تكريم 290 حرفيًا في الاحتفال باليوم الحرفي العماني.. وتدشين مبادرة الحقيبة الحرفيّة

مسقط - الرؤية

احتفلت الهيئة العامة للصناعات الحرفية أمس باليوم الحرفي العُماني، وكرّمت عددًا من الحرفيين المجيدين من مختلف ولايات السلطنة، وأكّدت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميلّ السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفيّة أنّ الهيئة ماضية في تحقيق أهدافها التنموية المستدامة والشاملة في مختلف المجالات وفق رؤية واضحة المعالم تستشرف من خلالها المستقبل وتهيئ له من المقومات والدعائم الاجتماعيّة والاقتصاديّة ما يخول لها الحفاظ على الريادة والإنتاجيّة بصورة دائمة ويكفل للموروثات الحرفيّة الحماية والصون ويحرز مزيدًا من الإنجازات والمكتسبات الحرفية في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.

وقالت السيابيّة على هامش الاحتفال إنّ إنجازات الهيئة خلال الفترة الماضية شملت كافة القطاعات المنظمة للصناعات الحرفية على مستوى التأهيل والتدريب الحرفي وما يتصل بتطوير العمل والأداء إلى جانب نجاح الهيئة في استقطاب الأيدي الشابة الماهرة والتي قامت على سواعدهم خطوط متنوعة من الإنتاج الحرفي، مما يعظم قيمة المنتج الحرفي الوطني ويجعل منه مصدر فخر واعتزاز، ويرسخ ذلك القيمة الفعلية المتحققة لإسهامات الهيئة في تأمين الفرص الاستثمارية للأجيال الشابة إلى جانب الحرص على تقديم الحوافز والمبادرات الاجتماعية الداعمة والراعية للمشاريع الحرفية.

وأكّدت معالي الشيخة رئيسة الهيئة على أهميّة المضي قدمًا في التطوير الحرفي بما يتوافق مع كافة المواصفات العُمانية المعتمدة والمعمول بها إلى جانب ضرورة التزود بالمهارة والمعرفة التي تعينهم على تحمّل مسؤوليتها للوصول بالقطاع الحرفي إلى مستويات أرقى وأرفع من الإجادة، وذلك تأكيدًا للنهج السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في الحفاظ على مهن الآباء والأجداد، مثمنةً معاليها الرعاية والدعم اللذين يوليهما قائد البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه - للقطاع الحرفي، مما كان له بالغ الأثر في تطوره وازدهاره ونمائه.

مبادرات للدعم

واشتملت فعاليات الاحتفال باليوم الحرفي العُماني على تنفيذ مبادرات الدعم الحرفي المقدمة للحرفيين لتشجيع العمل الحرفي ومساعدة الحرفيين على تعزيز القدرات الإنتاجية والتسويقية، حيث سلمت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميلّ السيابية رئيسة العامة للصناعات الحرفية الدعم إلى حوالي 290 حرفيا من مختلف ولايات السلطنة، كما اشتملت فعاليات الاحتفال على تدشين مبادرة الحقيبة الحرفية؛ وهي من المبادرات الحرفية التي تنفذ لأول مرة من أجل تزويد الحرفيين بأحدث الأدوات المطورة للعمل والأداء الحرفي بهدف تجويد الإنتاج، واحتوت الحقيبة على مجموعة من الأدوات والمعدات التدريبية والإنتاجية المطورة للعمل الحرفي وتختلف الحقائب الحرفية باختلاف كل حرفة مع مراعاة التنوع في خصائص الإنتاج الحرفي وما تستلزمه كل حرفة من أدوات ومعدات.

ونظّمت الهيئة على هامش فعاليات الاحتفال معرضًا للتصوير الضوئي والذي دُشِّن تحت عنوان "ملامح حرفية" وتناول المحاور الأساسية للقطاع الحرفي المتمثلة في (الحرفي الصانع والصناعات الحرفية) إضافة إلى البنية الأساسية للقطاع الحرفي واختزل المعرض مسيرة تطور العمل الحرفي، كما وثّق مدى النجاح الذي أحرزته الهيئة.

وافتتحت معالي الشيخة رئيسة الهيئة المعرض الذي ضم خمسًا وأربعين صورة ضوئية، وكشفت الصور التي تم عرضها في القسم الأول من المعرض عن جمال الصناعات الحرفية العمانية؛ وهو المحور الأول للمعرض الذي عنى بإبراز الجوانب الجمالية والنفعيّة للمنتج الحرفي، والتعريف بالمفردات الحرفية وعناصر التنوع الحرفي. أمّا القسم الثاني من المعرض فقد ضم صور المحور الثاني والمتمثل في الصناعات الحرفية وعمليّات الإنتاج والتطوير الحرفي؛ بينما سلط المحور الثالث الضوء على البنية الأساسية للقطاع الحرفي في السلطنة وأهميتها في تجويد الأداء والعمل الحرفي إلى جانب الجهود التي تقوم بها الهيئة في مجالات إدارة المنشآت والمشاريع والمراكز الحرفيّة.

وتضمّنت فعاليات الاحتفال باليوم الحرفي العُماني ركنا للعروض الحيّة للإنتاج الحرفي لعدد من الحرفيين في صناعة المشغولات الفضيّة والصناعات الخشبيّة إضافة إلى النحاسيات وصناعة الفخار والخزف، وتسعى الهيئة من خلال فعالية العروض الحرفية إلى تعميم المعرفة الحرفيّة بمراحل وآليات العمل الحرفي ومدى الابتكار والاتقان المصاحب لعمليات تصميم وإنتاج مختلف الصناعات الحرفيّة.

 

مسرح تفاعلي

وتمّ تدشين مسرح تفاعلي للعروض التعريفية والتثقيفية عن القطاع الحرفي حيث تمّ تقديم العديد من الفعاليات والمسابقات المتعلقة بالقطاع الحرفي والموروثات الحرفية، كما تمّ تنظيم عدد من اللقاءات التعريفيّة عن التجارب والنماذج الحرفيّة المجيدة.

وشهد الاحتفال تخصيص ركن لفريق الخدمات الحكوميّة الإلكترونيّة للتعريف بالخدمات الإلكترونية التي دشنتها الهيئة مؤخرا بهدف رفع كفاءة الإجراءات والمعاملات الحرفية وتسهم الخدمات الإلكترونية المخصصة للحرفين في تسهيل إجراءات العمل والأداء الحرفي بحيث أصبح الحرفي قادرا على إنجاز معاملاته من مختلف ولايات السلطنة دون الحاجة إلى الرجوع إلى ديوان عام الهيئة وذلك في خطوة يراد منها تعزيز نوعية الخدمات المرتبطة بالقطاع الحرفي.

وقالت عبير بنت مبارك بن مدماع السعدية، حرفية سعفيات وإحدى المستفيدات من مبادرات الرعاية الحرفية إنّ الدعم الذي حصلت عليه من قبل الهيئة من أهم الأسباب التي ستدفعها إلى الحفاظ على حرفتها وتطويرها والمضي قدما نحو زيادة الإنتاجية فالحرفة التي تعمل بها تتطلب العديد من المواد والأدوات الخاصة، والتي يوفرها الدعم لإنتاج منتجات سعفية ذات جودة وكفاءة عالية.

وأكّدت عنوف بنت سعيد بن حجيران ثوعار المتخصصة في حرفة تشكيل العظام أنّ الدعم الحرفي سيُحدث نقلة نوعيّة للحرفيين على مستوى الإنتاج والربحيّة فعلى الرغم من حرص الحرفيين على مزاولة الحرف التقليدية إلا أنّ التطورات التي يشهدها العالم من حولنا والمنافسة في مجال تطوير الحرف وتسويقها يؤثر على إنتاجية الحرف العمانية وهو ما يؤكد على أهميّة دعم الهيئة لنؤسس لمرحلة جديدة للمشاريع الحرفية.

وأشارت ندى بنت محمد الشحيّة الحرفيّة المتخصصة في صناعة الخشبيات إلى أنّ أوجه الاستفادة من الدعم الحرفي كثيرة ومتنوعة لكن المهم كيفية التخطيط المدروس لتحقيق الهدف الأسمى من الدعم والمتمثل في إتاحة الفرصة للحرفيين العمانيين للعطاء المتواصل.

وقالت فاطمة بنت جمعة المبسلية الحرفية في مجال صياغة المشغولات الفضية إنّ الدعم الذي حصلنا عليه مؤخراً من قبل الهيئة العامة للصناعات الحرفية يساهم في الارتقاء بقدراتنا كحرفيين ويعزز مهاراتنا، لافتة إلى أنّ المكانة التي وصلت إليها الحرفيّة العمانية تؤكد دور الهيئة ودعمها المتواصل من أجل الرقي بالحرف وحرصها على تعزيز المكانة المرموقة للحرفيّات وأكدت أنّ الهيئة لم تدخر جهدًا في سبيل دعمهن حتى أصبحن قادرات على إثبات وجودهنّ ومشاركتهن في مختلف مجالات العمل الحرفي.

 

تعليق عبر الفيس بوك