مربو النحل في البريمي ينشدون مزيدًا من الدعم عبر فتح منافذ تسويقية ومواجهة "المستورد" حفاظًا على السلالات المحلية

 

 

اليعقوبي: عدم تفرغ مربي النحل يهدد استدامة الإنتاج

اللواتي: قلة النحل العماني بسبب ندرة الأمطار وتراجع المراعي

الكلباني: المفترسات وطائر الوروار والذباب اللاحم.. مخاطر تهدد النحل

الشماسي: النحل العماني يتميز بقوة البنيان والمناعة القوية ضد الأمراض

لجوء البعض إلى استيراد خلايا غير عمانية يهدد الحفاظ على السلالة المحليّة

دورات وندوات علمية للحفاظ على جودة العسل المحلي

مطالب بوضع قوانين واضحة لتنظيم تربية النحل وتكثيف التوعية

 

 

البريمي - سيف المعمري

 

 

طالب مربو نحل العسل وزارة الزراعة والثروة السمكية بمزيد من الدعم المقدم لهم من أجل فتح منافذ تسويقية داخل وخارج السلطنة، واتخاذ كافة ما يلزم من إجراءات للحفاظ على السلالات المحلية وتجريم استيراد النحل غير العماني، لما له من أضرار على البيئة المحلية والإنتاج.

وتسعى وزارة الزراعة والثروة السمكية إلى تشجيع وتحفيز النحالين العُمانيين على تربية السلالة العُمانية من النحل، وتقوم الوزارة بتقديم الدعم اللازم في توفير الوسائل المعينة للنحالين في الأكثار من النحل العُماني وإنتاج كميّات وفيرة من العسل العُماني ذو القيمة الغذائية العالية، كما تقوم الوزارة بتوعية النحالين بالطرق الصحيحة في تربية النحل العُماني وحظر استيراد النحل المستورد والذي تبيّنت خطورته على تربية النحل العُماني لكونه ينقل الآفات والأمراض وكذلك عدم تحمله لطبيعة المناخ في السلطنة ولشراسته مع النحل العُماني.

وقامت الوزارة بتنفيذ البرامج والورش الإرشادية وطباعة الكتيبات والمطويات التي تعرف النحال بكل ما يحتاجه وتعينه على الأساليب الصحيحة لتربية النحل العماني متضمنة القرارات الوزارية المنظمة لذلك، وكذلك تقوم الوزارة بالمشاركة في المُلتقيات والمعارض داخل السلطنة وخارجها للتعريف بالعسل العُماني وأهميته الاقتصادية والغذائية بالإضافة إلى أن تربيته حرفة توارثها الأجيال جيلا بعد جيل.

 

من جهته، قال المهندس علي بن عوض اليعقوبي مدير إدارة الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة البريمي إنّ وزارة الزراعة والثروة السمكية تبذل جهوداً مضنية لتشجيع ودعم النحالين العمانيين على تربية النحل العُماني، والإكثار من السلالة العُمانية المعروفة بجودتها العالية وقيمتها الغذائية وقيمتها المضافة في الدخل الفردي والقومي للسلطنة. وأضاف أنّ الوزارة أقامت عدة معارض وأسواقا متخصصة في مجال عسل النحل العُماني في كثير من المهرجانات والفعاليات، وشارك فيها مربو النحل من مختلف محافظات السلطنة، وتمّ إبراز جودة إنتاج العسل العماني وما يتميّز به من مواصفات ومقاييس عالية الجودة. وتابع أنّ الوزارة أقامت محطات بحثية خاصة لإكثار وإنتاج وتطوير سلالة نحل العسل العماني، كما توجد مناحل خاصة للوزارة موزعة في المديريات والإدارات الزراعية في المحافظات لتدريب الكوادر الفنيّة وصقل مهارات التعامل مع خلايا النحل والتعرّف على الآفات التي تصيب النحل ومعالجتها إن وجدت. وزاد اليعقوبي أنّ إدارة الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة البريمي تقوم بمعاينات إنشاء مناحل تربية نحل العسل العُماني لدى المربين وإصدار تراخيص لها، والإشراف على البرامج والمشاريع الخاصة بتربية النحل وفحص الخلايا، كما تقوم الإدارة بإرشاد المربين وتوجيههم لطرق التربية الصحيحة والمواعيد الخاصة بطرق التربية والتقسيم والفرز ومكافحة آفات النحل إن وجدت، وعمل ورش العمل والمحاضرات والندوات لمربي نحل العسل وأبنائهم، وتوزيع مستلزمات النحالة الحقلية، وتوزيع خلايا النحل العمانية للمربين بنظام الدعم المالي وحسب أولوية تقديم الطلبات في مراكز التنمية الزراعية.

ومضى اليعقوبي موضحا مهام الإدارة، وقال إنّها تقوم بتوزيع فرازات العسل اليدوية والكهربائية ومناضج العسل، ومخالفة النحالين الذين يقومون بتربية خلايا مستوردة غير محلية، وتوزيع ملكات نحل عسل عمانية ضمن برامج الإرشاد الخاصة بالنحل، كما تقوم إدارة الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة البريمي بتوزيع شتلات سمر أسترالي للمربين لزراعتها في مزارعهم، وذلك للتوسّع في المراعي ليقوم هذا النوع من الشتلات بتوفير الأزهار وحبوب اللقاح لنحل العسل، كما تقوم الإدارة بتوزيع مصائد حديدية شبكية ومصائد خشبية للمربيين وذلك لمكافحة الدبور الأحمر.

وأشار مدير إدارة الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة البريمي إلى أنّ عدد مربي النحل على مستوى المحافظة يبلغ 114 مربيا مسجلا وصاحب ترخيص تربية نحل، ينقسمون إلى 48 نحالا في ولاية البريمي و59 نحالا في ولاية محضة، بالإضافة إلى عدد 7 نحالين في ولاية السنينة، فيما تبلغ عدد الخلايا للنحل العُماني بمحافظة البريمي 5053 خلية يوجد منها 2142 خلية في ولاية البريمي، و2824 خلية في ولاية محضة و 87 خلية في ولاية السنينة، وقامت إدارة الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة البريمي خلال الفترة من 2008 إلى 2014 بالعديد من البرامج الإرشادية للنحالين بالمحافظة وتقدم الدعم اللازم لهم لتحفيزهم على الإكثار من النحل العُماني.

وأوضح اليعقوبي أنّ من الملاحظ أن عدم تفرّغ معظم النحالين العُمانيين في المحافظة لتربية نحل العسل، وانشغالهم بأعمال أخرى وخلال الفترة المقبلة ستقوم إدارة الزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة البريمي بعمل قاعدة بيانات واضحة لمربي نحل العسل من خلال السجل الزراعي الإلكتروني الذي سيتم تدشينه قريبا في المحافظة.

وأشار اليعقوبي إلى أنّ هناك بعض النحالين المواطنين والوافدين يلجأ إلى تهريب الخلايا المستوردة عبر المنافذ الحدودية، وخاصة في موسم السمر، ويحاول توزيعها على مختلف ولايات المحافظة، لكن الإدارة تحث جميع المواطنين على التعاون في عدم إدخال سلالات النحل المستوردة، والإبلاغ عن وجود أي خلايا غير محلية. وأكد أنّ الإدارة لها الحق في مصادرة الخلايا المستوردة واتخاذ الخطوات والإجراءات القانونية حيال المخالفين ومن يثبت قيامه بذلك، فقد صدر القرار الوزاري رقم 181/2007، والذي ينص على أن محافظة البريمي تعتبر ضمن المناطق المعزولة لتربية وإكثار سلالة النحل العماني، وذلك للمحافظة على السلالة المحليّة وعدم اختلاطها بسلالات أخرى، والحفاظ عليها من آفات وأمراض النحل المختلفة.

حرفة قديمة

وقال الدكتور حسن بن طالب بن محمد اللواتي رئيس قسم بحوث النحل بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية إنّ السلطنة من الدول التي تتمتع ببيئة مناسبة لتربية نحل العسل؛ حيث تعد هذه ‏الحرفة من الأعمال التي عرفت قديماً في عُمان انطلاقاً من حقيقة أن جغرافيا السلطنة المتنوعة تساهم في إيجاد بيئة مناسبة لتربية النحل، كما يلعب التنوع البيئي في السلطنة دوراً فاعلاً في مسيرة الزراعة وتربية عسل النحل، ‏ماضياً وحاضرا.

وأضاف اللواتي أنّ سلالات النحل تتباين في السلطنة، فهناك‏ النحل العماني البري "أبوطويق"، والنحل العماني المستأنس، والنحل المستورد، ويتم تربية النحل باستخدام الطريقة التقليدية، التي تعتمد على التجويف الداخلي لجذوع ‏النخل، التي يطلق عليها محلياً اسم "الطبل"، والطريقة الحديثة التي تعتمد على عدة أنواع من ‏الخلايا الخشبية.

وتابع الدكتور رئيس قسم بحوث النحل إنّ قلة النحل العماني يعزى الى ندرة الأمطار وقلة المراعي، والإصابة بالآفات مثل الدبور الحبيني، والذي يتركز في المناطق الجبيلة، أمّا طفيل الفاروا فهو يوجد على نطاق السلطنة بشكل عام، وتتم مكافحته وعلاجه بالطرق العلمية وبمنتجات طبيعية.

وأشار اللواتي إلى أنّه يتم توعية النحالين عن طريق إقامة دورات وندوات علمية عن نحل العسل وكيفية الحفاظ على جودة العسل، كما أنّ دخول النحل المستورد إلى السلطنة يتسبب في أمراض جديدة للنحل العُماني والذي بدره يؤدي إلى تدهور السلالة العمانية النقيّة.

وقال راشد بن سليم الكلباني رئيس الجمعية العمانية للنحالين (تحت التأسيس) إن الجمعية تأسست في الثاني من أبريل 2013، ومقرها ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، وقد بدأت الجمعية بـ75 عضوًا وحاليًا يبلغ عدد الأعضاء 400 عضو، وتهدف الجمعيّة إلى حل وتذليل جميع المعوّقات والمشاكل التي تعترض أصحاب المناحل الذين هم أعضاء بالجمعية، وتتبنى التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الإنتاج وتوفير مستلزمات النحالين بشكل جماعي. وبين الكلباني أنّ الجمعية تهدف إلى إرشاد الأعضاء بالطرق والأساليب المثلى في ممارسة تربية النحل، والبحث عن الخبرات والمعلومات الفنية والاستعانة بذوي الخبرات والكفاءات في مجال تربية النحل داخل السلطنة وخارجها، والسعي للحصول على الخدمات التسويقيّة والترويج وتلبية احتياجات السوق المحلي وإيجاد منافذ تسويقية لمنتجات النحالين العُمانيين داخل وخارج السلطنة. وزاد أنّ الجمعيّة تسعى إلى المشاركة في الندوات والمعارض التي تقام في هذا المجال داخل وخارج السلطنة، والمشاركة في البحوث الزراعية والمتعلقة بتربية النحل، بالإضافة إلى إيجاد مرجعية علمية وتنظيمية للنحالين، وتدريب وإرشاد النحالين وتنمية مداركهم العلمية ورفع قدراتهم المهنيّة في مجال تربية نحل العسل.

وعدد الكلباني أنواع النحل وقال إنّها تشتمل على المستأنس واسمه العلمي "apismelliferajementica"، وتتميّز تربيته سابقا في جذوع النخل المجوفة، وحاليا يتم استخدام الخلية الحديثة langestruth وهذه السلالة استوطنت السلطنة وتأقلمت مع الظروف البيئية المتباينة، والنحل البري واسمه العلمي "apis floria"، وهو نحل صغير الحجم يعيش في الأشجار والكهوف وينتج كمية قليلة من العسل.

وأشار رئيس جمعية النحالين العُمانيين إلى أن أغلب التحديات التي تواجه النحالين قلة الأمطار، والرش بالمبيدات، وظهور مفترسات وأمراض جديدة كطائر الوروار الذي كان مهاجرًا، وحاليًا بات متواجدًا طول الموسم، والذباب اللاحم والذي يضع بيوضه في النحل من خلال لسع النحل مما يسبب خسائر جسيمة للنحالين، كما أنّ هناك تحديات أخرى مثل ظهور أمراض جديدة كمرض الحضنة الأمريكي والطباشيري والدوسنتاريا والأكارين، وتدخل أغلب هذه الأمراض عن طريق استيراد النحل من الدول المجاورة، التي تسمح بدخول النحل المستورد إلى أراضيها.

وأكّد راشد بن سليم الكلباني أنّ الدعم المقدم من وزارة الزراعة والثروة السمكية للنحالين العُمانيين لا يلبي متطلبات النحّال؛ حيث يفتقد النحال إلى الفنيين ذوي الكفاءة لتشخيص وعلاج الأمراض، وأيضًا عدم توافر مختبر متخصص للنحل. وطالب رئيس جمعيّة النحالين العُمانيين بضرورة وجود تسهيلات وقوانين واضحة منظمة لتربية النحل، وتسهيل منح النحال العُماني عامل منحل للنحالين حسب نظام معين، بالإضافة إلى تكثيف المحاضرات الإرشاديّة والتوعويّة.

فيما شدد محمد بن علي الشيدي عضو الجمعيّة العُمانية للنحّالين على أهميّة تعزيز التعاون بين النحالين، وألا يغلب أحدهم مصلحته الشخصية على مصالح النحالين الآخرين، وذلك من خلال عدم التزاحم على المواقع الرعوية. وقال إنّه من المفترض أن يكون مكافحة بعض اﻷمراض الخاصة بالنحل متفق عليها في وقت واحد، حتى يستفيد الجميع وبالتالي يحقق للنحال القدر الأكبر من الاستفادة. وأضاف الشيدي إنّه يأمل إشهار الجمعيّة العمانية للنحالين خلال الفترة القريبة المقبلة، لكي تقوم بدورها المساند والداعم لجهود وزارة الزراعة والثروة السمكية من أجل الحفاظ على هذا القطاع الحيوي، وبالتالي يتحقق مشروع مادي مستدام لهذا النحال العماني على أرض السلطنة.

وقال خميس الشامسي (أحد مربي النحل) إنّ تربية النحل من المشاريع الواعدة في السلطنة، بفضل ما تقدمه النحلة من إنتاج جيد ووفير من العسل، علاوة على ما تقدّمه من خدمات غير مباشرة لزيادة الإنتاج الزراعي والحفاظ على البيئة. ولفت إلى أنّ تربية النحل من الأنشطة الاقتصادية التي تواجهها تحديات كثيرة ومعوقات تؤثر سلبًا على هذه المشاريع؛ حيث إنّ النحل العماني له صفات ومميزات، ويعد من أقوى سلالات النحل عالميًا، كما أنّ صغر حجم النحل العماني وقوة بنيانه يساعده علي الطيران لمسافات طويلة عن المنحل، بجانب القدرة العالية في جمع العسل وحبوب اللقاح وصمغ النحل وسرعة التكاثر وإنتاج الطرود. وبين أنّ السلالة العمانية تتميز بمقاومتها للأمراض والطفيليات، وعدم ميل النحل إلى التطريد العشوائي، كما أنّها سلالة هادئة وغير شرسة.

وأضاف الشامسي أنّ تربية النحل في محافظة البريمي من المشاريع الاقتصادية التي تواجه تحديات كثيرة، وتوثر سلبا على الأهالي، ومنها دخول النحل المستورد بكميات كبيرة، وعدم تنظيم المناحل على حسب المراعي، وذلك لغياب التشريعات المنظمة لذلك. ويطالب الشامسي الجهات المعنية بمنع العمالة الوافدة من تربية نحل العسل ومتابعة جودة العسل بالمحلات، وتفعيل دور الشرطة على المراكز الحدودية؛ حيث يتم تهريب النحل المستورد بكميّات كبيرة، بجانب ضرورة الحصول على تراخيص من البلدية أو من التنمية الزراعية لأصحاب المحلات بمكان محدد للموقع، وذلك ليتم السيطرة وحصر ومتابعة نظافة المكان. وأشار الشامسي إلى أنّ الاهتمام بتربية السلالة العُمانية من النحل سيحقق مردودًا اقتصاديًا جيدًا للنحّالين على مستوى السلطنة، حيث سيسهم في رفع مستوى المعيشة وزيادة الناتج القومي للبلاد.

 

 

 

 

موسم السدر والسمر

 

وقال خميس بن سالم بن عبدالله الرشيدي من قرية الرابي بوادي الجزي إنّ طبيعة المناخ في السلطنة يختلف من محافظة إلى محافظة، والنحال العُماني يضطر إلى نقل المنحل من مكان إلى آخر يكثر فيه الرعي، وكذلك في موسم السدر والسمر الكل يبحث عن المرعى الوفير. وأضاف الرشيدي أنّ النحل العُماني يمتاز عن غيره بتحمله تغيرات المناخ، وإنتاجه الوفير من العسل، لكن في المقابل توجد سلبيات تواجه النحّال ومنها عدم توفر السلالة المحلية وإن وجدت تكون باهظة الثمن، وقد يصل قيمة الخيلة الواحدة من 120-130 ريالا. وأوضح أنه ليس كل النحالين قادرين على شرائه، مشيرا إلى أنّ السبب وراء قلة أعداد النحل العُماني ناتج عن انخفاض معدل تكاثره. وبيّن الرشيدي أنّ هناك تراجعا وضعفا في خلايا نحل العسل العُماني، لعدة أسباب؛ منها هبوب الرياح الغربية الجافة التي تنسف رحيق أزهار الأشجار، وطائر المقراق الذي يتغذى على النحل، وكذلك الدبور والنمل، علاوة على أمراض النحل المعروفة والعدوى التي تنتقل إلى النحل العُماني من خلال النحل المستورد.

وتابع الرشيدي قائلا: يلجأ الناس إلى شراء النحل المستورد لتوفره بكثرة في الأسواق المجاورة وأسعاره المناسبة للجميع؛ حيث يصل سعر الخلية الواحدة بين 20-30 ريالا عُمانيا فقط، وينتج عسل بوفرة أكبر عن النحل العُماني، لكنه في الجهة المقابلة لا يتحمل البيئة العمانية في مدة عمله في الموسم الواحد، بالإضافة إلى انتشار الأمراض فيه، داعيا إلى ضرورة منع تربيته ودخوله إلى السلطنة.

وقال خليفة بن عبدالله المقبالي إنّ النحل العُماني استأنسه النحالون منذ القدم، وهو نحل مقاوم لظروف البيئة العمانية وله مردود اقتصادي كبير، لكن هناك نحل دخيل ومستورد على البيئة العمانية يميل إليه بعض التجار والنحالين، لكونه أرخص من النحل العُماني. ولفت إلى أنّ المتعارف عليه أن النحل المستورد جامع للعسل أكثر من النحل العماني، لكن سلبيات النحل المستورد تجعل البعض ينفر منه لكونه شرسا، وقد يكون حاملا لبعض الطفيليات والأمراض الفتاكة بالنحل التي قد تبيد الخلايا، فيستقطب النحال هذه الخلايا لموسم واحد فقط ومن ثم يتركها إلى أن تلقى حتفها، فيما يميل بعض النحالين إلى تهجينها بملكة عمانية، ليكسب نفس الخصائص بعد فترة ويكون أكثر مقاومة واستمرارية. وتساءل المقبالي: لماذا لا تقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية بدعم المناحل التي تقدمها للمواطنين، والإكثار منها لتوفيرها لكل من يقدم طلب تربية النحل العُماني. وناشد المقبالي وزارة الزراعة والثروة السمكية بتنظيم ورش تدريبية مستمرة في كل ولاية، لتدريب النحالين العُمانيين بكيفية تربية النحل العماني وتشجيعهم على هذه الحرفة، وعلى الوزارة أن تقوم بدعم كل نحال عماني من خلال توفير مستلزمات النحل من أدوية لمكافحة الأمراض المختلفة التي تصيب النحل وتوفير فرازات العسل وصناديق بلاستيكية وأدوات التطعيم.

وأشار المقبالي إلى أنّ هناك معوّقات تصادف النحال العُماني في مسيرته، رغم أنّ النحل يقوم بتلقيح المزروعات والأشجار البرية، لكن بعض المزارعين أو سكان القرى يعارضون وبشدة وجود المناحل بالقرب منهم، رغم أنه قد يبعد عدة كيلومترات، كما يعارضون رش المزروعات بالمبيدات الحشرية الفتاكة التي تقضي على النحل العُماني.

النحل الصحراوي

وقال محمد الشريقي إنّ النحل العُماني يعد نحلا صحراويا، يتحمل الحرارة والظروف القاسية، بسبب تأقلمه مع الطبيعة العمانية، أمّا النحل المستورد فهو تجميع من النحل الكارلوني والنحل الأوروبي والنحل الإفريقي الهجين. وأضاف أنّ النحل العُماني يمتاز عن غيره بأنّ لديه قوة التحمل؛ حيث يعيش لسنوات عند الاهتمام به، كما أنّه مقاوم للأمراض إلى حد كبير، ويوازن بين جمع العسل والحضنة، ويعتبر النحل العماني رأس المال ويمتاز بهدوء الطبع. وأضاف الشريقي أنّ النحل المستورد يمتاز بكثرة تجميعه العسل مقارنة مع النحل العماني، ويحقق الربح السريع لرخص سعره، ووفرة إنتاجه، لكنّه يجلب كثيرا من الأمراض، وشرس جدًا، مقارنة بالنحل العماني.

تعليق عبر الفيس بوك