قاطعوا المشروبات الغازية

مدرين المكتومية

كم كانت صدمتي كبيرة عندما أخبرتني زميلتي الشابة عن إصابتها بداء السكر وهي في مقتبل عمرها؛ لتنضم إلى الأعداد المتزايدة من العمانيين الذين يقعون فريسة لهذا المرض الفتّاك.. هذه الصدمة جعلتني أتوقف قليلا لأبحث عن الأسباب العديدة التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري. فأتذكر كم كانت صديقتي مُدمنة على شرب المشروبات الغازية بشكل يومي مع كل وجبة. فأيقنت أنّها أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالسكري. لقد أصبحت المشروبات الغازية من أكبر مهددات صحة الإنسان العماني، وعلينا أن نرفع الوعي في المجتمع بخطورتهاعلى الصحة العامة.. هل تعلم أيّها القارئ أنّ علبة واحدة من البيبسي أو الديو تحتوي على ما يزيد على 10 ملاعق من السكر وهي من مسببات أمراض كثيرة غير السكري مثل ضعف البنية والاضطرابات العصبيّة، وغيرها من الإشكاليات الصحية.

ومن المواقف الأخرى التي أذكرها أيضًا إصابة أختي بهشاشة العظام فبمجرد ذهابها لزيارة الطبيب أخبرها أنّها تعاني من الهشاشة، وأن الآلام التي كانت تعاودها بين الفينة والأخرى مردها لتلك المشروبات الغازيّة. ليس هذا فحسب؛ بل أخبرها بألا أمل في أن تعود عظامها لحالتها الطبيعية، وبالتالي سيظل الوجع مزمنًا بالنسبة إليها.

الأمر الذي قد يغيب عن أذهانكم هو أنّ تلك المشروبات الغازية هي بمثابة المواد الكيمياوية التي تتفاعل عند خلطها ببعضها بعضًا.. فعلى سبيل المثال والتجريب عندما تتآكل أصابع البطارية أسكب عليها علبة كوكاكولا ثم لاحظ فقاعات الغاز وهي تعمل بفعالية على تفتيت التأكل وإزالته. وغيرها من أمثلة الأصدقاء وإخوان نعرفهم وقعوا ضحية لداء السكري وإدمان تلك المشروبات.

الأمر الأصعب الذي قد لا يدركه الكثير من الأشخاص هو أنّ مرض السكري يضعف مناعة الشخص المصاب ويدمّر كل أجهزة جسم الإنسان، وهو سبب رئيسي من أسباب زيادة الأمراض أو إصابة الشخص بأمراض أخرى كالضغط والكلى وأمراض القلب وغيرها؛ فهو كالوباء ينتشر سريعًا ولا تكاد تكون هناك عائلة إلا وتضم مريضًا بالسكري.. نحن السبب في استدعاء هذا المرض ليسكن أجسامنا دون الاكتراث للمسببات التي قد يراها البعض بسيطة جدًا أو لا يمكن أن تكون سببًا من أسباب الإصابة بالمرض.

وكما قلت سابقا أنّ علبة المشروبات الغازية الواحدة تحتوي على ما يزيد عن 10 ملاعق سكر.. تخيّل لو أنّ الشخص في اليوم الواحد يشرب أكثر من علبة واحدة فكم ستصبح عدد ملاعق السكر في دمه..

الأمر المؤلم أكثر هو إصابة عدد من الأطفال صغار السن بداء السكر، وقد يكون سبب الإصابة هو تناول هذه المشروبات الغازية والإكثار منها في ظل غياب الرقابة الأسرية أو جهل العائلة بمخاطرها.. لذلك دعونا نحارب ذلك العدو الذي يكاد يستوطن كل منزل في عمان.. علينا أن نقف جميعًا أمام هذا الخطر الداهم ومكافحة مسبباته والتي من بينها تلك المشروبات الغازية التي تهدد حياة الآخرين وتدمر خلاياهم الطبيعية لتجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة.. لنرفع معا شعار مقاطعتها، والتوجّه نحو مشروبات الفاكهة الطبيعية التي تمد أجسادنا بالفائدة الغذائية المطلوبة، وأن نعمل على تعزيز الرياضات المختلفة التي من شأنها أن تكسبنا قوة ومناعة وتحرق السعرات الحرارية الزائدة.

madreen@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك