تحية إجلال لرجال الدفاع المدني والإسعاف

خالد الخوالدي

تحيَّة إجلال وإكبار نقدِّمها لجميع مُنتسبي الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف؛ بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني، والذي يُصادف الأول من مارس من كلِّ عام، ونثمِّن لهم دَوْرَهم الكبير والمشهود في حماية أرواح المواطنين والمقيمين، ومقدِّرات هذا الوطن الغالي، ونترحَّم على أرواح الشهداء منهم، الذين قضوا نَحْبهم فداءً لعملهم الشريف، والسَّعي لإنقاذ أرواح الآخرين فهم رمز للكفاح والتضحية والوطنية الصادقة.

... إنَّ هؤلاء الأبطال لا تكفيهم الكلمات، ولا ترصع مكانتهم الحروف؛ فهم الجنود المجهولون الذين يعملون في الأوقات الصعبة حين تكون السبل والطرق قد تقطَّعت، فتجدهم يعملون جاهدين مُستخدمين كلَّ النطاقات الممكنة لإنقاذ الأرواح والممتلكات برًّا وبحرًا وجوًّا، ماضين على مبدأ رصين وواضح وضوح الشمس في كبد السماء، ومطبِّقين الآية الكريمة لقوله تعالي: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

إنَّنا نتذكر جليًّا ما قام به هؤلاء الأبطال في الأنواء المناخية الاستثنائية (جونو 2007)، إلى جانب إخوانهم من مُنتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية والمدنية؛ فبفضل الله ثم بجهود المخلصين استطاعتْ السلطنة تجاوز تلك المحنة رغم الفقد الغالي الذي تأثرنا به من مواطنين ومقيمين، إلا أنَّ قدرة الله ثم قدرة واستعداد رجال الدفاع المدني واستعداداتهم ساعدت في تقليل الأضرار في الأرواح والممتلكات. ومن ذلك اليوم، حرصتْ الحكومة الرشيدة على توطيد عمل الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، ومنحها كافة الإمكانيات والمقدرات التي مكَّنتها فيما بعد من الإسهام -وبفاعلية- في جميع الأنواء المناخية والاستثنائية التي تتعرَّض لها السلطنة بين الفينة والأخرى، خاصة وقت سقوط الأمطار بغزارة وجريان الأودية واعتراضها للمواطنين والمقيمين.. وما شدَّ من إعجابي اهتمام الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف في السلطنة بموضوع التوعية والإرشاد لجميع المخاطر والكوارث التي ربما قد تقع، وكيف يتم الابتعاد عنها والتقليل من أضرارها ومخاطرها، فلا يكاد أسبوع إلا وأتابع في الصحف المحلية خبرَ تنفيذ خطة إخلاء في مدرسة من مدارس السلطنة، وهي خطوة مُباركة في الاهتمام بالنشء فهم ركائز المستقبل وأمل الأمة، وهذه الجهود نقدِّرها أيما تقدير، ونشكرها ونثني عليها، ونرفع لها أسمي آيات العرفان والتقدير والثناء والإجلال.

وهذا التقديرُ والثناءُ نابعٌ من إيماننا العميق بأنَّ عمل رجالات الدفاع المدني والإسعاف صعبة ومُتعبة ومرهقة، ومُعرَّض صاحبها للموت في أي لحظة؛ فهم يتعاملون مع الكوارث والحرائق والأمواج العاتية والأودية الجارفة والأسلاك الحارقة.. فتحية إجلال وتقدير نكرِّرها لرجال الدفاع المدني الذين يسهرُون الليل في حمايتنا، بينما تنام عُيوننا مُطمئنة، ويضحُّون بأنفسهم في سبيل إنقاذ الآخرين.. فشكرا من القلب لرجال الدفاع المدني والإسعاف وقادته وأفراده لما يقومون به من عمل عظيم... ودمتم ودامت عُمان بخير!

Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك