نعم.. نعمل بصمت!

د. رضية بنت سليمان الحبسية

نعم نعمل بصمت، كان ومازال وسيظل عطاؤنا بصمت، مقرونًا بالنتائج التي تتحدث عن نفسها، فيغدو علم عُمان خفّاقا في العُلا، مُنافسًا في الآفاق. فلا انقياد ولا تأثّر بانتقادات مُسيّسة. ولا عتاب، ولا لوم على من صار جهلا إمعّةً. ويبقى ذي الفكر برسالته وقادًا، وإنجازاته على الملأ تعج ضجيجًا، لتبرهن لذوي العنجهيّة أن للعمل بصمت نهج، وللقائمين عليه رؤية.

نتابع بصمت، ما يتداوله البعض من تعليقات، حول عبارة "نعمل بصمت"، مستنكرين تغيّر المعايير، واختلاط المفاهيم، وتحويرها لخدمة أغراض بينية، أو محاولات استفزازية؛ للتعبير عن عدم الرضا بأفكار دخيلة. فمن التباهي بالعمل والإنتاج، والتركيز على المخرجات، إلى صدمة ردود فعل البعض، تجاه مقطع مقابلة، أو محتوى مقالة، يُعَبّر بها العاملون بصمت، عن شغفهم للعمل بهدوء، بعيدًا عن الضجيج، وبمنأ عن الأضواء، التي لا شك أنها سلاح ذو حدين، إذا ما أُسِيئ توظيفها.   

وقد تأملنا العديد من المداخلات، وحللنا الكثير من المطالبات، الموجهة للمسؤولين، بضرورة الظهور، والحديث للشارع العام عن النتاجات المحققة، متغافلين التقارير والبيانات الحكومية الرسمية، أو استضافات مجلس الشورى، خلال انعقاد دوراته السنوية، بجلساته الاعتيادية. ومع أنّ الأرقام تتحدث، تظل الثقة بين الأطراف كافة، في كثير من الأحيان بين شد وجذب.

ولربما نبع ذلك من طموح أبناء هذا البلد، لرؤية حصاد التجديد، الذي يرتجون. فإنْ كان ذلك محركا ودافعا لاستثارة المؤسسات والقائمين عليها؛ للتسارع في تنفيذ المخططات تحقيقًا لرؤية عُمان، فإنّ على كل صاحب سُلطة أن يعمل فعلا، وفق ما يُصَرّح، وليتطابق القول والعمل، مُتخذين من باني نهضة عُمان الحديثة- طيّب الله ثراه- أنموذجًا يُحتذى به، ومن رعاية وتحفيز خليفته قوةً؛ لمضاعفة الجهد، ومعولًا؛ لمواصلة التشييد باتجاه مستقبل واعد.

ختامًا.. فلنرتقي بفكرنا، ولنوحد صفوفنا، ولنستمثر أوقاتنا، في التعمير والعطاء. ولنفسح المجال للعاملين على اختلاف مواقعهم؛ للمضي قُدمًا في أعمالهم، بعيدًا عن مُشتتات الجهود، التي تُسْتَنْزَف جرّاء الالتفات إلى المُثبطات. فليكن الإخلاص أُولى قيمنا، ولتكن المثابرة أداتنا؛ لدفع عجلة تقدم بلادنا. فالعمل بصمت فنٌ لا يتقنه المتكاسلون، ولا العاملون الباحثون عن الأضواء لغاية ذاتية، أو وسيلةً إعلامية للتأييد المجتمعي.

تعليق عبر الفيس بوك