصل إلى مجموعة من المقترحات والبرامج لرفع مستوى الوعي بأهمية مؤسسات المجتمع المشار إليها في تسهيل وصول المرأة العمانية إلى التمثيل السياسي عبر الانتخاب، كما في حالة مجلس الشورى. واعتمدت الباحثة على الأسلوب الوصفي التحليلي، مستخدمة طريقة المسح الاجتماعي الشامل، ومنهجية التحليل الكمي والكيفي للبيانات، باستخدام الأساليب الإحصائية التحليلية؛ وللتعمق في أبعاد البحث استخدمت الباحثة المقابلات الجماعية المركزية "Focus Group Discussion" للحصول على معلومات أكثر عمقا، للمساعدة في تفسير نتائج البحث.

وأوضحت البلوشية خلال حديثها أن دراستها توصلت إلى مجموعة من النتائج أهمها: ارتفاع القوة النسبية لأبعاد التكوينات الاجتماعية في دعم المرأة العمانية للتمثيل السياسي، واتضح أن ترتيب هذه الأبعاد على النحو الآتي: جاء دور أسرة المترشحة وأثره في دعمها للتمثيل السياسي في المرتبة الأولى، ويمكن تفسير تشجيع ودعم الأسرة للمترشحات الى شعور الأفراد بأهمية المكانة الإجتماعية التي ستحظى بها الأسرة في حال فوز أحد أعضائها في الانتخابات، يليها دور قبيلة المترشحة، وإلى الآن لازال تعصب القبيلة لصالح المترشح الرجل يمثل (76%)، وقالت إن هذا يرجع إلى أن المجتمع أختار الأنسب وفق ثقافته، وليس وفقا لقدرات المترشح، ثم دعم المجتمع المحلي للمترشحة، ويتمثل في تأثير توفر الامكانات المالية اللازمة في فوز أو اخفاق المترشحات، إذ تتطلب المنافسة الانتخابية لاسيما منافسة المرأة للرجل إمكانيات مضاعفة نظرا للصعوبات التي تواجه المترشحه في قدرتها على التواصل مع جمهور الناخبين، وعلى وجه التحديد عدم وجود دعم مالي للعملية الانتخابية، وقلة المنظمات العاملة في المجال السياسي وأخيرا نظرة المجتمع وتقبله للمترشحة، وهي عدم تقبل المجتمع المحلي فكرة التواصل مع المرأة كممثلة له في المجلس، وقد بلغت هذه النسبة 73%. وتابعت أن البحث توصل إلى وجود فروق دالة احصائيا بين كل من متغيرات الدخل الشهري، والعمل، والمنطقة السكنية، وكذلك فترة الترشح، وعدد مرات الترشح وبين دور التكوينات الاجتماعية، في حين أفصح البحث عن عدم وجود علاقة دالة إحصائيا بين كل من العمر، والمستوى التعليمي، والحالة الزواجية، ومحل الإقامة، وكذلك عدد مرات النجاح.

وأوضحت أنه تم توظيف نتائج البحث في مقترحات أداء انتخابي أفضل للمرأة العمانية، ومن بين أهم المقترحات: ضرورة رفع وتطوير الوعي الاجتماعي العام والسياسي لجميع أفراد المجتمع، وتشجيع المرأة للإنضمام إلى مختلف مؤسسات المجتمع المدني لاسيما النقابات والجمعيات، وتعزيز دور وسائل الإعلام المختلفة في تسليط الضوء على القضايا التي تهم المرأة، ودعم جمعيات المرأة العمانية لتصبح مؤسسات حاضنة تسعى إلى تحسين مشاركة النساء في مجلس الشورى من خلال إعداد برامج توعوية وتدريبية لتأهيل المرأة لخوض العملية الانتخابية، وتفعيل دور البحث العلمي ودعمه من خلال مختلف المؤسسات البحثية وتوجيهه نحو إجراء بحوث ودراسات معمقة ضمن مجلس البحث العلمي، وجامعة السلطان قابوس، او مراكز متخصصة وهذا من شأنه تيسير التشخيص المستمر لوضع المرأة العمانية في سياق المشاركة العامة، ويساعد في بناء خبرات وقدرات محلية في مجال تمكين المراة ومشاركتها في التنمية، ويعين صناع القرار على اتخاذ القرارات المناسبة في هذا الصدد من منظور وطني بدلا من الإعتماد على خبراء من منظمات دولية فقط، ومن ثم المساعدة على تشكيل رؤية وطنية واضحة مبنية على أسس علمية.

تحديات ونجاحات

وفي مجال العمل التطوعي، تحدثت جوخة بنت محمد الفارسية رئيسة فريق مسقط لجمعية أصدقاء المسنين عن مشوارها في هذا المجال الذي بدأ منذ عام 1983، ولايزال مستمراً. وأشارت إلى أن عملها في هذا المجال جعلها قريبة من المجتمع والمرأة تحديدا، من خلال عملها كمسؤولة للتثقيف الصحفي بمحافظة مسقط، الذي تطور إلى أن أصبحت اليوم رئيسة لفريق جمعية أصدقاء المسنين. وأكدت الفارسية أن أي مشوار لا يخلو من التحديات، إلا أن العزيمة والإصرار هما المحرك الذي جعل من المرأة العمانية متواجدة في مختلف المجالات الآن. وعن مكانة المرأة العمانية في الوقت الحالي، أوضحت الفارسية أن المرأة العمانية أصبحت تنافس الرجل وتشاركة مشوار العطاء والبناء الوطني واثبتت كفائتها وقدرتها.

