د.نهال عفيفي: المسنون بحاجة دائمة للعناية والرعاية

الرؤية - محمد قنات

قالت الأخصائية والناشطة الاجتماعية الدكتورة نهال عفيفي إن للمسنين متطلبات خاصة في التعامل معهم من جميع الجوانب سواء كانت صحية واجتماعية ونفسية وبيئية وعلى الجميع أن يتعرف على كيفية التعامل معهم بل التدريب على ذلك.

وأضافت أنّ السلطنة حرصت على تدشين البرنامج الوطني لرعاية المسنين، انطلاقًا من الحرص السامي على رعاية هذه الفئة باعتبارهم من بناة الوطن في الماضي، ودعما للمسن ورعايته التي تتطلب معاملة خاصة ومختلفة عن فئات المجتمع الأخرى. وتابعت إنّه من هذا المنطلق جاء البرنامج الوطني لرعاية المسنين، يشترك وتتعاون فيه كل من وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية والجمعية العمانية لأصدقاء المسنين وأفراد المجتمع كافة. ومضت تقول إنّ البرنامج يعمل على إنشاء عيادة خاصة بالمسنين تسمى "عيادة رعاية المسنين"، في كل مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تقوم بفحص المسن إكلينيكياً وإجراء التقييمات اللازمة من النواحي النفسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وبناء على ذلك تمّ تحويل المسن حسب نتائج تلك الفحوصات والتقييمات إلى الجهة التي يحتاجها، كما يعمل البرنامج أيضًا على تثقيف وتدريب الأسرة وأفراد المجتمع على كيفية رعاية المسن والتعامل معه وتوعية كل أفراد المجتمع على أهمية المسن وتلبية اجتياجاته ومراعاة حقوقه.

وأكدت عفيفي أنّ دور المسنين كانت الحل المثالي في الماضي للمسن، لكن بعد تجربة الدول الأجنبية والمتقدمة تم اكتشاف أن أفضل مكان لرعاية المسن والاهتمام به يكون في بيئته وبين أفراد أسرته ومجتمعه، خاصة وأن تواجد المسنين في دور الرعاية زاد من نسب وفيات المسنين، وتزايد الأمراض المزمنة مثل السكرى والضغط وأمراض القلب وغيرها، إلى جانب الأمراض النفسية ومنها الاكتئاب وخرف الشيخوخة "ألزهايمر".

وأوضحت أنّ الدراسات الحديثة توصلت إلى أنّ أفضل وسائل لرعاية المسن هو توفير الرعاية الصحية له في منزله وبين أسرته، أو توفير الأسرة البديلة، مشيرة إلى أن السلطنة حرصت على أن يكون مبدأ رعاية المسن والاهتمام به واجب ومسؤولية الأسرة وأفراد المجتمع. وبينت أن الدين الحنيف أوصى برعاية المسنين والاعتناء بهم، كما أن البرنامج الوطني لرعاية المسنين الذي تتعاون فيه وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية والجمعية العمانية لأصدقاء المسنين وأفراد المجتمع، جاء من أجل تحقيق تلك الغاية، وهي توعية وتدريب وتأهيل الأسرة. وزادت أن المسنيين فئة تحتاج إلى معاملة خاصة، فلكل مرحلة من مراحل العمر المختلفة هناك اختلافات، واحتياجات خاصة بها. وبينت أن المسن يتطلب احتياجات خاصة من حيث التعامل معه ورعايته والتهيئة المنزلية والاجتماعية والبيئية حوله، وهناك كثير من الأسر لا يدركون كيفية التعامل مع المسن، وأن التعامل معهم بردة الفعل يمكن أن يؤثر على نفسياتهم، خاصة وأنّ المسنين كما هو معروف تكون حاجتهم النفسية مختلفة عن فئات المجتمع الأخرى.

وأوضحت أنّ الأمراض النفسية كالاكتئاب والخرف تزداد لديهم مقارنة بغيرهم من الفئات العمرية الأخرى، وذلك في حالة أنهم محاطون برعاية صحية واجتماعية ونفسية صحيحة.

تعليق عبر الفيس بوك