السلطنة تحتفل اليوم بأسبوع المرور الخليجي بفعاليات ومناشط لنشر الثقافة المرورية بين مستخدمي الطريق

 

الرواس: انخفاض ملحوظ في الحوادث والوفيات بفضل الجهود المخلصة

تراجع وفيّات حوادث الطرق 25% بنهاية فبراير

 

مسقط - الرؤية

 

تشارك السلطنة، ممثلة في الإدارة العامة للمرور بشرطة عمان السلطانية، نظيراتها في دول المجلس التعاون لدول الخليج العربية، فعاليات ومناشط أسبوع المرور الخليجي الحادي والثلاثين تحت عنوان "قرارك يحدد مصيرك"، والذي تنطلق فعالياته صباح اليوم الأحد، ويهدف إلى نشر الثقافة المرورية لدى مستخدمي الطريق والتقيّد بالقواعد والأنظمة الصحيحة.

ويرمز شعار هذا العام "قرارك يحدد مصيرك" إلى أهميّة اتخاذ القرار المناسب وما يخلفه من نتائج أثناء استخدام الطريق، ويؤكد دور مستخدم الطريق في تحقيق السلامة المرورية كونه المتحكم في العملية المرورية.

ويرعى سعادة ناصر بن خميس الجشمي وكيل وزارة المالية صباح اليوم الأحد افتتاح المعرض المروري بمركز المدينة (مسقط سيتي سنتر)، فيما سيرعى سعادة الشيخ مهنا بن سيف المعولي والي بوشر افتتاح المعرض المروري بالمركز التجاري (جراند مول مسقط)، بالإضافة إلى عدد من الفعاليّات والمناشط التي استعدت لها إدارات المرور في مختلف محافظات السلطنة.

فيما ستنظم جامعة السلطان قابوس غدا الإثنين ندوة مرورية بمناسبة أسبوع المرور، بعنوان الحادث المروري، الأسباب والآثار وسبل الوقاية"، كما ستحتفل إدارات المرور في القيادات الجغرافية بافتتاح معارض مرورية في عدد من محافظات السلطنة، بالإضافة إلى إلقاء المحاضرات وتوزيع الكتيبات الإرشادية.

 

نشر الوعي المروري

من جانبه، قال العميد مهندس محمد بن عوض الرواس مدير عام المرور إنّ حوادث الطرق، تعد هاجسًا وطنياً مؤرقاً لكافة المجتمعات، كونها تستنزف أهم مقوماتها - وهو العنصر البشري- إضافة إلى ما تخلفه من خسائر اقتصادية كبيرة. وأكد أنّ السلامة المرورية أصبحت مطلب الجميع، معربًا عن أمله في مزيد من التكاتف وتوحيد الجهود لتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية لمواصلة الانخفاض الذي تحقق في عدد وفيات وإصابات الطرق بفضل تعاون الجميع، لافتا إلى أنّ المسؤولية في هذه المسألة جماعيّة، وأن هناك مازال مجال لمزيد من الجهد والعمل المشترك لتحقيق مزيد من النتائج الطيبة.

وتابع: "يسعدني بهذه المناسبة أن أشير إلى أنّ الجهود المبذولة مستمرة وتسير بشكل متسارع وفق الخطط المعتمدة، وما تمّ إنجازه يعطينا مؤشر يبشر بالخير، والأمل كبير في أن نحقق نتائج إيجابية أن للوصول إلى الهدف المشود، بفضل اهتمام الحكومة الرشيدة، ومتابعة معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك، رئيس اللجنة الوطنية للسلامة على الطريق شخصيًا والذي وضع ذلك ضمن اهتماماته الأساسيّة وبرنامجه اليومي، بجانب اهتمام وعمل الجميع، أصحاب السعادة أعضاء اللجنة الوطنية والمحافظين والولاة- رؤساء لجان السلامة المرورية- والجمعيّات الأهلية والمهتمين بالسلامة المرورية وأفراد المجتمع بصفة عامة".

وحول مناشط وفعاليات أسابيع المرور، قال العميد مهندس مدير عام المرور إنّها تهدف إلى تنمية الوعي المروري لدى كافة شرائح المجتمع الخليجي، وبذلك فإنّها تحمل رسالة تذكير بواجباتنا ومسؤولياتنا المشتركة في هذا المجال.

وأوضح أنّ رسالة هذا العام تأتي تحت شعار "قرارك يحدد مصيرك" تأكيداً على أهمية السياقة الوقائية واتخاذ القرارات الصحيحة عند استخدام الطريق، وذلك لارتباط هذا العنوان بسلوك مستخدم الطريق وأهميّة أخذ الحيطة والتركيز في السياقة واتخاذ القرار الصحيح في الوقت والمكان المناسب، فالحادث المروري في الغالب ناتج عن قرار خاطئ يتخذه مستخدم الطريق قد تكون نتيجة مؤلمة، فالكل يعرف أنّ السرعة العالية والتجاوز غير الآمن واستخدام الهاتف أثناء السياقة قرارات خاطئة، فالحرص على اتخاذ القرار الصحيح والتقيد بآداب وقواعد المرور تمثل السبيل الوحيد للحفاظ على أرواحنا وأرواح غيرنا من مستخدمي الطريق.

وأضاف مدير عام المرور أنّ أسابيع المرور تحمل أهميّة كبرى ودورا بارزا في التوعية ورفع مستوى السلامة المروريّة، وتكمن أهميتها في تسليط الضوء على المشكلة المرورية وتظهر تكاتف الجهود لنشر الوعي المروري. وتابع أنّ الإدارة العامة للمرور لمست من خلال أسابيع المرور السابقة تقبلاً واهتماماً واضحاً من قبل الجمهور بمناشط وفعاليات التوعية المرورية، وكان لتفاعلهم مع شرطة عمان السلطانية وشعورهم بالمسؤولية تجاه التصدي لموضوع الحوادث المرورية دور إيجابي، وأثر كبير في نجاح أسابيع المرور الماضية خلال مسيرتها التي تزيد على ثلاثين عامًا، والتي ساهمت في تعزيز كفاءة ومقدرة مستخدمي الطريق ومساعدتهم في تحسين تصرفهم وسلوكهم، مما حقق أثرًا إيجابيًا في الحد من عدد الحوادث ومخاطرها على المجتمع بجانب الإجراءات الفعّالة الأخرى.

ولفت العميد مهندس مدير عام المرور إلى أنّه سيتم خلال هذا الأسبوع تنفيذ العديد من المعارض والبرامج التوعوية، والتي تستهدف كافة الشرائح؛ منها البرامج المقروءة؛ كالكتيبات والمطويّات وإلقاء المحاضرات التوعوية وإقامة نقاط التوعوية بالإضافة إلى أمسيّة جامعة السلطان قابوس، والبرامج الأخرى التي سيتم تنفيذها في جميع محافظات السلطنة.

 

إحصاءات مرورية

وحول الوضع المروري في السلطنة والإحصائيات المرورية والجهود المبذولة، أكّد الرواس أنّ الإحصائيات المرورية والمتابع للوضع المروري يشعر بارتياح لما تحقق من انخفاض كبير وملحوظ في عدد الوفيات الطرق، حيث زاد الانخفاض بأكثر من 30%، مقارنة بما كان عليه الوضع عام 2012؛ حيث تحقق انخفاض قدره 20% عام 2013 و11% عام 2014 على التوالي، رغم تزايد أعداد المركبات بنسبة 20% والسائقين بنسبة 16% لنفس الفترة، وكذلك في الإصابات حيث كان الانخفاض بنسبة 16% والحوادث بنسبة 19% عن عام 2012. وعزا الرواس هذه الانخفاضات إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحد من الحوادث المرورية، والجهود المبذولة من قبل شرطة عمان السلطانية في نشر أجهزة ضبط السرعة، والتي بلاشك ساهمت بشكل أكبر في الحد من السرعات العالية وبالتالي انخفاض أعداد الحوادث والإصابات والوفيّات لكون السرعة العالية السبب الرئيسي للوفيّات والإصابات، إلى جانب وعي وتقيّد مستخدمي الطريق بأنظمة وقواعد المرور وتعاونهم مع الشرطة في هذا الجانب.

ولفت الرواس إلى أنّ إحصائيات هذا العام وللسنة الثالثة على التوالي، تشهد انخفاضًا في عدد الحوادث وأضرارها، موضحا أنّه منذ بداية العام وحتى نهاية شهر فبراير، تمّ تسجيل انخفاض كبير في عدد الوفيّات والإصابات والحوادث، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة (-25%) للوفيّات وبنسبة (-39%) للإصابات وبنسبة (-38%) للحوادث. وأكد أنّ هذه المؤشرات تعكس حجم الجهود المبذولة وتعاون مستخدمي الطريق بالتقيد بقواعد وأنظمة المرور.

 

التوعية المرورية

وأشار مدير عام المرور إلى تقديم التوعية المرورية في تحقيق السلامة على الطريق، وقال إنّ التوعية المرورية عمل مستمر ومتواصل، طالما أنّ هناك مركبة وسائقا وطريقا وأنظمة وقوانين حديثة، فالحادث يقع في الغالب نتيجة عدم فهم قواعد وأنظمة المرور أو بسبب مخالفة مرورية ترتكب نتيجة سلوك أو ممارسات خاطئة، وتشير الدراسات أنّ فاعلية برامج التوعية تزداد فعاليتها عندما تكون متزامنة مع الإجراءات الرقابية والضبط المروري بجانب الإجراءات الوقائية الأخرى.

وفي حديثه عن فاعلية الرقابة والضبط المروري، تطرق الرواس إلى أنّ الرقابة المرورية عامل مهم في عوامل تحقيق انخفاض الحوادث المرورية على المدى القصير، موضحا أنّ برامج التوعية المرورية نتائجها غالباً ما تكون على المدى البعيد، وأنّ ما تحقق من نتائج سريعة وانخفاض عدد الحوادث وأضرارها خلال تتبعنا الإحصائيات المرورية الماضية تعود بالدرجة الأولى إلى الرقابة والضبط المروري وتحسين بيئة الطريق. وأضاف أنّ السلامة المرورية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود والمبادرات ونحن نعمل مع الجميع لتحقيق السلامة المرورية.

وعن استخدام الهاتف النقّال وكتابة الرسائل النصيّة أثناء السياقة، أشار العميد إلى أنّ استخدام الهاتف النقال وكتابة الرسائل النصيّة أثناء السياقة، ظاهرة خطيرة، وإذا جاز التعبير، إدمان ومرض تعاني منه كافة المجتمعات المعاصرة، لافتا إلى أنّ استخدام الهاتف يتسبب في حصد الأرواح وإعاقة الكثير. وأبدى الرواس اندهاشه من أنّ مستخدم الهاتف النقال أثناء القيادة لا يقاوم رغبته في الرد أو تأجيل القيام بكتابة رسالة نصيّة أثناء وجوده خلف مقود السياقة، فيضحي بسلامته وسلامة من معه من أجل ذلك. وقال: "كم من مركبة انحرفت وتدهورت - وكانت نتائج أليمة - في مكان لا يتوقع أن يحدث ذلك، وكم من حادث تصادم وقع نتيجة انشغال السائق بالهاتف عن رؤية الطريق والتركيز في السياقة... فهل أصبح استخدام الهاتف- وبالذات قراءة وكتابة الرسائل النصية أثناء السياقة - ضرورية حتى يجازف المرء بحياته؟".

وأوضح العميد مهندس مدير عام المرور أنّ حمل الهاتف النقال أثناء السياقة وكتابة وقراءة الرسائل الواردة تمنع السائق من التحكّم بالمركبة، وتشتت انتباهه وتركيزه لانشغاله باستخدام الهاتف، مشيرا إلى أنّه وحسب ما تشير إليه الدراسات، فإنّ احتمال وقوع حادث عند استخدام الهاتف أثناء السياقة يزيد بدرجة عالية، فالسائق مستخدم الهاتف سرعته تكون غير منتظمة ولا يتقيّد بخط سيره ويفقد التركيز في ترك مسافة الأمان، والأهم من ذلك، فقدان الانتباه لما يدور حوله في بيئة الطريق، علاوة على ذلك أنّ استجابته لمفاجآت الطريق تكون بطيئة أو معدومة في كثير من الأحيان.

وينصح الرواس قائدي المركبات بعدم استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة، مؤكدا أنّ حياة المرء أثمن من كتابة أو قراءة رسالة نصيّة، يمكن تأجيلها، وإذا كان هناك أمر هام ممكن الوقوف في مكان آمن والقيام بذلك.

ووجّه الرواس نصائح أخرى لمرتادي الطريق، وقال: "نصيحتي تتمثل في تذكير قائدي المركبات أنّ معظم الحوادث تقع بسبب السرعة العاليّة والتهور في السياقة وعدم ترك مسافة الأمان، والاهمال والانشغال بغير الطريق، وعدم اتخاذ القرار الصحيح إلى غيرها من الأخطاء، والمطلوب هو التقيّد بالسرعة الآمنة وعدم استخدام الهاتف واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

واختتم الرواس حديثه بالقول: "ختاماً.. أدعو الله جلت قدرته أن يقينا جميعاً مخاطر الطرق، وأن يحفظ بلدنا من كل مكروه، تحت رعاية قائد المسيرة المباركة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى- حفظه الله ورعاه- إنه سميع مجيب".

تعليق عبر الفيس بوك