وشاركت مريم بنت غالب العلوية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "وسم للإعلام الاجتماعي" في فعاليات الجلسة، مستعرضة مشوراها في مجال الإعلام الإجتماعي، وأبرز التحديات التي واجهت مسيرتها على اعتبارها امرأة وصاحبة فكرة جديدة، إلا أنها استطاعت أن تثبت ذاتها وتضع لمؤسستها بصمة واضحة في مجال الاعلام الإجتماعي. وأشارت العلوية إلى الدور الذي تمارسه وسائل الإعلام الإجتماعي في مناقشة الكثير من قضايا المرأة، وتشكيل وسيلة فاعلة للتعريف بنشاط المرأة وجهودها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت إلى أن مساهمة المرأة العمانية في تفعيل وسائل التواصل الإجتماعي لا تزال خجولة، ونسبة مشاركتها تحتاج لمزيد من الدفع، وعلى المرأة أن تكون أكثر جرأة في طرح قضاياها على وسائل التوصل الاجتماعي وتناقشها بشفافية.

الدور الإعلامي

وأكدت المشاركات في الجلسة على دور الإعلام بجميع أشكاله في الدفع بالمرأة العمانية والتعريف بها وإبرازها على خارطة التنمية؛ حيث لا يمكن أن ينكر أحد دور الإعلام في تعزيز أي مجال وركزن على دور الإعلام الإلكتروني الذي يشكل اليوم الوسيلة الأسرع والأبرز في التفاعل مع الأحداث. وطالبت المشاركات بأن يلامس الإعلام والصحفيات بشكل خاص، قضايا المرأة المختلفة وطرحها بقوة ليكون التفاعل معها واضحاً. وأشرن إلى أهمية مساندة الإعلام لانتخابات مجلس الشورى المرتقبة والأخذ بيد المترشحات والدفع بمشاركتهن بشكل أكبر إلى الدورة المقبلة لمجلس الشورى.

وأكد الحضور خلال مداخلاتهم الثرية نجاح المرأة العمانية ودورها المجتمعي؛ حيث ذكر رئيس جمعية الصحفيين العمانية عوض بن سعيد باقوير أن المجتمع يلمس يوما تلو الآخر نجاح المرأة ودورها الفاعل على كافة الأصعدة، وحضورها الذي يعكس اهتمام السلطنة بالمرأة كشريك حقيقي في مسيرة التنمية في البلاد. وأوضح باقوير أن الجمعية تهتم بهذا المجال من خلال لجنة شؤون الصحفيات التي تقف في كثير من أهدافها على الدفع بقضايا المرأة عموما، وقضايا الصحفيات بشكل خاص، وتبنت جوانب متنوعة في هذا الشأن؛ من أبرزها مشاركة المرأة في مجلس الشورى. وأكد الشيخ عبدالله بن زاهر الهنائي أن دور المرأة العمانية ظاهر للعيان في مختلف المجالات، ولا يمكن نكران ذلك الدور.

وخلصت الجلسة الحوارية إلى مجموعة من النقاط في مقدمتها أن للمرأة العمانية دور بارز في التنمية الوطنية منذ بزوغ فجر النهضة المباركة، وأن وجود المرأة في مجالات العمل المختلفة أثبتت قدرتها ونجاحها، كما أن المرأة باتت الآن منافسا قويا أمام الرجل للحضول على الوظائف المختلف بفضل جدارتها واهتمامها البارز بالتحصيل العلمي والحصول على الشهادات العليا. كما خلصت الجلسة إلى أن الرجل مساهم فاعل في نجاح المرأة، ويعد مساندا حقيقيا لما حققته من نجاحات، وأن المرأة تحتاج لمزيد من الثقة من قبل مجتمعها للوصول إلى اهدافها، وأن وصولها لمجلس الشورى يحتاج لدعم من قبل الرجل ومن المرأة معاً، كما أكدت الحوار إلى أهمية اشتغال المرأة على نفسها من خلال تفاعلها مع مجتمعها بشكل أكثر جرأة والتعريف بنفسها ودورها حتى يكون انتخابها عن معرفة واقتناع.

وخلص الحوار إلى أهمية تبني خطة إستراتيجية للمترشحين لمجلس الشورى تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم بشكل مدروس وفاعل وعدم الاعتماد على نظام القبيلة أو ترشيح المجموعات الذي لا يصدف في كثير من الأحيان رغم كفاءة المترشح. وفي ختام فعاليات الحفل تم تكريم المشاركين في فعاليات الحفل.

تعليق عبر الفيس بوك