إبراهيم الهادي
مع إشراقة شمس الربيع الدافئة، يستيقظ وادي فرغانة الخصيب في الجزء الشرقي من أوزبكستان على مشهدٍ يأسر الألباب ويُنعش الروح، فبين أحضان الجمال الطبيعي، تتفجر ألوان الحياة لتُرسم لوحة فنية بديعة قوامها الخضرة الندية وأزهار الأشجار المتنوعة، لكن اللون الأحمر القاني لزهور الخشخاش يبقى هو سيد المشهد، مُحوّلاً التلال والمرتفعات والسهول الشاسعة إلى سجاد قرمزي مخملي.
في هذه الأيام، يشهد الوادي، الذي يضم ولايات فرغانة وأنديجان ونمنغان، احتفالية بصرية قلّ نظيرها، آلاف الزهور الحمراء تتفتح بتناغم بديع، وكأنها جوقة طبيعية تُعلن عن ذروة انتفاضة الحياة.
الزائر لأرجاء الوادي، سيشاهد سيلًا من الجمال، إذ تتغذى رؤيته البصرية من ينابيع السكينة والبهجة والجمال، لكن سحر وادي فرغانة لا يقتصر على هذا البهاء الطبيعي الآسر، فالأرض الطيبة تحتضن أناسًا يتميزون بطيبتهم وكرمهم وحفاوة استقبالهم، ويحافظون على تراث عريق وقيم أصيلة تُضفي على المكان روحًا إضافية من الجاذبية.
ويُعد فصل الربيع، وبخاصة موسم تفتح زهور الخشخاش، هو الوقت الأمثل لاكتشاف هذه الجوهرة الأوزبكية الساحرة، فعبق الربيع يمتزج برائحة الأرض الندية ليخلق أجواءً لا تُنسى.
عُشاق الجمال والطبيعة تناديهم في هذا الوقت زهور الخشخاش لزيارة هذا الوادي الفاتن، انطلقوا في رحلة إلى وادي فرغانة، حيث تتجسد روعة الطبيعة في أبهى صورها، واملأوا قلوبكم بجمال لا يُضاهى وسكينة تبعث على الراحة. إنها تجربة تستحق الاكتشاف والعيش.