كيف أكتب؟ كيف نكتب؟

ليلى البلوشي

هذه ليست نصائح. هذه ليست وصايا. هي عبارات أذكرّ بها نفسي بين فترة وأخرى.

القراءة

1- اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ. اقرأ . اقرأ. اقرأ. ليكن طموحك أولاً أن تكون قارئاً جيداً قبل أن تكون كاتباً جيدًا، المشكلة تكمن في أننا نفكر بالكتابة قبل القراءة، نفكر أن نكتب كتاباً عظيمًا قبل أن نقرأ ما يستدعي تلك الكتابة العظيمة.

المرونة

2- كن مرّنا في كل ما يتعلق بالكتابة: عوّد نفسك على الكتابة في كل وقت. سيّر مزاجك ولا تجعله يسيّرك، فهذا يحافظ على الكتابة بانتظام، ولكن ليس معنى هذا أنك مضطر للكتابة في كل يوم، قطعا إن تدفقت الأفكار عليك في معدل صفحة واحدة يومياً فأنت شخص محظوظ دون شك، ولكن ما أعنيه هنا هو ألا تشعر بالقلق إن لم تكتب في اليوم الواحد سوى سطر واحد مفيد، ليكن ذلك دافعًا جيدًا للاستمرارية والمثابرة.

التكتّم

3- لا تخبر عن عملك أو سير عملك أو مشروعك أياً كان، فاجئهم بعد الانتهاء من العمل. لماذا؟ كي لا تنفد طاقة الكتابة عبر الكلام عنه للآخرين، كي تحافظ على منسوب حماسك في أثناء الكتابة، كي لا يسرق أحد ما فكرتك، كي لا تجد نفسك مضطرا بعد إخبار الآخرين على متابعته حين تترهل همتك. بمعنى كن كتوماً أثناء البدء بمشروعك الكتابي فهذا يمنحك استقلالية أكثر وثقة أكبر على الكتابة دون أحكام مسبقة من أحدهم، دون إحباطات، أو حتى إطراء قد يطفئ رغبتك في المتابعة.

المراجعة

4- حين تنتهي من الكتابة وتشعر أن مسودتك دخلت مرحلة مشاورة الآخرين حولها وعنها، حينئذ قسم الأشخاص الذين تطرح عليهم عملك إلى أقسام: 1(شخص تثق أنه لا يجامل. 2( شخص يجامل. 3) اختر أكثر من شخص نجاح كتابتك أو فشلها سيان عنده. هكذا ستجد نفسك أمام آراء متوازنة، آراء حاول من خلالها أن تصب في صالح عملك.

التأنّي

5- لا تكن عجولاً في الانتهاء من كتابتك، ما المشكلة حين تكون أبطأ من السلحفاة في الكتابة؟ وإذا استعصت عليك الكتابة فاتركها قليلا، ابتعد عنها، ومارس أشياء أخرى كاللعب مع الأطفال، مشاهدة فيلم كرتونك المفضل يبدد الكآبة عنك، شاهد فيلمًا في السينما، رتب مكتبتك، اقرأ كتابًا جديدًا ليمدك بطاقة العودة إلى العمل، عملك طموحك. حلمك. إنجازك الشخصي في كتاب جديد ومختلف.

الرياضة

6- الكتابة هي رشاقة الفكر والروح والجسد أيضًا، أنت كاتب تحافظ على لياقتك اللغوية، تتدفق أفكارك من خلال القراءة المستمرة والجادة والمسؤولة، ولكن أيضًا من الجميل أن تكون رياضيًا من الداخل ومن الخارج أيضًا، كونك كاتب تضطرك الكتابة إلى الجلوس ساعات أمام شاشة حاسوبك، تقبع طويلاً في عزلتك وأنت تلاحق فكرة أو تستبدل كلمة بأخرى في سبيل كتابة جيدة، وهنا الجلوس يراكم الشحوم في أجزاء من جسمك، ومن يمارس رياضة المشي لمدة لا تقل عن نصف ساعة يومية لا يقضي على الشحوم المتراكمة فحسب بل يجدد الروح المترهلة ويستبدلها بأخرى متجددة ومليئة بالحياة، الروائي الياباني "هاروكي موراكامي" له كتاب عن الجري، لقد اعتاد منذ أعوام بدء الكتابة على ممارسة رياضة الجري كل فجر قبل الكتابة وكان من خلال هذا الجري يطلق عقله ويشحن أفكاره. أما عبارة الكاتب "وليام سارويان" التي قدمها كنصيحة مجانية للكاتب الشاب حين قال له: "تنفّس بعمق وكُلْ بأقصى ما تستطيع من شهية ثم نم نومًا عميقًا واضحك كالجحيم"، فهذه النصيحة شريرة رغم روعتها!

الاختلاف

7- تذكّر دائمًا بأنك تشبه نفسك؛ تشبه رغباتك. مزاجك. كآبتك. حزنك. يأسك. فرحك. روحك وفكرك ولا تشبه الآخرين؛ بل ليس من الإنجاز في شيء أن تشبه الآخرين. وهنا يكمن سرّ الكتابة، أن تسعى إلى اختلافك، أن تصون اختلافك حين يتكوّن في داخلك، أن تكون مستعدًا كفاية كي تكافح من أجل اختلافك، أنت تكون أنت ببساطة تامة، أنت بكامل عيوبك ونقصانك وهفواتك وخطاياك. أنت بكامل جمالك. وحدها الشخصيات المعقّمة غايتها في الحياة هي الكمال في كل شيء، ما هو الكمال؟ ما هي مقاييس الكمال؟ أنت لا وقت لديك للتفكير في هذا، أنت كائن يرمم نقصانه بالإنجاز والعمل المستمر ويرى في ذلك الترميم كماله. لو آمن الكاتب بالكمال مذ الكتابة الأولى فلن يجد ما يحرضّه على كتابة ثانية وثالثة ورابعة. أذكّر نفسي دائما: سرّ الكمال يكمن في الطريق إلى الإنجاز، في العقبات التي نواجهها بجسارة، في الصعوبات التي نتجاوزها بحكمة.

*هذه الورقة كتبت لمشروع "تكوين" الذي يعنى بالكتابة الأدبية.

ليلى البلوشي

Ghima333@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك