المؤتمر الدولي السابع حول القضايا الصحية بالمجتمعات العربية يوصي بوضع إستراتيجية لرفع الوعي بزراعة ونقل الأعضاء

- الحث على إيجاد مؤسسات تنظيمية تعنى بالبحوث داخل المؤسسة الصحية

مسقط - الرؤية

تصوير / خميس السعيدي

اختتم المؤتمر الدولي السابع حول القضايا الصحية بالمجتمعات العربية أعماله أمس الخميس بفندق قصر البستان وسط حضور علمي ومشاركة فاعلة تعدت الـ(300) مشارك من مختلف دول العالم .

وخرج المؤتمر بالعديد من التوصيات منها : الاهتمام ببناء وتأهيل البنية الأساسية لمختلف القطاعات الصحية وتوفير الدعم اللازم لتطوير الأنظمة الصحية من خلال التعامل مع بيوت الخبرة العالمية في مختلف التخصصات الطبية والاستفادة من المؤشرات والبيانات الصحية لتحديد أولويات البحوث الصحية وزيادة الاستثمار في مجال البحوث.

كما أوصى المؤتمرون بالدعوة إلى إيجاد مؤسسات تنظيمية تعنى بالبحوث الصحية داخل المؤسسة الصحية، وأبرزوا الحاجة إلى وضع إستراتيجية شاملة لرفع الوعي حول موضوع زراعة ونقل الأعضاء وحثوا على تعزيز التدخلات الصحية والمجتمعية لمعالجة القضايا المتعلقة بالصحة .

وسيقوم فريق العمل العلمي والتنظيمي بإبراز نتائج الأبحاث العلمية التي استعرضها المؤتمرون في مختلف الجهات المحلية والدولية كالإعلام العماني والعربي والأمريكي، ودورية الصحة بالمركز الصحي العربي بالولايات المتحدة، والدورية الطبية العمانية، ودورية الصحة العامة الأمريكية، ودوريات صحة المجتمع بالعالم العربي .

وتواصلت أمس جلسات المؤتمر حيث تحدث الدكتور خالد النعماني في محاضرته عن الوضع الحالي لزراعة الأعضاء في العالم العربي وإحصائيات زراعة الأعضاء في مختلف المراكز المتوفرة حاليا، كما تطرق إلى النقص الحاد في زراعة الأعضاء بالعالم العربي وأسبابه وعن صعوبة تقبل الوفاة الدماغية في هذه المجتمعات.

وأشار الدكتور خالد في المحاضرة إلى التحديات التي تواجه زراعة الأعضاء في الوطن العربي فيما يتعلق بالدعم الحكومي والتقبل الاجتماعي.

فيما تطرق الدكتور مروان أبو الجود لزراعة الأعضاء بالولايات المتحدة وعن آلية توزيع الأعضاء للزراعة في النظام الأمريكي وخصوصاً الكبد، وكيف يتم إعطاء الأولوية لزراعة الأعضاء عند توفرها في المتبرع المتوفي دماغياً، وعن أهمية الدعم الحكومي كركيزة أساسية لبدء مشروع زراعة الأعضاء.

كما قدمت محاضرة عن انتشار زيادة الوزن في المنطقة العربية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية المسببة لهذه الزيادة.

يذكر أنّ السلطنة ممثلة في وزارة الصحة استضافت المؤتمر الذي استمر لمدة خمسة أيام ونظمه المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية بالولايات المتحدة الأمريكية وشهد مشاركة نخبة من الباحثين العالميين والعرب، فيما حاضر خلاله (140) محاضرًا في مختلف التخصصات الصحية بـ(48) جامعة من (33) دولة قدموا ما يقارب من (170) ورقة وبحثا علميا.

وناقشت محاور المؤتمر مجالات عدة من ضمنها: الصحة العامة، الأمراض المعدية والمتلازمة الأيضية، والأمراض غير المعدية، والصحة النفسية، والحوادث، وزراعة الأعضاء. واستهدف المؤتمر شريحة كبيرة من العاملين في المجال الصحي تتمثل في: الأطباء والممرضين، أخصائيي صحة المجتمع، الباحثين في مجال الطب، أخصائيي الصحة النفسية والعقلية، مديري الصحة وصانعي السياسات الصحية، المحللين الباحثين والإحصائيين، أخصائيي البيئة الصحية، طلاب الطب والتمريض والمهن الطبية المساعدة.

وسعى المؤتمر لتحقيق العديد من الأهداف هي: توثيق الروابط العلمية والبحثية بين العلماء العرب الأمريكيين وزملائهم في عمان والوطن العربي، مساهمة الدور العربي في الأبحاث الصحية العلمية المحلية والعالمية، توضيح المعوقات والحلول التي تساهم في علاج مختلف الأمراض والوقاية منها.

ومن الأهداف كذلك تأسيس مبادرات تعاونية تهدف إلى تحسين أداء الرعاية الصحية النفسية والعقلية، تبادل المعرفة حول المسببات البيئية والاجتماعية للصحة الجسدية والنفسية بهدف تحسين الصحة في المجتمعات العربية، تنمية وتوفير فرص التدريب البحثية والعملية في مختلف التخصصات الطبية للأطباء والممرضين.

تجدر الإشارة إلى أن المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية يعد من أكبر المؤسسات العربية الأمريكية للخدمات الإنسانية غير الربحية في الولايات المتحدة، ويوفر المركز قدراً متنوعاً من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية لشريحة سكانية من كافة الأطياف من خلال ثمانية مواقع وأكثر من (100) برنامج خدمات .

وقد دأب المركز منذ عام 1994 على تنظيم وإقامة مؤتمرات دورية تناقش أهم القضايا والتحديات الصحية للمجتمع العربي وخاصة العرب في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقام المؤتمر الحالي بشكل دوري مرة كل سنتين .

وأقيم هذا المؤتمر لأول مرة خارج الولايات المتحدة الأمريكية حيث جاء اختيار السلطنة لاستضافته نظرًا لما لمسه منظموه من حسن ودقة تنظيمها للملتقيات والمؤتمرات الطبية والعلمية؛ وذلك أثناء مشاركتهم في اجتماع اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط في دورته الستين خلال العام 2012، فضلاً عن مشوار السلطنة الصحي المشرّف خاصة في الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية.

وضمن إطار استعداداتها لهذا المؤتمر الدولي المهم، وتأكيدا على الاهتمام بالإعداد الجيد لفعالياته وتوفير الدعم الكافي للمشاركين؛ فقد بدأت وزارة الصحة باكرًا للتحضير لهذا المؤتمر، حيث تم تشكيل لجنة رئيسية تفرعت عنها فرق عمل باشرت أعمالها منذ أواخر العام الماضي.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة